شفقنا العراق-لا تزال قضية جورج فلويد تتفاعل حول العالم، فخرجت تظاهرات في عدد من المدن العالمية مناهضة للعنصرية ولعنف الشرطة في الولايات المتحدة الأميركية.
انضمّ رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو إلى آلاف المتظاهرين في احتجاجات مناهضة للعنصرية في أوتاوا.
المتظاهرون جثوا على ركبهم تضامناً مع الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب وحشية رجال الشرطة، وظهر ترودو مرتدياً قناعاً أسود حيث جثا على ركبته إلى جانب المحتجين، في لفتة تستخدم للاحتجاج على وحشية رجال الشرطة ومعاملة الأميركيين ذوي البشرة السوداء من قبل الشرطة.
کما صفق ترودو وأومأ برأسه عندما قال أحد المتحدثین أنه یجب الجمیع أن یختاروا إما أن یکونوا “عنصریین أو مناهضین للعنصریة”.
کما حثه بعض المتظاهرين الوقوف أمام الرئیس الأميرکي دونالد ترامب.
ورفض ترودو أن یقول في وقت سابق من يوم الجمعة ما إذا کان سیحضر أم لا، ولکنه وصل إلی مکان التظاهر بعد الظهر مع حراس الأمن مرتدیاً قناعاً أسود من القماش.
من جهتها، حظرت الشرطة الفرنسية تظاهرات كان مقررا تنظيمها أمام السفارة الأميركية وفي الحدائق القريبة من برج إيفل في باريس، اليوم السبت، مع تصاعد موجة الاحتجاجات في أنحاء العالم على موت جورج فلويد في منيابوليس بالولايات المتحدة.
وقالت إدارة شرطة باريس إنها قررت حظر التظاهرات بسبب المخاوف من الاضطرابات الاجتماعية والأخطار الصحية الناجمة عن التجمعات الكبيرة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقبل أيام نزل فرنسيون أفارقة وعرب، بالإضافة إلى جمعيات مناهضة للعنصرية، إلى شوارع باريس رفضاً لما وصفوه بـ “عنصرية الشرطة الفرنسية” بحق الأقليات الملونة.
وقدّرت الشرطة الفرنسية عدد المحتجين الذين تجمعوا بشكل أساسي أمام قصر العدل في جادة “كليشي” وسط العاصمة بأكثر من 20 ألفاً، فيما قدّر منظمو الاحتجاج العدد بنحو 40 ألفاً.
أستراليا بدورها شهدت تظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد دعماً للأميركيين الأفارقة. ورغم إجراءات مواجهة كورونا، تم تقدير مجموع عدد المشاركين بخمسين ألفاً في مختلف نقاط التظاهر، فيما لوحت السلطات المحلية في بعض المدن بتغريم المتظاهرين الذين يخالفون إجراءات التباعد الاجتماعي.
وفي المكسيك شارك نحو مئة شخص في تظاهرة أمام السفارة الأميركية المحتجون حاولوا اجتياز السياج المعدني حول المبنى ورسموا على اللوحات الحديدية، رسوماً مناهضةً للعنصرية.
كذلك شهدت فرانكفورت تظاهرةً مناهضةً لعنصرية الشرطة الأميركية، وقدّرت الشرطة عدد المشاركين بثلاثة آلاف. وردد المحتجون هتافات تطالب بالعدالة، ورفعوا لافتات دعم للأميركيين الأفارقة ضحايا العنصرية.
وعلى الرغم من اشتعال الشارع الأميركي بالتظاهرات المنددة بعنف رجال الشرطة إلا أن الأخيرين لا يزالون يستخدمون القوة المفرطة خلال حملات الاعتقال، في ظلّ خلاف سياسي كبير حول نشر القوات العسكرية في المدن الأميركية ولا سيما في العاصمة.
بينما أظهرت لقطات صورها محتجون في نيويورك صدامات عنيفة مع الشرطة ورجال القوات المسلحة.
هذا وتلقت شرطة دنفر في ولاية كولورادو أوامر بوقف استخدام قنابل الغاز والرصاص المطاطي والقوة ضد المتظاهرين.
كذلك نقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الدفاع صدور أوامر بمغادرة الشرطة العسكرية العاصمة واشنطن والإبقاء على 4500 عنصر من الحرس الوطني.
وكان ترامب قال إنه اقترح على بعض حكام الولايات استدعاء الحرس الوطني لمواجهة الاحتجاجات بدلاً من ترك الأمور تصل إلى ما وصلتْ إليه.
في سياق متصل، أفاد مراسل الميادين في واشنطن بوجود خلاف سياسي كبير حول نشر القوات العسكرية في المدن الأميركية ولا سيما في العاصمة. وذكر أنّ المتظاهرين سحبوا الذرائع من الشرطة من خلال تنظيم الاحتجاجات وتحديد المطالب.
وفي تغريدة على “تويتر”، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن عمدة واشنطن موريل باوزر غير كفوءة وليست مؤهلة لإدارة مدينة مهمة مثل واشنطن.
وغرّد ترامب قائلاً “العمدة باوزر غير كفوءة إلى حد كبير وليست مؤهلة بأي حال من الأحوال لإدارة مدينة مهمة مثل العاصمة واشنطن، ولولا تحرك الرجال والنساء العظماء في الحرس الوطني، لكانت ستبدو الآن كنظيرها، عمدة مينيابوليس!”.
يشار إلى أن باوزر دعت الخميس الماضي الوحدات العسكرية القادمة من ولايات أخرى إلى الانسحاب من العاصمة، قائلة “نريد من الجنود القادمين من خارج الولاية أن يغادروا العاصمة واشنطن”.
كما طالبت عمدة واشنطن موريل باوزر، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، بإنهاء جميع المظاهر المسلحة من المدينة، على خلفية الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد، بعد مقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد على يد الشرطة.
ونقلت قناة “فوكس نيوز” عن البنتاغون، أن أوامر صدرت بمغادرة الشرطة العسكرية العاصمة واشنطن، والإبقاء على 4500 عنصر من الحرس الوطني.
كما وأعلنت عمدة مدينة واشنطن، إطلاق اسم “حياة السود مهمة” على الشارع المطل على البيت الأبيض، حيث مكان الاحتجاجات الأخيرة.
من جهتها، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن ترامب دفع وسعى للتدخل العسكري المباشر خلال اجتماع صاخب منتصف الإثنين الماضي في المكتب البيضاوي مع نائب الرئيس مايك بنس ووزير الدفاع مارك إسبر والمدعي العام وليام بي بار والجنرال ميللي.
وبحسب الصحيفة التي نقلت عن مسؤول كبير في البنتاغون فإن إسبر وبار وميلي عارضوا استدعاء القوات العسكرية بينما أيّد بنس الخطوة.
وأضافت “واشنطن بوست” أن المستشارين حثوا الرئيس على تأجيل الخطوة بحجة أن قوات الحرس الوطني يمكن أن تحافظ على النظام في واشنطن وأماكن أخرى في الوقت الحالي.
المسؤول في البنتاغون نقل عن ترامب قوله “نحن بحاجة للسيطرة على الشوارع. نحتاج إلى 10000 جندي هنا في واشنطن. أريد ذلك الآن “.
صحيفة “نيويورك تايمز” اعتبرت في مقال لها أنه “نحن في خضم كارثة وطنية غير مسبوقة تتمثل برئيس قلب مبادئ البلاد”.
بدوره أعلن “أسطورة” كرة السلة الأميركية مايكل جوردون، أمس الجمعة، أنه سيتبرع بـ 100 مليون دولار للمنظمات التي تكافح من أجل المساواة العرقية والعدالة الإجتماعية.
إعلان جوردن جاء عن طريق بيان أصدرته علامته التجارية “جوردان براند”، حيث أشار البيان إلى أهمية حياة ذوي البشرة السوداء، وضرورة القضاء على العنصرية.
وسيتوزع المبلغ الذي تبرع به جوردان على مدى 10 سنوات لمنظمات مختلفة في محاولة لمعالجة “العنصرية المتأصلة”.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تشهد فيه أميركا موجةً من الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد في 25 أيار/مايو الماضي، على يد شرطي أبيض.
ويُعدّ جوردان من أعظم لاعبي كرة السلة في التاريخ، وتقدر ثروته بـ2.1 مليار دولار.
وأدان جوردان (57 عاماً) مطلع الأسبوع في بيان “العنصرية المتأصلة” في الولايات المتحدة، قائلاً إنه “حزين بشدة، أعاني حقاً وغاضبٌ تماما”.
ورفض جوردان في السابق التدخل في الشؤون السياسية، حيث كان يفضل التركيز على مهمته كلاعب.
وأفادت وسائل إعلام أميركية أن الشرطة اعتقلت ما يقارب 10 آلاف شخص خلال التظاهرات في مختلف أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة.
النهاية