الثلاثاء, أبريل 16, 2024

آخر الأخبار

بذكرى هدم قبور أئمة البقيع.. العتبة العسكرية تقيم مجلسًا عزائيًا

شفقنا العراق ــ إحياءً لذكرى فاجعة هدم قبور أئمّة...

في الكوفة.. مهرجان السفير الثقافي الدولي يواصل فعالياته

شفقنا العراق ــ واصل مهرجان السفير الثقافي الدولي الثالث...

العتبة الحسينية تواصل العمل بمشروع مركز الشلل الدماغي في بابل

شفقنا العراق-فيما واصلت أعمالها في إنجاز مشروع مركز الشلل...

فريق الحشد الشعبيّ يفوز بخماسية نظيفة على التاجي ويتصدر المجموعة الأولى

شفقنا العراق- حسم فريق الحشد الشعبيّ لكرة القدم صدارة...

الأكبر في تاريخ العراق.. إجراءات لتسهيل تسويق موسم الحنطة

شفقنا العراق ــ بالتزامن مع انطلاق الموسم التسويقي للحنطة...

رشيد يهنئ بعيد رأس السنة الإيزيدية ويدعو النازحين منهم للعودة إلى ديارهم

شفقنا العراق- بحلول عيد رأس السنة الإيزيدية، قدم رئيس...

السوداني يؤكد لنظيره التشيكي انفتاح العراق على كل مجالات التبادل والتكامل الاقتصادي

شفقنا العراق- فيما أشار إلى انفتاح العراق على كل...

المنتخب الأولمبي يفتتح مشواره ببطولة آسيا بخسارة أمام نظيره التايلاندي بهدفين نظيفين

شفقنا العراق- افتتح المنتخب الأولمبي تحت 23 عاما لكرة...

السوداني يدعو شركة ستيلر إنيرجي الأمريكية إلى إنجاز أعمالها في العراق

شفقنا العراق ــ أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع...

لحملة البطاقة الإلكترونية.. الرافدين يطلق وجبه جديدة من السلف

شفقنا العراق ـ أعلن مصرف الرافدين، اليوم الثلاثاء، إطلاق...

مجلس الخدمة يحدد موعد البدء بتوزيع الدرجات الوظيفية للمتقدمين

شفقنا العراق ـ فيما حدد موعد البدء بتوزيع الدرجات...

لتقليل الوقت والجهد.. تدوين الإفادات في القضاء إلكترونيًا

شفقنا العراق ـ في خطوة تصب في مصلحة الشفافية...

بمناسبة رأس السنة الإيزيدية.. تعطيل الدوام الرسمي غدًا لأبناء المكون الإيزيدي

شفقنا العراق ـ تزامنًأ مع عيد رأس السنة الإيزيدية،...

مع الحاجة إلى الطاقة المتجددة.. لجنة نيابية توصي بتشريع قانون ينظمها

شفقنا العراق ـ تتزايد الحاجة في العراق لجهة الاستخدام...

هيئة الجمارك: تطبيق نظام التصريح الإلكتروني في 6 منافذ رئيسية

شفقنا العراق- فيما أشارت الى تطبيق نظام التصريح الإلكتروني...

بنسبة 92 بالمئة.. إنجاز الأرصفة الخمسة لميناء الفاو الكبير

شفقنا العراق ـ أعلنت وزارة النقل العراقية، اليوم الثلاثاء...

رشيد من البرلمان الأردني: أهمية التعاون في المجالات التشريعية والقانونية

شفقنا العراق ــ أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال...

كيف ردَّ السوداني على بايدن بشأن الحرب في غزة والقصف الإيراني لـ”إسرائيل”؟

شفقنا العراق ــ تناول لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن...

العتبة العباسية تصدر عددًا جديدًا من مجلة “صدى الروضتين”

شفقنا العراق ــ العتبة العباسية تصدر العدد الجديد من...

القوة الجوية العراقية تقضي على خمسة إرهابيين شرقي صلاح الدين

شفقنا العراق ــ تمكنت القوة الجوية العراقية، اليوم الثلاثاء...

النزاهة: استرداد المطلوبين على طاولة المباحثات العراقية الأمريكية

شفقنا العراق ــ استرداد المطلوبين والأصول المهربة، كان من...

تورّط المراهقين بالجرائم في العراق.. الأسباب والحلول

شفقنا العراق-أسباب مختلفة تقف وراء انتشار ظاهرة ارتكاب الجرائم...

القضاء العراقي يصدر حكمين بالإعدام ضد إرهابيين، و”مؤبد” بحق تاجر مخدرات أجنبي

شفقنا العراق ـ أصدر القضاء العراقي، اليوم الثلاثاء، حكمين...

في البصرة.. خطط لاستبدال العمالة الأجنبية بالوطنية

شفقنا العراق ــ لوّح مجلس محافظة البصرة بخطط لإبعاد...

في العراق.. إجراءات حكومية لمواجهة “محتالي الحنطة”

شفقنا العراق ــ إجراءات بدأتها الحكومة كي لا تقع...

هل اتخذ السيسي قرار التدخل في ليبيا؟ وكيف سيكون رد اردوغان؟

شفقنا العراق-حُكومة الوفاق التي تُسيطِر على مُعظم الغرب الليبيّ كانت مُصيبةً عندما اعتبر المُتحدّث باسمها تصريحات الرئيس المِصري عبد الفتاح السيسي التي أدلى بها أمس السبت أثناء تفقّده قوّات بلاده في المِنطقة الغربيّة، خاصّةً الفقرة التي قال فيها إنّ “سرت والجفرة” خطٌّ أحمر بمثابة قرع لطُبول الحرب، ومُؤشّر على أنّ الجيش المِصري على وشك التدخّل في الأزمة الليبيّة لدعم قوّات الجِنرال خليفة حفتر الذي مُنِيَت قوّاته بهزائمٍ “مُذلّةٍ” في الأسابيع الأخيرة على أيدي قوّاتها.

مُستقبل مدينة سرت الاستراتيجيّة التي تقع في الوسَط بين الشّرق والغرب، ومسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي هو الذي سيُحدِّد مصير الحرب المُستَعِرة حاليًّا على الأرض الليبيّة، وتخوضها أطراف محليّة وإقليميّة ودوليّة، سلمًا أو حربًا، فالرئيس السيسي بهذه التّصريحات التي كُتِبَت بعنايةٍ يُوجِّه من خلالها إنذارًا لحُكومة الوفاق، والحُكومة التركيّة التي تدعمها، ويقول بشكلٍ واضحٍ، إنّ السّيطرة على سرت يعني بدء التدخّل العسكريّ المِصريّ وحُلفائه في الحرب لأنّه لا يُمكن القَبول بسُقوطها.

السيطرة التركيّة على مدينة سرت عبر حُكومة الوفاق التي تحظى بشرعيّةٍ أمميّةٍ، يعني تأمين العاصمة طرابلس من أيّ هجمات مستقبليّة أوّلًا، والسّيطرة على قاعدة القرضابيّة الجويّة فيها ثانيًا، وفتح الطّريق على مِصراعيه للتقدّم غربًا للسّيطرة على الهِلال النفطي، وجنوبًا لاستعادة الجفرة والتحكّم بالسّاحل الإفريقي ثالثًا، فهذه المدينة هي “سرة” إفريقيا.

***

الرئيس السيسي الذي كان يتجنّب الحُروب، ويميل أكثر إلى التّركيز على بِناء البُنى التحتيّة الاقتصاديّة الذي لا يُمكن أن يتحقّق إلا في ظِل تكريس الأمن والاستقرار، وجَد نفسه على حافّة حربين لا مناصَ من خوضهما معًا أو مُنفردتين، الأولى مع إثيوبيا بعد انهِيار مُفاوضات سد النهضة، حيث الأمن المائي المِصري في خطرٍ، والثّانية في ليبيا حيث مصدر التّهديد الرئيسي للأمن القومي المِصري، ويبدو أنّه قرّر تأجيل الأولى لأنّها ليست الأكثر إلحاحًا لأنّ ملء خزّانات سد النهضة يحتاج إلى ثلاث سنوات حسب الخطّة الإثيوبيّة، وبات “مُكرَهًا” على خوض الثّانية وإعطاء الأولويّة لها لأنّ وصول قوّات الوفاق، مدعومةً بمدرّعات وطائرات تركيّة وأكثر من 14 ألف مُقاتل من الجماعات “الجهاديّة” المُتشدّدة بما في ذلك عناصر من تنظيميّ “القاعدة” والدولة الإسلاميّة (داعش) إلى الشّرق اللّيبي المُعادي لمِصر يُشَكِّل تهديدًا استراتيجيًّا للدولة المِصريّة، يتواضع أمامه خطَر نظيره في صحراء سيناء، لأنّ هُناك ألف كيلومِتر مِن الحُدود البريّة بين مِصر وشَرق ليبيا.

اللّافت أيضًا في تصريحات الرئيس السيسي أنّه تعمّد إطلاقها وهو مُحاطٌ بقائد جيشه، ورئيس هيئة أركانه، وقادة القوّات المسلّحة المِصريّة بأذرعها كافّةً، البريّة والبحريّة والجويّة والخاصّة، ولعلّ الفقَرة التي قال فيها وننقل حرفيًّا “إنّ أيّ تدخّل عسكريّ مُباشر من الدولة المِصريّة في ليبيا باتت تتوفّر له الشرعيّة الدوليّة سواءً في إطار ميثاق الأمم المتحدة في حقّ الدّفاع عن النّفس، أو بناءً على طلب السّلطة الشرعيّة الوحيدة المُنتَخبة من الشّعب اللّيبي” أيّ مجلس النواب (برلمان طبرق)، وأضاف “إنّ هذا التدخّل سيكون حِمايةً وتأمين الحُدود الغربيّة لمِصر وعُمقها الاستراتيجيّ، وسُرعة استِعادة الأمن والاستقرار على السّاحة الليبيّة باعتِبارها جُزء لا يتجزّأ من أمن مِصر واستِقرارها، والأمن القوميّ العربيّ”.

هذه الفقرة بالذّات مُوجّهةٌ إلى الشّعب المِصري بالدّرجة الأولى، لأنّها تُوفِّر الحُجج والغِطاء السّياسي لخَوض هذه الحرب، وتعبئة هذا الشّعب للالتِفاف حول القِيادة إذا ما قرّرت خوضها، وتحمّله بالتّالي لأيّ خسائر بشريّة ستَنجُم حتمًا عنها.

الرئيس أردوغان الذي كان سريعًا في اتّخاذ قرار دعم حُلفائه في ليبيا بالعتاد والمُقاتلين والغِطاء الجوّي، كان أو ربّما ما زال يُراهن على تردّد السّلطات المِصريّة، ورُعبها من تبعات التدخّل عسكريًّا في ليبيا، بسبب النظريّة التي تقول بأنّها تعلّمت من أخطائها وخسائرها في حرب اليمن في الستّينات حيث سقط 30 ألف جندي مِصري، وقرّرت عدم إرسال الجيش المِصري للقِتال لنُصرة أيّ قضايا غير مِصريّة، ويبدو أنّ هذا الرّهان سيكون خاسِرًا إذا ما قرّر الرئيس السيسي التحرّر مِن هذه العُقدة، وإرسال جيشه وأسطوله وطائِراته إلى ليبيا.

“سَوْرَنَة” ليبيا التي أكّد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بدئها، ربّما تبلغ ذروتها فور اقتحام قوّات الوفاق مدينة سرت التي باتت تتحشّد على أبوابها انتظارًا لساعة صِفر، لأنّ التدخّل العسكريّ المِصري المدعوم سَعوديًّا وإماراتيًّا وروسيًّا وفرنسيًّا لن يَحدُث إلا بعد هذا الاقتِحام وسُقوط المدينة.

هذه الحرب التي تتجمّع عواصفها بسُرعةٍ، لن تكون خاطفةً، ومِن المُتوقّع أن تطول لكثرة المُتدخِّلين فيها، وتباين مصالحهم، وصُعوبة حسمها بسُرعةٍ بالتّالي، ولنا في الحربين السوريّة واليمنيّة، وقبلهما اللبنانيّة والعِراقيّة أبرز الأمثلة، وربّما تُؤدِّي إلى تدمير أكبر جيشين شرق أوسطيين، على غِرار ما حدث للجيشين السّوري والعِراقي، ونحن نتحدّث هُنا عن المِصري والتركي، وهذا التّدمير سيَصُب حتمًا في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة.

***

الحرب الليبيّة “الثّانية” آذا ما اشتعل فتيلها ستُغيِّر خرائط حوض الشّرق الأوسط ومُعادلات القِوى فيه، وستُزعزِع استِقرار دولة الاتّحاد المغاربي، وستُقَسِّم حِلف النّاتو، فثماني دول منه تُؤيِّد الموقف الفرنسي في ليبيا، وإيطاليا الوحيدة حتّى الآن التي تُؤيِّد الموقف التركي، العُضو الآخر في الحِلف، والأهم من هذا وذاك أنّها قد تُحَقِّق انطِلاقة جديدة للإسلام السياسي “الجِهادي” بعد النّكسات التي مُنِي بها في سورية والعِراق ومِصر وأفغانستان وشمال إفريقيا، وحتّى في شرق ليبيا نفسها، (درنة والجبل الأخضر وبنغازي) إذا ما هبّت رياح الحرب الحاليّة وفق أشرعة حُكومة الوفاق وحُلفائها الأتراك حسب تحليلات بعض الخُبراء في هذا المِضمار، فليبيا الدّولة الفاشِلة، التي تزيد مساحتها عن مِليون كيلومتر مربّع مُعظمها من الصّحاري غير المأهولة، وتحدّها سِت دول إفريقيّة على الأقل، وتوجد فيها أكثر من 20 مِليون قطعة سِلاح وأطنان الذّخائر، تُشَكِّل الحاضِنة الأكثر دِفْئًا لهذه الجماعات “الجِهاديّة”.

جميع الاحتِمالات واردة على السّاحة الليبيّة، لكنّ الشّيء الوحيد المُؤكَّد الذي لا جِدال حوله، أنّ العقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر مِن 40 عامًا، يَفرُك يديه فرحًا وشماتةً وهو في قبره لوصول الأوضاع في بِلاده إلى هذا الوضع الذي أبرز عناوينه الفشَل والفوضَى وسفك الدّماء وانعِدام الاستِقرار.. واللُه أعلم.

عبد الباري عطوان

 

مقالات ذات صلة