خاص شفقنا- لقد مرت خمس سنوات تقريبا على تطورات اليمن واندلاع الحرب هناك، بينما أصبحت حركة أنصار الله اليمن تهديدا خطيرا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك السعودية.
حتى في السنوات الأخيرة، مع زيادة قوة حركة أنصار الله، ضعفت حركة المتمردين الجنوبيين المقربة من التيارات السلفية الوهابية، ويمكن اعتبار أنصار الله لاعبا رئيسيا في الساحة السياسية اليمنية، وفي الشهر الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية والانفصاليين. يعتقد المحللون أن النتيجة الأقل احتمالا لهذه الاتفاقية هي تحويل الحرب الإقليمية بمشاركة دول مثل السعودية والإمارات إلى توترات داخلية بين الجماعات اليمنية، بينما تؤدي في الوقت نفسه إلى سعي كل المجموعات والتيارات الداخلية إلى التوصل إلى اتفاق شامل لا خاسر فيه، كما يتوقع أن يستمر الحوار اليمني. وتقلل التعقيدات الإقليمية وينتهي التدخل الإقليمي في اليمن.
لكن على الجانب الآخر من هذه الاتفاقية، قد يمكن تقديم رؤية واضحة لهذه الاتفاقيات لعدة أسباب: أولا، المحادثات لم تعقد في اليمن بل في السعودية. تعتبر الرياض من المستفيدين من هذه الحرب ولا يمكنها أن تكون مستضيفا محايدا، وان ترتب للمفاوضات دون النظر إلى مصالحتها. ثانيا، إضافة إلى الحكومة اليمنية وممثلي منصور هادي، كان هناك ممثلون للمتمردين في جنوب اليمن تدعمهم الإمارات. المتمردون الذين لا يمكنهم على الرغم من كونهم واحدة من الجهات الفاعلة المحلية في التوترات والصراعات، أن يدعوا أنهم كانوا أكثر التيارات نفوذا في الساحة السياسية اليمنية في السنوات الأخيرة، إذ يسعون لتحقيق المصالح الإقليمية بدلا من المصالح الوطنية. ثالثا، الغائب الكبير والحوار الوطني هو حركة أنصار الله.
لا شك أن الاتفاقيات التي ستتم دون مشاركة حركة أنصار الله لن تكون شاملة ولن تخدم المصلحة الوطنية والمطالب العامة للشعب. وفي الوقت نفسه، فإن أنصار الله هي الحركة التي قاومت العدوان الإقليمي في السنوات الأخيرة، بما في ذلك السعودية، وسعت إلى الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية. وقد أظهر الشعب اليمني من خلال المظاهرات الحاشدة دعمه الكبير للحركة والمقاومة بوجه الأجانب.
السعودية مهتمة بتحقيق مصلحتها الإقليمية في اليمن أكثر من اهتمامها باليمن، فبدلا من ان تظهر هذه الاستضافة بانها تسعى إلى الوساطة وحلحلة التوترات؛ تبدو انها تهدف إلى توحيد صفوف المعارضين لأنصار الله وتزويدهم بالمال. هذا وقد اتفق المتمردون الجنوبيون مع حكومة منصور هادي على تشكيل دولة سنية وحددوا بعض المقاعد الرئيسية كحصة لهم. إن دور محمد بن سلمان ودعم ترامب له، يثير الغموض بشأن المفاوضات، لكن بعض الخبراء يعتقدون أنه لو توصلت حكومة هادي إلى اتفاق مع الجنوبيين؛ عندها يعد من السهل التوصل إلى اتفاق مع أنصار الله. وهذا لا يتعدى كونه تنبؤات في الوقت الحالي.
وفي الأيام الأخيرة، أدت الضربات الصاروخية لأنصار الله ضد المواقع السعودية في أراضي المملكة وضد بعض المراكز العسكرية الرئيسية في شمال اليمن بالتيارات ودول التحالف، بما في ذلك السعودية، إلى النظر إلى مقترحات الحركة بجدية كبيرة والطلب منهم الجلوس على طاولة المفاوضات. يرى كثير من المحللين أن عام 2020 هو عام مصيري لليمنيين.
صحيفة خراسان الإيرانية