شفقنا العراق-أكد آية الله المدرسي إن قضية الإمام المنتظر عجل الله فرجه، قضيةٌ شائعةُ لدى الناس جميعاً ولا يمكن لأبواق الجهل وأقلام الهزيمة أن تشكك فيها.
كشف سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي، عن الركائز الأساسية التي اعتمدها الشعب العراقي في مواجهته للفتن الكبرى كالطغاة والاحتلال والإرهاب، واليوم في مواجهته لفيروس كورونا، المتمثلة في إيمانه بالنبي وأهل بيته عليه وعليهم السلام، وإيمانه بالمستقبل، الذي يشكل أعظم رأس مالٍ للإنسان كفردٍ أو مجتمع، لمواجهة التحديات.
وبيّن السيد المدرسي في كلمةٍ متلفزة ألقاها بمناسبة مولد الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف في النصف من شعبان، بأن هذه الركائز ضاربةٌ بجذورها في أعماق الشعب العراقي منذ استيعابه لدروس عاشوراء ومواجهته لبطش الأمويين ومواجهته هجمات التتر، وحتى اليوم، وستبقى معه في مواجهة التحديات المستقبلية إن شاء الله.
وأكد المدرسي، على أن شعوباً كثيرة تصاب باليأس لما تلاقي من هزائم وتحديات، إلا أن المؤمن يرى دوماً الضوء الزاهر في نهاية النفق المظلم، وبالتطلع إلى ذلك النور يتحرك، وبالتحرك يبني ويتقدم، وينطلق في أمله ذلك من وعد الله سبحانه في كتابه المجيد، حيث يقول: (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلينَ *وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)، مضافاً إلى مئات النصوص الأخرى التي لا يختلف اثنان على موردها، التي تكشف عن التقدير الإلهي الثابت على وراثة الصالحين للأرض كلها، والذي سيتحقق في عصر الإمام الحجة عجل الله فرجه، الثاني عشر من ائمة المسلمين.
وبيّن أن قضية الإمام المنتظر عجل الله فرجه، قضيةٌ شائعةُ لدى الناس جميعاً ولا يمكن لأبواق الجهل وأقلام الهزيمة أن تشكك فيها، ذلك لأن المؤمن لا ينطلق في إيمانه بها من النصوص فحسب، بل يتحسس ضروررتها بوجدانه أيضاً، لإيمانه بعدالة الله سبحانه ووعده بنصر المؤمنين، ومجازاة الظالمين.
وقال السيد المدرسي إن “المؤمن ينتظر الوعد الإلهي، ولكن لا يكون انتظاره سلبياً، بل بالانتظار الإيجابي والفاعل، الذي يبدأ من إصلاح النفس، وتحدي المشاكل، والتصدي للأعداء”.
وعلى صعيدٍ متصل، قال إن “الاحتفال بمولد الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف يعد فاصلاً بين من يؤمن بالإمام كإمامٍ حيٍّ حاضر، وبين من يؤمن به إيماناً هلامياً، كما أن إحياء مناسبة مولده الميمون، يجعل المؤمن يزداد حيويةً في إصلاح نفسه، وموافقتها مع ما يريده الإمام عجل الله فرجه الشريف منه، وكذلك يسهم في الحفاظ على التطلعات وعدم اليأس من رحمة الله”، داعياً الخطباء إلى الاستعانة بوسائل التواصل الحديثة في تبليغ الدين، وإحياء ذكر الإمام الحجة عجل الله فرجه، في ظل ظروف الحجر الصحي، قائلاً: “نوصي الخطباء بأن يتحدّوا ظروف الحظر الصحي المفروض عليهم، بالاستعانة بالإنترنت في تبليغ الدين، وذلك بأن يقوم كل واحدٍ منهم بإلقاء محاضرات وكلمات توجيهية مصوّرة، وبثها على منصات التواصل الاجتماعي”.
وفي ختام كلمته، أوصى المدرسي الشعب العراقي بالالتزام بالنصائح الصحة والاستمرار في التعاون مع الكوادر الطبية إلى أن يتم الانتصار على هذا الفيروس، وكذلك بالتكاتف فيما بينهم كما عهدناهم شعباً كريماً جواداً في الظروف المختلفة، لاسيما الحرجة منها.
النهایة