خاص شفقنا-زيارة أمير قطر إلى الأردن حملت عوائد اقتصادية كبيرة للمملكة في هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة.
وقد أعلن الشيخ تميم عن توفير عشرة آلاف فرصة عمل للأردنيين في بلاده، إضافة إلى توفير عشرة آلاف فرصة عمل في أغسطس الماضي لتصل إلى عشرين ألف فرصة عمل. إلى جانب ذلك، أعلنت الدوحة أنها ستستثمر 500 مليون دولار في الأردن.
في الواقع، تعد زيارة أمير قطر تتويجا لتطور ذات مغزى حدث في علاقات البلدين خلال الأشهر الماضية ومن المرجح أن يكون له تأثير كبير على الجبهات الإقليمية.
هذا التطور مهم، لأن عمان في يونيو 2017، في أعقاب بدء الأزمة بين قطر والرباعي (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، انحازت علنا للرباعي، وخفضت مستوى علاقاتها بالدوحة باستدعاء سفيرها. وأغلقت مكتب قناة الجزيرة.
ولكن بعد التبادلات الإيجابية للإشارات، سارت العلاقات على طريق التحسين السريع، وفي يوليو الماضي عين الملك عبد الله، اللوزي سفير فوق العادة، في الدوحة كما عينت قطر سفيرها هناك، إن تعيينه يحمل رسالة مفادها أن لقطر مكانة بارزة للغاية في السياسة الخارجية للمملكة.
ساهمت العديد من العوامل السياسية والاقتصادية في التحسين السريع في العلاقات الأردنية القطرية، لكن من الواضح أن هذا ما كان ليحدث لولا الإرادة السياسية للمملكة الأردنية.
من الطبيعي أن تواصل قطر تطوير علاقاتها الخارجية بسبب عداء الرباعي لها، وأن تغتنم أي فرصة، لكن إذا لم ترغب الأردن بذلك، فلن يحدث مثل هذا التطور التاريخي باعتباره إخفاقا تاريخيا للجبهة السعودية وانتصار تاريخي لقطر، لأن الأردن كانت حليفة دائما للسعودية ومصر، ولكن الحقيقة هي أن هذا التطور له خصائص مهمة؛ بدءا من التوتر الصامت في العلاقات مع الإمارات، نتيجة انفصال الأمير هيا بنت حسين عن حاكم دبي ووصولا الدعم عمان الدبلوماسي لصفقة القرن.
لقد عارضت الأردن، الذي يشكل الفلسطينيون ما يقارب ستين بالمائة من سكانه، وتعد جزءا من الجبهة العربية المؤيدة للسلام مع إسرائيل؛ سياسة ترامب الأحادية الجانب بشأن القضية الفلسطينية وتشعر بطريقة ما أنها تواجه مؤامرة من جانب السعودية ومصر. والتي قد تنتهي إلى تأسيس الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين، وهذا هو الخط الأحمر للأردن.
من ناحية أخرى، فإن الحكم الهاشمي على المسجد الأقصى قد تزلزل أكثر بسبب صفقة القرن التي وضعتها أمريكا تجاه القدس.
صحيفة خراسان الإيرانية