شفقنا العراق- أصدرت العتبة العباسية كتاب “رسالةٌ في نفي حجّيّة مُطلق الظنّ”، و(قراءةٌ في كتاب) برنامجٌ يتحدّى جائحة كورونا وتُقام جلساته النقاشيّة الثقافيّة افتراضيّاً.
صدَرَ حديثًا عن العتبة العبّاسية المقدّسة، كتاب (رسالةٌ في نفي حجّيّة مُطلق الظنّ)، من تأليف الشيخ محمّد تقي الهرويّ الحائري.
وكالة أنباء الحوزة – ضمن سلسلة إصداراته التراثيّة الهادفة الى إحياء التراث العلميّ للعلماء والمفكّرين، صدَرَ حديثًا عن مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، كتاب (رسالةٌ في نفي حجّيّة مُطلق الظنّ)، من تأليف الشيخ محمّد تقي الهرويّ الحائري (1217 – 1299هـ) من علماء القرن الثالث عشر، وقد حقّقه الشيخ محمّد جعفر إسلامي، وقام مركز تراث كربلاء بمراجعته ووضع فهارسه.
وقد جاء الكتابُ بـ(337) صفحة، وهو جامعٌ لتمام الأدلّة على حجّيّة الظنّ، مع ذكر الاعتراضات والإيرادات عليها وبيان السليم منها والسَّقيم، مقسّمٌ على مقدّمة، ومنهجين، وخاتمة.
ومن المُلاحظ على المؤلِّف أنّه لم يتمسّك بكلّ ما يؤيّد مذهبه في عدم حجّيّة مطلق الظنون، بل كثيرًا ما يذكر ضعف ما أورده النّافون لحجّيّة مطلق الظنّ على استدلال القائل بحجّيّة مطلق الظنّ، وحجّيّة الظنون المخصوصة، كما هو دأب المحقّقين من الأصوليّين.
يُشار الى أنّ مركز تراث كربلاء يواصل إصدار الكتب والمجلّات والموسوعات، والسلاسل التراثيّة التي تتناول تراث مدينة كربلاء بحثاً وتأليفاً ودراسةً وتحقيقاً، إسهاماً منه في رفد المكتبة العربيّة والإسلاميّة بالمختارات من هذه الإصدارات، ولتسليط الأضواء على الدور الرياديّ لمدينة كربلاء في جميع مجالات العلوم والمعارف.
يُذكر أنّ الشيخ محمَّد تقي بن حسين علي بن رضا بن إسماعيل الهرويّ الإصفهانيّ الحائريّ (1217 -1299هـ)، أحدُ الأكابر من رجال الدين وحملة الفقاهة والاجتهاد، حضر في الفقه والأُصول على العلّامة المحقّق الشيخ محمّد تقي الإصفهانيّ صاحب حاشية المعالم، وعلى الحاج محمّد إبراهيم الكرباسيّ صاحب الإشارات، وعلى الحاج السّيّد محمّد باقر حجّة الإسلام الرشتيّ الإصفهانيّ، وزار العراق مراراً، وتوقّف في بعضها في النجف فحضر بحث صاحب الجواهر، وفي كربلاء حضر على السيّد كاظم الرشتي والميرزا علي نقي الطباطبائيّ.
ولاقتناء هذه الكتب والاطّلاع على باقي إصدارات المركز يمكنكم زيارة معرض الكتاب الدائم الكائن قرب بوّابة قبلة مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، أو في ساحة ما بين الحرمَيْن الشريفَيْن، أو الاطّلاع من خلال الصفحة الآتية: http://www.mk.iq/cen.php?id=1
كما تبنّت المكتبةُ النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، جملةً من الأنشطة والفعّاليات التي كان لها الأثر الواضح والفاعل، بالمساهمة في الرقيّ بالمستوى الثقافيّ والفكريّ لفئة النساء بمختلف شرائحهنّ، ونتيجةً للظرف الحالي وما يشهده العالم والعراق من تفشّي وباء كورونا والتزاماً بالتوجيهات الصحّية بالتباعد الاجتماعيّ، فقد توقّفت هذه الأنشطة ميدانيّاً لكنّها نشطت إلكترونيّاً عن بُعد، وبقيت حلقاتُ التواصل مفتوحةً فاستطاعت المكتبة أن توصل رسالتها، ومن جملة هذه المشاريع هو برنامجها الثقافيّ (أصدقاء المكتبة وروّاد الثقافة) الذي تُعدّ أحد أهمّ فقراته هي (قراءة في كتاب)، والذي شرعت المكتبة مؤخّراً بإقامته افتراضيّاً.
و(قراءة في كتاب) بحسب ما بيّنته مسؤولةُ المكتبة النسويّة السيّدة أسماء العبادي: “هو عبارة عن جلساتٍ حواريّة تُنظّم أسبوعيّاً كلّ يوم أحد عبر قسمها في منتدى الكفيل -المنتدى الرسميّ للعتبة العبّاسية المقدّسة-، حيث يتمّ من خلاله تسليط الضوء على عددٍ من المواضيع الثقافيّة والأدبيّة والاجتماعيّة المختلفة، وبمتابعة ومشاركة نخبةٍ من الشخصيّات الأكاديميّة والثقافيّة، من أصحاب الاختصاص بالمواضيع المطروحة التي تُحدّد في كلّ أسبوع”.
وأضافت: “شهدت هذه الفعّالية إقبالاً وتفاعلاً كبيرَيْن، وقد وصل عددُ المتابعين والمشاركين في كلّ جلسة الى أكثر من (1500) شخص وهو في ازدياد”.
وأكّدت: “تأتي هذه الفعّالية منسجمةً مع الفعّاليات الثقافيّة المختلفة التي تُقيمها المكتبة النسويّة خلال جائحة كورونا في زمن التباعد الاجتماعيّ، فتأتي الثقافة لتجمع بين الناس وهي توفّر لهم الإلهام والرقيّ النفسيّ والروحيّ”.
وبيّنت العبادي في ختام حديثها: “للتعرّف على كيفيّة تسجيل عضويّة على المنتدى اضغط هنا
ولتحميل الكتب مجّاناً يمكنكم الضغط على الرابط الآتي:
https://alkafeel.net/women_library/books.php
وهناك شهادات مشاركةٍ تُرسل للحاضرين والمتابعين”.
يُذكر أنّ المكتبة النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة قد لجأت الى العمل بهذا المشروع، كبادرةٍ للخدمة المكتبيّة عن بُعد، التي تشكّل مساراً تعويضيّاً حتميّاً للخدمات التقليديّة للمكتبة، التي أصبحت لا تفي بالغرض في ظلّ التحوّلات والتحدّيات المختلفة التي يشهدها العالم.
النهاية