خاص شفقنا-بيروت-لم يخط قلم المقاومة حتى الآن بيان الرد على استشهاد شهيدها “علي كامل محسن”، الذي قضى في العدوان الصهيوني الذي استهداف محيط مطار دمشق الدولي في ال 20 من شهر تموز الحالي، اسبوع حذر شهدته الحدود مع فلسطين، حركة خجولة للعدو والتزام بإجراءات الحماية العالية، وجاءت كلمة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لتزيد من حجم الخوف لدى كيان الاحتلال “ما حصل في سوريا هو عدوان ونحن قد درسنا هذا الموضوع وقررنا أن لا نعلن ما الذي سنفعله”.
وأمس ظهرا كانت البلاد امام خيارات مفتوحة، العدو يقصف بالمدفعية مناطق في مزارع شبعا والهبارية، وأخبار الإعلام الصهيوني المتتابعة تحدثت عن عملية تقوم بها المقاومة، وأن اشتباك مسلحا جرى وحديث عن مقتل المجموعة المهاجمة. أما حزب الله وكعادته عرف كيف يجيّر الحرب النفسية لصالحه،التزم الصمت لساعات ليخرج بعدها ببيان صريح وواضح، انتظره العدو قبل اللبنانيين، كذّب فيه ادعاءات العدو وأشار فيه إلى أن هذه الادعاءات ما هي إلا “محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة”،مؤكداً أنه لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرف المقاومة وانما إطلاق النار كان “من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر”. كما شدد بيان المقاومة على الأمر الذي لا تراجع عنه “الرد على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن آت حتماً” وأن “القصف الذي حصل على قرية الهبارية، وإصابة منزل أحد المدنيين، لن يتم السكوت عنه على الإطلاق”.
وفي هذا السياق أشار الخبير العسكري العميد ناجي ملاعب في حديث لـ”شفقنا” إلى أن المنطقة كلها على صفيح ساخن وما يحصل في المنطقة هو نتاج للإشتباك الحاصل ما بين إيران والولايات المتحدة الامريكية التي تواصل فرض العقوبات الاقتصادية والمالية على ايران والقوى المؤيدة لها. لافتا إلى ان ما يجري في الداخل الإيراني من استهداف لمفاعلات ومعامل نووية وكيميائية لم يحصل بالصدفة وقد يكون نتيجة لفعل بشري.
وأضاف ملاعب أن العدو الإسرائيلي يحاول الإستفادة من هذا الصراع لتنفيذ بعض المصالح الخاصة بالكيان والتي في طليعتها كبح النفوذ الإيراني وسلبه إمكانية التوصل إلى انتاج قنبلة نووية وتطوير أسلحته وصواريخه مما يخل بالتوازن الموجود في المنطقة، إضافة إلى استدراج المقاومة في لبنان إلى معركة ما تبرر له تصعيد المعركة .
ولفت ملاعب إلى أن الحالة التي وصل إليها العدو والخوف الذي يسود الشمال الفلسطيني والزج بوحدات عسكرية إضافية في المنطقة يظهر حجم الرعب الذي يعيشه كيان الإحتلال، معتبرا أن هذه الأجواء هي بمثابة إنتصار فعلي للمقاومة.
وفي الحديث عن جاهزية العدو لأي معركة مقبلة أشار ملاعب إلى أن العدو قائم على كيان عسكري، وهو اليوم حريص اكثر من أي وقت مضى على عدم الإنكسار لأن المسألة باتت أمر وجودي بالنسبة لهذا ، ولكن بالمقابل فإن حزب الله أيضا بات يمتلك الآن ارادة قتالية عالية واكتسب خبرات عسكرية في كافة المجالات وخاصة مجال إدارة المعارك نتيجة مشاركته في المعارك في الساحة السورية.
وتابع ملاعب المقاومة تمتلك نفسا طويلا والجمهورية الإسلامية نفسها اطول وتراهن على المستقبل وكسب الوقت، أما العدو الإسرائيلي فهو الذي يستعجل المعركة ويستدرج الحزب وايران لخوضها لتحقيق مكاسب ما، مؤكدا أن هذا الكيان هو الآن محشور ومضغوط ويكثف من اعتداءاته لفك هذا الضغط.
مهدي سعادي