شفقنا العراق-متابعة-بعد الاعتداءات الأمريكية على مقار للجيش والحشد، بادرت وزارة الخارجية العراقية إلى استدعاء السفير الأمريكي وتسليمه مذكرة احتجاج، مشيرة إلى أن الحكومة العراقية سترفع شكوى إلى مجلس الأمن، وبينما دعت البعثة الأممية المتحدة في العراق، إلى الوقف الفوري للتصعيد من قبل جميع الأطراف، طالب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية في البلاد إلى اجتماع عاجل.
قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد تعتزم تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على خلفية الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع تستخدمها كتائب حزب الله في العراق.
وذكرت الوزارة في بيان، أنه “تم استدعاء السفير الأميركي ماتيو تويلر من قبل الوكيل الأقدم عبد الكريم هاشم مصطفى في وزارة الخارجيّة اليوم الجمعة، حيث تم إبلاغه بما تقدم وتسليمه مُذكّرة احتجاج، وقد تم إبلاغه بأن الحكومة العراقية سترفع شكوى إلى مجلس الأمن وأخرى إلى الأمين العام للأمم المتحدة”.
وبينت الوزارة، :”سنُوصِل شكوانا إلى كلّ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسيُسلّم مندوب العراق لدى الأمم المتحدة رسالتين مُتطابقتين إلى الأمين العامّ، ومجلس الأمن الدولي، كما تم استقبال السفير البريطاني في العراق واطلاعه على ما تقدم وإبلاغه الإجراءات التي ينوي العراق القيام بها بخصوص الاعتداء الأميركي الأخير”.
وكانت الخارجية العراقية قامت قبل ذلك بالتنديد بـ “العدوان الأميركي” واستدعت سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق.
قيادة العمليات المشتركة تنفي ادعاء التشاور معها
كذلك أعلنت قيادة العمليات المشتركة،، أن هناك عمليات إنقاذ ورفع للجثث للمواقع التي تعرضت للاعتداء الأمريكي، مبينة أن حصيلة الضحايا قد ترتفع.
وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي في لقاء متلفز، إن “عددا كبيرا من المقاتلين استشهدوا في القصف الأمريكي كحصيلة أولية، وهناك عمليات إنقاذ لرفع الجثث وقد يرتفع هذا العدد”، وأضاف أن “الاعتداء خارج مبدأ الشراكة، ويجب ان يقدم لنا تفسيرا، ونحن نعمل سوية ومن الواجب ان نشترك بالنتائج والاشياء الأخرى”.
وكانت قيادة العمليات المشتركة نفت، الجمعة (13 آذار 2020)، ادعاء التشاور بينها وبين القوات الأمريكية قبل تنفيذ العدوان الأمريكي.
البعثة الأممية تدعو إلى وقف التصعيد
من جانبها دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، إلى الوقف الفوري للتصعيد في العراق من قبل جميع الأطراف.
وأكدت بعثة يونامي في بيان، ان السيادة غير قابلة للتجزئة، وان الهجمات والرد عليها بالمثل، بما في ذلك الضربات المتكررة على قوات التحالف الدولي، والموجودة في العراق بدعوة من حكومته لمحاربة الإرهاب، لا تخدم مصلحة البلاد، مطالبة جميع الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، تماشيا مع القانون الدولي، فيما أدانت يونامي استمرار الخسائر في الأرواح.
وأكدت البعثة ان الشراكة والحوار، هما السبيلان الوحيدان لبناء العراق ومنع عودة داعش، مشددة على ضرورة جعل العراق مسرحا للتنافس بين القوى المختلفة، وللصراعات بالوكالة حسب تعبير البيان.
الحلبوسي يدعو الرئاسات الثلاث إلى اجتماع عاجل
كما دعا رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية في البلاد الى اجتماع عاجل.
وقال الحلبوسي في بيان صحفي “في توقيت خطير وحسَّاس تمارس بعض الأطراف خروقات أمنية وعسكرية لا تنم عن أي مسؤولية تجاه أمن البلاد واستقراره، وآخرها ما جرى خلال اليومين الماضيين من استهدافات متبادلة بين الأطراف التي تغامر بأمن المنطقة”.
وأضاف “كما نستنكر استهداف المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية، فجر الجمعة، الأمر الذي يعدُّ انتهاكًا للسيادة للوطنية، والذي يحتم على الحكومة العراقية اتخاذ جميع الإجراءات الدبلوماسية الفورية مع المنظمات الدولية ومجلس الأمن؛ لإيقاف هذه الاعتداءات”.
ودعا رئيس البرلمان “الرئاسات والقيادات السياسية في البلاد إلى اجتماع عاجل؛ لتدارس الوضع الخطير الذي نمر به، من تعدٍّ وخرقٍ متكررٍ للسيادة، وانتشار السلاح المنفلت، واتخاذ كل الإجراءات التي تحفظ للوطن أمنه وسيادته، وتراعي مصالح الشعب ومستقبل أبنائه”.
ائتلاف النصر: الاستقرار والسيادة تحققهما حكومة وطنية
كذلك اعتبر ائتلاف النصر،، أنه لا يمكن ضمان الاستقرار والردع والسيادة الا بالدولة وبحكومة وطنية.
وذكر الائتلاف في بيان ان “ائتلاف النصر أي اعتداءات او ممارسات تعرّض حياة المواطنين للخطر وتؤدي إلى انتهاك السيادة الوطنية”، وأضاف أن “آخر ما يحتاجه العراق هو أن يكون ساحة لتصفية الحسابات، فلدينا ما يكفي من الأزمات بسبب فشل الحكومة بإدارة الدولة وتعدد مراكز القرار بالتعاطي مع المصالح العليا”.
وأكد ائتلاف النصر، انّ “حرمة الدم والمصالح والسيادة العراقية، رهن الإدارة الحكيمة والمتوازنة لمراكز القرار العراقي، وهي اليوم مطالبة بالتضامن لإعلاء شأن الدولة وإيجاد حل سريع لمازق تشكيل حكومة وطنية قادرة على إدارة حازمة وكفوءة بما فيه وضع حد لانتهاك سيادتنا والتدخل بشؤوننا الوطنية”.
وشدد، أنه “لا يمكن ضمان الاستقرار والردع والسيادة إلا بالدولة، وبحكومة وطنية فعّالة متضامنة مع جمهورها”.
وأعلن الجيش العراقي أن الضربات الأميركية أدت إلى مقتل خمسة جنود ومدني وجرح 11 مقاتلا عراقيا، إصابة بعضهم خطيرة، وأشار على أن استهدفت مقار للجيش والشرطة والحشد الشعبي في بابل ومطارا مدنيا قيد الإنشاء في كربلاء.
وبدأت الضربات حوالى الساعة الواحدة صباح الجمعة (22 ت غ الخميس) مستهدفة، وفق البنتاغون، خمسة مواقع تخزين أسلحة تابعة لكتائب حزب الله، وذلك ردا على هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية مساء الأربعاء أدت إلى ثلاثة قتلى هم عسكريان أميركيان ومجندة بريطانية.
النهاية