شفقنا العراق-استأنفت المفاوضات الخاصة حول تشغيل سد النهضة الاثيوبي برعاية الاتحاد الافريقي ورئاسة دولة جنوب افريقيا، وبمشاركة وزراء الري من اثيوبيا ومصر والسودان، حيث طالب وزير الري السوداني ياسر عباس، أن تكون هذه الجولة حاسمة، وعبر اجندة محددة، لفترة الأسبوعين المقررة لهذه الجولة، واستأنفت المفاوضات، في ظل العديد من الخلافات الفنية والقانونية، بشأن ملء وتشغيل السد.
اثيوبيا غمرت شوارعها بالمياه ابتهاجا بالملء الاولي لبحيرة سد النهضة، واستغل رئيس الوزراء الإثيوبي ابي احمد، الموقف سياسيا واقتصاديا، لحسم الخلافات بينه وقادة قبيلة (الارومو )، التي ينتمي لها، وللسيطرة علي تفلتات التقراي، التي تنافسه علي الحكم، واقتصاديا للاستفادة من الطاقة التي سيولدها السد لدولته والدول المجاورة.
ولهذا السبب، اصبحت قضية سد النهضة بالنسبة لإثيوبيا، قضية رأي عام، وبهذه الروح بدأت اثيوبيا هذه الجولة من المفاوضات.
وفي السودان، شكّل رئيس الوزراء “عبدالله حمدوك”، لجنة عليا امنية وسياسية وعلمية، لوضع استراتيجية ثابتة للتفاوض بمبدأ مصلحة البلاد اولا، لذلك تاتي ردود افعاله متوازنة نوعا ما، كي لا يخسر احدى الدولتين مصر واثيوبيا، باعتبار ان إيجابيات السد اكثر من سلبياته علي السودان.
اما مصر، فقد خسرت معظم اصدقائها الأفارقة لدعمها في مواقفها تجاه السد، وبدأت التصعيد إعلاميا، لخلق الفتن داخل المكون الإثني الاثيوبي وشرعت في اللجوء الي الغرب، ولكن موقف الاتحاد الافريقي الجمها في حجر برفضه الوساطة الامريكية، والتي رأى انها غير محايدة.
وبالتالي جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي عنوانها”تباين المواقف لاغير” .
مصر تعترض على إجراء إثيوبيا الأحادي بشأن سد النهضة
بدوره أكد وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي اعتراض مصر على الإجراء الأحادي لملء سد النهضة دون التشاور والتنسيق مع دول المصب مما يلقي بدلالات سلبية توضح عدم رغبة إثيوبيا في التوصل لاتفاق عادل كما أنه إجراء يتعارض مع اتفاق إعلان المبادئ حسب قوله.
جاء ذلك في الاجتماع الثاني للجولة الثانية للتفاوض بين مصر والسودان وإثيوبيا برعاية الاتحاد الإفريقى الذي عقد اليوم بحضور المراقبين من أمريكا والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الإفريقي، بناء على مخرجات القمة الرئاسية الإفريقية المصغرة التي عُقدت يوم 21 يوليو 2020، استكمالاً للمفاوضات للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل السد الإثيوبي.
وأكد عبد العاطي أهمية سرعة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة بحيث يتم التوافق حول كل نقطة من النقاط الخلافية، وأشار إلى اقتراح مصر لآلية العمل خلال الاجتماعات الحالية التي ستُعقد لمدة أسبوعين، وأكد أنه بناء على القمة المصغرة فإن التفاوض الحالي سيكون حول ملء وتشغيل سد النهضة فقط، وأن التفاوض حول المشروعات المستقبلية سيكون في مرحلة لاحقة بعد التوصل لاتفاق سد النهضة.
وفي نهاية الاجتماع تم التوافق بين الوزراء على قيام اللجان الفنية والقانونية بمناقشة النقاط الخلافية خلال اليومين القادمين 4، 5 أغسطس في مسارين متوازيين وعرض المخرجات في الاجتماع الوزاري يوم الخميس 6 أغسطس.
من جهته قال هاني رسلان الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن مشادات كلامية حدثت اليوم بين الوفدين المصرى والاثيوبى حول جدول الجولة الجديدة من المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقى.
النهایة