شفقنا العراق-متابعة-انطلقت عمليات عسكرية، لمطاردة فلول داعش في المناطق التي نشط بها الإرهاب، كما أعلنت قيادة شرطة ديالى، عن اصدار 4 قرارات هامة لمواجهة التنظيم.
وذكر التلفزيون الرسمي في خبر عاجل، إنه “تنفيذاً لاوامر القائد العام للقوات المسلحة، انطلقت عمليات عسكرية اليوم الاحد، لملاحقة بقايا داعش في محيط صلاح الدين وغرب ديالى والانبار”.
بالسياق قال معاون آمر اللواء 35 في الحشد الشعبي فرحان خضير الدير، إن “قوات الحشد نفذت عملية أمنية في الجزر الواقعة بمحاذاة نهر دجلة ردا لشهداء مكيشيفة”، مبينا أن “العملية اسفرت عن مقتل ثلاثة دواعش”، مضيفا أنه “تم العثور أيضا على عدة مضافات للتنظيم الإرهابي، فضلا عن أسلحة أميركية الصنع وعملات اجنبية تابعة لفلول داعش الإرهابي”.
كما قال مدير اعلام شرطة ديالى العميد نهاد المهداوي ان ”قيادة شرطة ديالى عقدت مؤتمرا امنيا موسعا بمقر القيادة وسط بعقوبة تناول مناقشة الاوضاع الامنية الراهنة ومستحدات المشهد في ظل الاحداث الاخيرة خاصة هجوم زاغنية مساء يوم امس”.
واضاف المهداوي ان ”الاجتماع خرج بـ 4 قرارات هامة ابرزها اعادة توزيع القطعات وتجهيزها بالاعتدة والاسلحة المطلوبة تنظيم ابراج المراقبة وتفعيل الجهد الاستخباري لتعقب الخلايا النائمة بالاضافة الى اعداد خطط امنية لتحصين المناطق خاصة التي شهدت هجمات من قبل داعش الارهابي”، مشیرا الى ان” الاجتماع ركز على الاحداث الاخيرة وسيكون هناك تحرك مهم يصب في تعزيز الاستقرار الداخلي ودرء مخاطر الارهاب عن المدن والقرى”.
أسباب تزايد نشاط داعش في صلاح الدين وديالى
من جانبه اكد النائب عن محافظة صلاح الدين محمد البلداوي ان ”داعش والقاعدة هما اداتان بيد الامريكان ان لم نقل انهما صنيعة واشنطن وان الذي جرى في صلاح الدين وديالى من هجمات إرهابية له عدة أسباب منها العمل على اضعاف الحكومة المقبلة خاصة وانها امام مفاوضات مع الجانب الأمريكي لغرض الانسحاب من البلاد ” .
وأضاف ان “الكثير من عوائل الدواعش تمت اعادتهم بشكل عشوائي دون تدقيق امني وما يزال العديد منهم متمسكين بالفكر المتطرف وكان الاجدى من الحكومة والجهات الأمنية الى عزلهم في معسكرات خاصة لمعالجة الأفكار المتطرفة التي يحملونها”، مشيرا إلى أنهم “يمثلون قنابل موقوته داخل المجتمع” .
وتابع : “اما السببين الاخرين فهو وجود خلل في المنظومة الادارية في المحافظة نتيجة التدخلات السياسية وابعاد الشخصيات الكفؤة بحجج طائفية وسياسية وكذلك ابعاد القيادات الأمنية من التي شاركت في عمليات التحرير بحجة الاستبدال ومراعاة التوازن بالمحافظة ”.
داعش تستغل كورونا والتوترات السياسية
بينما اكد تقرير لوكالة الاسوشيتد برس، أن التصعيد الاخير في الهجمات الداعشية في العراق وسوريا هي علامة على ان التنظيم الارهابي يستغل انشغال الحكومات في البلدين بمكافحة فايروس كورونا والانحدار الحاصل نتيجة للتراجع الاقتصادي الذي تلاه، لافتا أن “فايروس كورونا يضاعف المخاوف الطويلة الامد لدى خبراء الامن والامم المتحدة من ان المجموعة الارهابية تحاول استئناف عودتها بعد إسقاط ما يسمى بالخلافة التي كانت تضم في السابق ثلث العراق وسوريا العام الماضي”.
واضاف أنه ” وفيما يتعلق بالعراق فان داعش تستغل الثغرات الامنية في وقت النزاع الإقليمي المستمر فيما قال قباد طالباني نائب رئيس الوزراء في حكومة اقليم كردستان إنهم ” يتحركون ويقاتلوننا في الشمال وربما سيبدأون بضرب بغداد قريبا “، مبينا أن ” داعش كانت تستفيد من الفجوة بين القوات الكردية والقوات المسلحة الفيدرالية بسبب الصراع السياسي”.
وتابع التقرير أنه “وطبقا للمعلومات الاستخبارية فان عدد ارهابيي داعش في العراق يتراوح ما بين 2500 الى 3000 عنصر فيما قال مسؤولون في المخابرات العراقية إن نحو 500 ارهابي ، بمن فيهم بعض الذين فروا من السجون في سوريا، تسللوا مؤخرًا إلى العراق ، مما ساعد على تصاعد العنف هناك”.
وقال ثلاثة مسؤولين وخبراء عسكريين عراقيين رفضوا الكشف عن هويتهم إن ” داعش يتحول من الترهيب المحلي إلى هجمات أكثر تعقيدا، فقد ركزت العمليات في السابق على اغتيال المسؤولين المحليين والهجمات الأقل تعقيدًا، لكن المجموعة تقوم الآن بتنفيذ المزيد من الهجمات بالعبوات الناسفة وإطلاق النار ونصب كمائن للشرطة والجيش”.
واشار المسؤولين الى أن ” هناك عوامل متعددة تساعد الارهابيين منها أن عدد الأفراد العسكريين العراقيين المناوبين انخفض بنسبة 50٪ بسبب إجراءات الوقاية من الفايروس كما أن النزاعات الإقليمية بين بغداد والسلطات في منطقة الحكم الذاتي الكردية الشمالية تركت أجزاء من ثلاث محافظات دون جهات انفاذ القانون”.
واكد المسؤولون العسكريون العراقيون إن ” طبيعة الهجمات وتنظيمها تعمل على تعزيز نفوذ زعيم تنظيم داعش الجديد المدعو أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، الذي تم تسميته بعد مقتل سلفه في غارة أمريكية أواخر العام الماضي. وقال أحد المسؤولين العسكريين إنه من المتوقع تنفيذ العديد من العمليات خلال شهر رمضان لإثبات قوة الزعيم الجديد”.
تحذيرات من كارثة امنية
بدوره قال القيادي في التيار الصدري بالعراق، حاكم الزاملي، إن “خطر تنظيم داعش يتزايد يوماً بعد آخر، وهذا ما ينذر بكارثة أمنية قد تتسبب بسقوط المدن العراقية بيد التنظيم مرة أخرى، خصوصا مع تلقي تنظيم داعش دعماً داخلياً وخارجياً في الوقت الحالي”.
واضف، أن “البلاد بحاجة إلى قائد عام للقوات المسلحة، شجاع وقوي، وله باع في الامور العسكرية والامنية”، مشیرا إلى أن “القائد الجديد مطالب بوضع خطط عسكرية جديدة تحمي العراق والعراقيين من شر الإرهاب وإلا بخلاف ذلك ستكون البلاد اما خطر كبير مجددا”.
كما اصدر رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، بيانا بشأن الهجمات الغادرة التي قامت بها فلول “داعش” الإرهابي فجر اليوم في محافظة صلاح الدين، داعيا الى اخذ الحيطة والحذر والاستمرار بالتصدي لهذه المجاميع الوحشية التي ما تزال تستشعر بمرارة الهزيمة.
النهاية