خاص شفقنا – بيروت-هي القدس، اولى القبلتين ومسرى خاتم الأنبياء من الأرض إلى السماء، هي الأرض التي اغتصب حقها وسلب ترابها وحوصر أهلها بين جدران الإحتلال وبطشه، هي اليوم حجة علينا جميعا لنحيي ذكرها ونرفع صوت الحق المنبعث من مآذنها وأجراس كنائسها. واليوم القدس عاصمة قلوبنا ننبض حبا لها وشوقا للصلاة في رحابها.
وفي أجواء يوم القدس العالمي ومستجدات الصراع الفلسطيني مع العدو الإسرائيلي رأى القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن أبرز التحديات التي تواجه الشعب والقضية الفلسطينية اليوم هي المشروع الاميركي لتصفية هذه القضية وما ينطوي عليه من عملية تنازلات تحت عنوان “صفقة القرن” من قبل اطراف متعددة اقليميا ربما لم تكن تجرؤ على فعل ذلك او التصريح بذلك فيما مضى من السنوات.
وأضاف حمدان في حديث خاص لـ”شفقنا”، أن هذا التحدي يتضمن جملة من التحديات، ففي داخله الموقف الفلسطيني، وهل ينجح في أن يكون موحدا بمعنى التوحد ليس الشكلي وانما العملي، اي ان يستند الى خيار المقاومة بعد ان تبين وبوضوح فشل عملية التسوية وهذا تحدٍ كبير.
واشار الى ان هناك تحد آخر يواجهه ايضا فريق التسوية، متسائلا هل يستطيع هذا الفريق ان يصارح الفلسطينيين ويقول لقد خسرنا معادلة التسوية، وأنه آن الأوان لتصويب هذا الخطأ والعودة الى المربع الاصيل للشعب الفلسطيني وهو مربع المقاومة، ام انه لا يستطيع ان يفعل ذلك؟
وقال: “اذا نجحنا في اعادة الامور الى مربع المقاومة فهذا سيكون نجاحا للمقاومة ابتداءا وللشعب الفلسطيني بشكل اوسع”، معتبرا ان هناك صعوبات حقيقية تكمن في هذا المشهد، لافتا الى انه ليس هناك خيار سوى عبور هذه المرحلة بطريقة صحيحة تضمن ان لا نخسر القضية الفلسطينية، وبنفس الوقت قد تكون معبرا لإعادة توحيد ليس الشعب الفلسطيني فقط وانما توحيد جسم الامة الذي حاول الامريكي والاسرائيلي تفكيكه على مدى السنوات الماضية، وتوحيده حول قضية لطالما كانت عنوان وحدة وهي قضية القدس.
وهنا تكمن اهمية احياء يوم القدس العالمي الذي اطلقه الامام الخميني، يشير حمدان، وقال: لم يكن يوم القدس مجرد يوم عاطفي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وانما كان رؤية ذات بعد استراتيجي بُنيت عليها سياسة الجمهورية الاسلامية تجاه القضية الفلسطينية وايضا بُنيت عليها مواقف وتحالفات للجمهورية استندت الى مواقف اطراف معينة تجاه القضية الفلسطينية.
يعتبر اليوم مشروع صفقة القرن نكبة ثانية واسرائيل مقبلة على ضم المستوطنات ما له اثر على القضية الفلسطينية، وفي هذا السياق اعتبر حمدان أنه “اليوم وفي ظل التحديات التي تواجهها هذه القضية، وبالذات تحدي تطبيق صفقة القرن، وبظل تخاذل وتراجع أطراف كثيرة وخوف اطراف اخرى يصبح يوم القدس العالمي عنوانا متجددا لاطلاق ارادة الامة تجاه القضية الفلسطينية واعادة جمع شمل الامة حولها وايضا تحقيق دعم فعلي وحقيقي للشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة الاحتلال على ارض فلسطين .
وختم بالقول: لاشك وللاسف ان هناك من فرط في مسيرتنا ولكن هذه حقيقة الامور التي يجب ان ندركها ونتعايش معها، وان ندرك انه حتى لو ضعف المشهد السياسي وتراجع اطراف عديدة عن دعم هذه القضية فإن واجبنا ان نستمر في هذا المسار وان لا نتراجع وان لا نقدم اي تنازلات للاحتلال في هذا الطريق.
ملاك المغربي