شفقنا العراق-متابعة- بدء الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي العراقي في أكتوبر 2016 عمليات لتحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم داعش. وأعلن رئيس الوزراء العراقي الاسبق حيدر العبادي رسميا تحرير المدينة في 10 يوليو 2017، في الأثناء قال الكاظمي سجل العراقيون بتحرير الموصل، صفحة بيضاء أخرى في تأريخهم، بينما دعا الحلبوسي الحكومة الى إعادة النازحين والبدء ببرامج الإعمار الضرورية .
وكانت مدينة الموصل تعتبر أهم مراكز التنظيم في العراق منذ سيطرته عليها في يونيو 2014 ابان انتصار التنظيم في معركة الموصل الأولى وانسحاب القوات الحكومية من المدينة والتي شهدت انتهاكات واسعة تجاه المدنين.
في الأثناء، أكد رئيس الجمهورية، برهم صالح، الجمعة، أن جهدنا لن يستقر حتى القضاء الناجز على فلول داعش والإرهاب والفساد، موجها كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل، وجاء في نص الكلمة:-
“أيها العراقيون الأباة الأحرار..نستعيد اليوم ذكرى انتصارنا العظيم على أبشع مجرمي العصر بعد احتلالهم أم الربيعين، موصلنا العزيزة، وبعدما عاثوا فيها الفساد والقتل والسبي والخراب وأفظع ما تكون عليه الجريمة.
نستعيد الذكرى وأنتم أشد بأساً وأعلى هاماً وأوسع طموحاً. كانت المنازلة عظيمة.. وبصمودكم وشجاعتكم وصبركم كان العار حصاد المجرمين، وكان الشرف والكبرياء من نصيبنا وبما رفع الهامات وأعزّ العراق، كانت تضحياتنا عظيمة، وكان نصرنا وكرامتنا وهيبة بلدنا تستحق منا مثل هذه التضحية.
كانت لحظة داعش انتكاساً لقيم الإنسانية والتمدن والحضارة، وكان نصرنا على المجرمين إعلاءً لهذه القيم وكرامةً للإنسان وتسامياً للحياة، كان ظهور داعش، ومن قبله القاعدة وكل قوى التطرف، اندحاراً نحو كهوف الظلام، فيما حقق نصرُ العراقيين قيمة الأمل الإنساني برفعة الحياة الكريمة وسلام العيش فيها.
دحرنا داعش، وحررنا الموصل واستعدنا المدن والقرى، بهذه التضحيات العظيمة، وبشجاعة الشجعان، وبإرادة العراقيين الأحرار ووحدتهم وتماسكهم في واحدة من أخطر المواجهات التي مرّ بها شعبنا وبلدنا في عصرنا هذا، باسم العراقيين كلهم أنحني إجلالاً للمضحين العظام، للشهداء والجرحى، وللأبطال صنّاع النصر في قواتنا المسلحة، جيشاً وشرطةً وحشداً شعبياً وبيشمركة ومقاتلي العشائر وأجهزةً استخبارية وأمنية.
أحيي بتقدير واعتزاز الدور المسؤول للمرجعية الدينية في هذه المواجهة، وهو دور أساس في تحقيق النصر، كما أحيي عزم وشجاعة العراقيات والعراقيين بمختلف مدنهم وقراهم ممن انتخوا لنداء التحرير ولم يصبروا على ضيم.
فقد أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في كلمة له بمنابة تحرير مدينة الموصل من عصابات داعش الارهابية في 10 من تموز 2017 “في ذكرى تحرير الموصل من دنس التنظيم الإرهابي، والانتصار على داعش، نقف معكم اليوم وقفة إجلال إزاء هذا الانتصار العظيم”، مضيفا “سجل العراقيون بتحرير الموصل، صفحة بيضاء أخرى في تأريخهم، كتبوها بتضحيات أبنائهم، وبتلاحمهم وتآخيهم لأجل وحدة العراق، ولأجل قبر ظلمة الإرهاب وكف حالك آثامه عن كل العالم”.
وتابع الكاظمي “عادوا كما كانوا حين رسموا إشراقات التأريخ الإنساني بحضاراتهم، يُهدون الأمم الأخرى نصراً ناجزاً على أوباش العصر، تنظيم الضلالة والهمجية داعش المندحرة”، مبينا إن “النصر العظيم الذي تحقق على الارض، ما كان له أن يبسق لولا نصر آخر بزغ شعاعه عبر رفض مجتمعي عراقي خالص للطائفية والتفرقة والتمييز ، ورفض العراقيون الفكر الأسود، لأن عيشهم لآلاف السنين على هذه الأرض، لم يكن إلا عبر روح بيضاء امتازوا بها، وقبول للآخر صنو الإنسانية ونظير الخلق، فلا آخر طالما عاش قديماً على أرضهم، ولهذا أعاد لهم النصر في الموصل روحهم الواحدة التي اذا اشتكى منها طرف تداعت له كل الأطياف، حبّاً واحتضاناً وتقارباً، وصولات إن لزم الأمر”.
وأكد الكاظمي “نحن نخوض حرباً ضد الفساد والخراب، واعون تماماً لما لهذا العزم العراقي القوي من أثر، بفضل تصميمهم الذي أزاحوا به الإرهاب وجياثيمه، سينتصر العراقيون بإعمار بلدهم وفي حربهم على الفساد والفاسدين، وستكون مرتبة أخرى يرتقونها معاً كشعب واحد متآزر، فقد دفعوا ثمناً لم يدفعه قبلهم أحد”، موضحا إن “أعظم من نستذكرهم اليوم، هم شهداء العراق، المثابات الشامخة التي رفعت اسمه عالياً وحفظت للعراق الكرامة وأمدّته بأسباب بقائه، مثلما بقي عبر عصور طويلة، مناراً للعالم وقبلة للناظرين، وموطناً للحضارة الأولى”.
بالسياق قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، “بمشاعر الفخر والاعتزاز العراقية، تمرُّ علينا الذكرى الثالثة لتحرير الموصل، بنصر عظيم أدهش العالم، وسطَّر ملاحم الشجاعة والكبرياء والتضحية العراقية، التي تضمَّخت بدماء العراقيين الشجعان من كلِّ تشكيلات قواتنا البطلة، من الجيش والشرطة والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشدين الشعبي والعشائري والبيشمركة والمدنيين، وكلِّ من ساند قواتنا الأمنية، وبدعم المرجعية الدينية وإسناد قوات التحالف والدول الشقيقة والصديقة وجميع شرفاء العالم”.
وأضاف، إن “هذا النصر العراقي المبين سيبقى شاهد عزة وكرامة عبر الأجيال، ودرساً في العطاء والتضحية والفداء قلَّ نظيره”، متابعا انه “ومع استذكارنا للعام الثالث على تحرير الموصل، نؤكد أهمية إسراع الحكومة في إعادة النازحين والبدء ببرامج الإعمار الضرورية، وتعويض المتضررين من أبناء نينوى وجميع المدن المحررة، وكشف مصير المغيبين من أبنائها، ولزوم منح عوائل الشهداء والجرحى من أبناء العراق حقوقهم القانونية الكاملة، وضمان العيش الكريم لهم؛ عرفاناً بجميل التضحية التي قدَّمها هؤلاء الأبطال”.
في غضون ذلك هنأ وزير الدفاع جمعة عناد، بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل من عصابات داعش الارهابية في 10 تموز 2017.
وقال عناد في بيان “بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل من براثن ارهابيي داعش اتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات للشعب العراقي ولرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، ولأبطال القوات المسلحة الذين دافعوا بكل بسالة لتحرير الموصل من ارهابيي داعش حيث قاتل ابطال الجيش العراقي من القوات البرية والقوة الجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي وكل صنوفه مع جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والحشد العشائري وفرقة الرد السريع وقوات البيشمركة يداً بيد أعتى تنظيم ارهابي نيابة عن العالم اجمع واستطاعوا بكل بسالة هزيمته ودحر مخططاته التي كانت ترمي الى فرض سيطرته على بلاد الرافدين والبلدان المحيطة به”.
وأضاف “اذ نستذكر اليوم معارك التحرير والنصر المؤزر على قوى الشر والظلام لا ننسى ان نستذكر تضحيات الابطال من الشهداء الابرار الذين روت دمائهم الزكية ارض الموصل فرسمت طريق النصر وعبدته فتحية لأرواحهم الطاهرة وأف تحية لجرحانا الابطال الذين كان لهم دور كبير في احراز النصر”.
من جانبه وصف رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، اليوم الجمعة، تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم “داعش”، بأنه “نصر تأريخي أذهل العالم”، مؤكداً أن التلاحم الكبير بين المقاتلين “عجّل النصر ووحّد الهدف ودحر الدواعش واذاقهم الهوان والهزيمة”.
فيما قالت قيادة العمليات المشتركة، “في العاشر مِن تموز 2017 تحقق الانتصار العظيم في تحرير مدينة الموصل العزيزة مِن براثن عصابات داعش الأرهابية، حيث كانت ملحمة وطنية عراقية تكاتفت بها جميع قواتنا الامنية والمواطنين لتحقيق هذا النصر ضمن عمليات قادمون يانينوى، إذ بدات عمليات التحرير في يوم 16 تشرين أول مِن عام 2016 مِن جنوبي مدينة الموصل وشرقها وشمالها، وقد حققت التحرير الكامل للساحل الايسر ثم انطلقت العمليات لتحرير الجانب الايمن والمدينة القديمة يوم 19 شباط 2017 وجاء النصر بتحرير مدينة الموصل واعلانه مِن مركز المدينة يوم العاشر مِن تموز الذي نعيش ذكراه اليوم”.
وأضاف “فسلاماً على الفتوى الخالدة للمرجعية الرشيدة، وتحية اجلال واكرام لشهداء العراق الذين فاضت ارواحهم على ارض نينوى لتحريرها، هذه الدماء العراقية مِن الجنوب والوسط والغرب والشرق والشمال لتروي ارض الموصل وتطهرها مِن دنس عصابات داعش الأرهابية وظلاميتها وتحية تقدير وعرفان للجرحى الذي حملوا أوسمة شرف في تحرير ثاني كبرى مدن العراق”.
وتابع “تحية إجلال وعرفان لكل أبناء شعبنا الكريم ومواطني نينوى الذين كانوا العون الحقيقي في تحقيق النصر، وتحية البطولة والمجد لجميع قواتنا التي اشتركت وحققت هذا الانتصار العراقي العظيم ضمن قيادة عمليات قادمون يانينوى الرجال الابطال مِن الجيش وجهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والرد السريع والحشد الشعبي والبيشمركة وشرطة نينوى والوكالات الاستخبارية والاسناد الكبير مِن طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف الدولي ونخص بالذكر ابطال العمليات النفسية ورجال الاعلام العراقي الذين كانوا جنبا الى جنب مع المقاتلين لنقل الصورة والحقيقة اولاً باول للراي العام العراقي والعالمي”.
كما اصدر تحالف الفتح، بيانا بشان ذكرى تحرير الموصل، فيما شدد على ضرورة تنفيذ قرار إنهاء تواجد القوات الاجنبية، لافتا: “بكل اجلال وامتنان وتقدير نقف اليوم لأبناء شعبنا الغيارى، وفي طليعتهم قواتنا الامنية وحشدنا الشعبي والعشائري والبشيمركة، مهنئين بالذكرى الثالثة لتحرير الموصل، وبملاحم التضحية والبطولة التى سطروها، وروح الإيثار التي جسدها شعبنا بمختلف طوائفه في دعم قواته، وايواء النازحين، مستهديا بفتوى المرجعية العليا التي كان لها الدور الأول في قلب توازنات القوى، وتوحيد صفوف شعبنا، وشحذ الهمم بروح التضحية والفداء”.
واضاف “كما نقف إجلالا لأرواح شهدائنا الابرار، وفي مقدمتهم قادة الانتصار الشهيدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني، ولكل الجرحى وعوائلهم، ونهنئهم بالنصر الذي كان لدمائهم وتضحياتهم الفضل بعد الله في تحقيقه”، مبينا “اننا ننتهز المناسبة لنؤكد أن الحفاظ على النصر لن يكون إلا بنصر موازي على صعيد الاستقرار السياسي والنهوض الاقتصادي والاصلاح الشامل لكل جوانب الحياة العراقية، وهي مسؤولية تتحملها جميع القوى الوطنية، التي نتطلع لتعاونها، وتجاوز آفاق المصالح الفئوية الى أفق المصلحة الوطنية العليا التي تتحق فيها آمال شعبنا، وسيما شبابنا الذين مازالوا يرابطون في ساحات الاحتجاجات”.
بصعيد متصل استذكر رئيس اركان الجيش الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله، الملاحم البطولية والشهداء في الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، فيما حيّا أرواح الشهداء، مشيرا إنه “بمناسبة مرور ثلاث سنوات على ذكرى تحرير مدينة الموصل اتقدم بأحر التهاني والتبريكات لأخواني وأبنائي من ضباط ومنتسبي الجيش العراقي الباسل الذين سطروا اروع الملاحم خلال معارك التحرير ضد ارهابيي داعش، حيث قاتلوا مع باقي القوات الامنية البطلة من الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب والحشدين الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة وفرقة الرد السريع ومعهم صنوف الجيش البطلة من القوات البرية والقوة الجوية والدفاع الجوي وطيران الجيش وباقي الصنوف المقاتلة والساندة الاخرى بكل شجاعة وبسالة وصنعوا النصر بدمائهم الزكية وتضحياتهم الجسيمة حتى لا يكون للفكر الارهابي المتطرف موطئ قدم في ارض الوطن ولكي يعيش ابناء الشعب العراقي بعزة وكرامة”.
كذلك هنأ المجلس الأعلى الاسلامي العراقي، بذكرى تحرير مدينة الموصل، فيما أكد ان المرجعية هي من أذكت روح الأقدام والتضحية بنفوس العراقيين، لافتا انه “بفخر واعتزاز يحتفي شعبنا بذكرى تحرير الموصل، ونقف جميعا بكل إجلال لدماء الشهداء الزكية التي قدمها أبناء شعبنا بمختلف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم، وللملاحم البطولية التي سطرتها قواتنا الامنية بمختلف صنوفها وحشدنا الشعبي المبارك، وللمواقف الشعبية العظيمة، سيما المواكب الحسينية، التي جسدت روح المواطنة الحقيقية، والانتماء العميق لكل الوطن، وللقيم الانسانية النبيلة”.
النهاية