شفقنا العراق-لم يمنع كورونا المسلمين حول العالم من الاحتفال بعيد الفطر السعيد، حتى وإن بشكل متواضع وبسيط.
بعد عيد الفصح المجيد، يمرّ عيد الفطر هذا العام في ظل ظروف صعبة واستثنائية يعاني منها العالم منذ أكثر من 4 شهور.
احتفل المسلمون في الكثير من الدول يوم أمس الأحد بأوّل أيام عيد الفطر، في ظل الإغلاق العام، الذي ترافق مع إجراءات التباعد الاجتماعي، وإغلاق المساجد التي رُفع فيها آذان العيد غالباً من دون مصلّين.
الكعبة الشريفة في مكة المكرمة بدت فارغة تماماً للمرة الأولى في تاريخها خلال عيد الفطر، وذلك بعد أن أقرت السعودية حظر تجوّل وإغلاقاً كاملاً لكل دور العبادة لمدة 5 أيام خلال العيد، تجنباً لانتشار أكبر لفيروس كورونا، بعد أن سجلت البلاد 72.560 إصابة و390 حالة وفاة حتى الآن.
أمّا إيران، فاستقبلت المساجد فيها عدداً قليلاً من المصلّين لأداء صلاة عيد الفطر، مع الالتزام بكافة المعايير الصحيّة وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، بعد أن قررت البلاد بدء الرفع التدريجي لإجراءات الإغلاق، في حين وصلت أعداد الإصابات إلى 136 ألفاً والوفيات إلى أكثر من 7 آلاف.
بدورها، فتحت إندونيسيا أيضاً المساجد بسعة محددة وتمّ إلزام المصلّين بارتداء الأقنعة الواقية، مع بروز باهت لمظاهر الاحتفاء بالعيد، فيما اكتظت بعض المساجد بالمصلّين، في وقت تخطت فيه أعداد الإصابات بكورونا الـ22 ألف حالة، بينما اقتصرت أعداد الوفيات حتى الآن على 1.372، في البلد الذي يبلغ عدد سكانه الـ267.7 مليون نسمة.
ولم تغب مظاهر العيد وإن كانت بسيطة ومتواضعة، من عدد من الدول العربيّة، كسوريا والعراق، فيما أقيمت صلاة العيد في مسجد محمد الأمين وسط العاصمة اللبنانيّة بيروت، رغم الارتفاع اللافت في أعداد إصابات كورونا في الأيام الأخيرة، في وقت لم تقرر فيه البلاد إغلاقاً في ظل الأزمة الاقتصاديّة الخانقة.
أمّا أهل غزة، الذين لا تقتصر معاناتهم على وباء كورونا فقط، بل على الحصار الإسرائيلي أيضاً، فاحتفل أطفالهم من على سطوح المنازل بالعيد من خلال إطلاق المفرقعات الناريّة البسيطة.
باكستان التي تواجه فيروس كورونا بشدّة مع تسجيل 54.601 إصابة و1133 وفاة، أقام فيها المسلمون الصلاة داخل المساجد في ظل إجراءات قاسيّة ومع إلزاميّة ارتداء الأقنعة الواقية والقفازات. فيما أدى المصلّون في أفغانستان التي تعاني من هجمات حركة طالبان مؤخراً، والتي تخطت فيها أعداد إصابات كورونا الـ10.500 مع تسجيل 218 وفاة فقط، الصلاة ملتزمين بإجراءات التباعد الاجتماعي.
بعض الدول الأفريقيّة التي لا يزال تفشي الوباء فيها محدوداً، احتفل فيها المسلمون بعيد الفطر بشكل طبيعي، حيث برزت مظاهر العيد والاحتفالات بمختلف أشكالها، كدولة بوروندي التي سجلت فقط 42 إصابة وحالة وفاة واحدة حتى الآن. فيما احتفلت نساء النيبال، البلد الأفريقي الذي سجّل حتى الآن 603 إصابة و 3 وفيّات بكورونا، بالعيد من خلال حفلات الحناء، في ليلة يطلقون عليها إسم “ليلة القمر”.
وغابت مظاهر الحياة والعيد بشكل كامل عن عدد من الدول العربيّة، منها المغرب، والأردن التي أعلنت إغلاقاً تامّاً وحظراً للتجوّل خلال أيام العيد، وذلك للحد من تفشي الفيروس، مع تسجيل 708 إصابات و9 وفيّات حتى الآن.
يذكر أنّ شهر رمضان مرّ هذا العام بصعوبة على المسلمين في العالم، الذين عايش الملايين منهم إجراءات التباعد الاجتماعي، خلال شهر اعتادوا فيه على الافطارات الجماعيّة ومظاهر الزينة والفرح ومختلف أشكال الاحتفالات.
النهاية