خاص شفقنا- بيروت-يوم أمس حلّ فيروس كورونا ضيفاً غير مرغوب به في ديارنا. حيث سُجلت أول إصابة مؤكدة بالفيروس المستجد، بالإضافة إلى الاشتباه في حالتين بعد ظهور عوارض المرض عليهما، كانتا على متن الرحلة الجوية نفسها القادمة من مدينة طهران إلى لبنان والتي سُجلت فيها الإصابة. وحطّت بالأمس طائرة شركة ماهان الإيرانية في مطار بيروت الدولي، وكان على متنها 140 راكباً بين لبنانيين وإيرانيين. تم تأخير نزول ركابها بعد الإعلان عن إصابات كورونا في إيران وتحديداً في مدينة قم، بعدما كانت إجراءات الفحص مقتصرة على القادمين من الصين ومن الشرق الأقصى.
وبعدما تردد عن انقطاع كميات الكمامات من الصيدليات اثر تسجيل أول اصابة بالكورونا في لبنان ولجوء البعض الى التلاعب بالأسعار، أكد نقيب الصيادلة غسان الأمين أنّ الكمامات ليست مقطوعة ولكنّ إقبالا شديدا سجّل عليها حتى قبل وصول الكورونا الى لبنان.
وأوضح الأمين أنّ الصيدليات ملتزمة بأسعار موحدة وقد أرسل تعميما من النقابة في هذا الصدد، ولكن من يقوم بالتلاعب بالأسعار هم التجار الذين يستغلون الظرف، مشيرا الى أنّ الكمامة ليست أولوية في عملية الوقاية من الفيروس.
وأعلن نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أننا “بدأنا بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية لتدريب الطواقم التمريضية في المستشفيات على كيفية الوقاية من “كورونا” ونقوم باتخاذ الإجراءات الاحترازية في الوقت الحاضر خصوصاً في الطوارئ”.وأكد أننا “قررنا عقد اجتماع موسع نهار الثلاثاء مع لجنة الصحة النيابية والنقابات الطبية للبحث في كيفية إدارة الأزمة”.
كما اشار الى “وجود نقص في المستلزمات الطبية التي نحتاجها للوقاية وهناك صعوبة في تأمين الكميات اللازمة فضلا عن ارتفاع أسعارها”.
وشدد الصليب الأحمر اللبناني على أنه يواكب وبشكل حثيث مستجدات إنتشار فيروس “كورونا” الجديد.
وعرض الصليب الأحمر، لأجل التوعية ولمزيد من الوقاية وتعزيز المعرفة، جهوزية فرقه لمواجهة “كورونا” معمما إرشادات عامة لتفادي العدوى أو نقلها.
هذا وأصدر وزير الاقتصاد والتجارة، راوول نعمه، قراراً منع بموجبه “اعتباراً من اليوم وحتى اشعار آخر، تصدير أجهزة أو معدات أو أدوات الحماية الشخصية الطبية الواقية من الامراض المعدية، وذلك لأهميتها على الحد من انتشار الفيروسات المعدية والحد من التعرض لها، ونظراً لارتفاع حركة تصدير هذه المعدات في الآونة الأخيرة أيا يكن منشأها محلياً أو أجنبياً نتيجة ازدياد الطلب الخارجي عليها”.
وبحسب القرار، فإنّه من بين هذه المعدات: “قفازات مطاطية مقاومة للثقوب، قفازات مطاطية مقاومة للأوزان الثقيلة، حذاء السلامة وغطاء الحذاء، بدلات جسم كاملة مضادة للمياه، كمامات الوجه أو أجهزة التنفس، غطاء واق للرأس مقاوم للماء، أثواب تستعمل مرة واحدة، أثواب العلاج الكيميائي، قناع واقي للوجه، أحذية السلامة المضادة للمياه، وأثواب بأكمام طويلة لكامل الجسم”.
واتّخذت مستشفيات مدينة صور ومنطقتها، التدابير الاحترازية لمرضى المستشفيات والعاملين والزوار، من خلال وضع القناع الواقي، والتعقيم العام لليدين، كما نشرت الجمعيات والصليب الأحمر اللبناني تعليمات الوقاية من فيروس “الكورونا”.
وأعلن مستشفى نبيه بري الحكومي الجامعي في النبطية في بيان، أن الشخصين اللذين كانا على “متن طائرة قادمة من الخارج، (الطائرة الاتية من إيران)، قد حضرا لاجراء الفحوص الطبية اللازمة، وهما لا يعانيان من أي أعراض مرضية، وأوصتهما وزارة الصحة باتخاذ إجراءات احتياطية، باعتماد العزل المنزلي”.
واشار وزير الصحة حمد حسن ردا على سؤال حول وجود اصابات جديدة بمرض الكورونا، الى اننا “نعلن عن وجود اي حالة مصابة بكورونا على الملاء بالاعتماد على الفحوصات، بالاضافة للعوارض هناك فحص مخبري دقيق بالمستشفى”، واكد ان “الاجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة بكافة الموانئ هي اجراءات جدية، ومنظمة الصحة العالمية اعلنت عن جدية الاجراءات في مطار بيروت الدولي بعد الكشف عن الحالة مبكرا، وهذا مدعاة فخر مسؤول وليست مذمة”.
ودعا حسن بعد جولة في مستشفى النبطية الحكومي، الاعلام “للالتزام المسؤول، ونحن نؤكد ان الاعلام هو الشريك المسؤول لدحر الذعر المفرط، وهناك ارشادات يجب الالتزام بها، الا انه يجب ان لا نترك الاشاعات المغرضة في وسائل التواصل الاجتماعي ان تؤثر بنا”.
واعلن ان “الحالتين في النبطية موجودين في حجر منزلي، واذا كان هناك اي عوارض مستشفى النبطية الحكومي على اهبة الاستعداد لاستقبال الحالات والاجراءات كافية. واوضح ان لا عوارض على الحالتين وهناك فقط قدما من منطقة قم، واليوم الزيارة لكشف المعطيات الناقصة”.
ونشرت وزارة التربية والتعليم تعميما، الى جميع المسؤولين عن المؤسسات التربوية الخاصة والرسمية، يتعلق بالاجراءات الواجب اتخاذها والتعليمات الضرورية في المدارس والوقاية من فيروس “كورونا”المستجد.
وفي الشأن السياسي، شهد المجلس النيابي مساء امس الأول، جلسة موسّعة للجنة المال والموازنة النيابية في حضور وزير المال الدكتور غازي وزني ورئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير ورئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود واكثر من اربعين نائباً.
وأشارت مصادر نيابية، انّ وزير المال، قدّم عرضًا مفصّلًا لوضع المالية العامة، وقال: “انّ حجم الوضع وما بلغه يتطلب أن نتكلم بكل صراحة وبلا قفّازات، وكل الامور يجب ان تكون واضحة”.
وأضاف: “انّ الحكومة واجهت استحقاق اليوروبوند، الذي كان في السنوات الماضية طبيعياً، لكنه اليوم عملية مصيرية اقتصادياً ومالياً، لأنّ اي قرار يُتخذ، سيضع البلد على خط اليمين او على خط اليسار، وانّ الاختيار (امام لبنان في ما خصّ السندات) هو بين السيئ والاسوأ، وبين المرّ والأكثر مرارة”. ولفت الى “انّ امامنا خيارات عدة، ولا سيما منها هيكلة الدين، فهذه الهيكلة اما تكون بطريقة منظّمة واما بطريقة غير منظّمة، وكلا الطريقتين لها ايجابيات وسلبيات، والحكومة تدرس كل الخيارات”.
وكرّر رئيس مجلس النواب نبيه بري رداً على سؤال، انّ “الاولوية حالياً هي للانتهاء من حل مسألة سندات “اليوروبوند”، على ان يُصار بعد ذلك فوراً الى مقاربة ملف الكهرباء بسرعة قياسية، في اعتبار انّ حلّه في الشكل المطلوب ينقذ الخزينة من مزراب الهدر الهائل المستمر في هذا القطاع منذ سنوات، والذي تسبّب بنصف الدين العام”. مشددا على “حماية أموال المودعين في المصارف وتسهيل عمليات سحبها بالتوافق الرضائي بين الطرفين، لا أن يُخضَع المودع لإجراءات تحرمه من امواله وجنى عمره وتُعرّضه للإذلال وتحوّله متسوّلاً للحصول على جزء بسيط منها”.
من جهة أخرى، اعتبر النائب علي بزي، أن “الوضع الراهن يمر بمرحلة مفصلية ومصيرية، تستدعي من الجميع التفكير وإيجاد الحلول للانقاذ، والتي لا تتعارض مع خصوصية لبنان”.
وأضاف: “بإمكاننا تجاوز الأزمة الراهنة وفق خطة ورؤية شاملة متكاملة، تبدأ بتطبيق القوانين، مرورا بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وفي مقدمها ملف الكهرباء”.
وعن استحقاق ال “يوروبوند”، قال: “هناك خيارات عدة، وربما يكون الخيار الأفضل إعادة هيكلة الدين بطريقة منظمة والافادة قدر الإمكان من عامل الوقت لترتيب أوضاعنا الداخلية”.
بدوره، شدد مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله أمام زواره في دار الافتاء الجعفري في صور، على “ضرورة معالجة ملف الكهرباء، لانه مزراب الهدر الاساسي في لبنان، والا نغرق المواطن في وعود اقتصادية واجتماعية إضافية تخدر الوضع المعيشي الذي وصل الى الدرك الاسفل في السلم الاقتصادي”.
ورأى ان “الحكومة الجديدة تقف أمام العديد من التحديات السياسية والاقتصادية التي يجب ان تعالج، مما يؤدي الى الانفراج الاقتصادي والتفاهم اللبناني على القضايا المشتركة التي يحفظ من خلالها ما تبقى من وطن”.
ودعا وزارة الصحة والهيئات الصحية الرسمية والاهلية الى نشر المزيد من الوعي والارشاد لمواجهة فيروس كورونا “لتجنيب لبنان كارثة اخرى تضم الى الكوارث الطبيعية والاقتصادية التي يعيشها الوطن”.
ومراعاة لظروف المواطنين المعيشية، وحرصاً على حقوق الإدارة والمواطنين، أعلنت وزارة الاتصالات انها ستُعيد وصل الإشتراكات الهاتفية الثابتة التي قُطعت بسبب عدم السداد ، وذلك لغاية 17/3/2020 .
كما دعت الوزارة في بيان جميع المشتركين المتأخرين عن السداد الى دفع فواتيرهم خلال المدة أعلاه إما نقداً أو تقسيطاً في الصناديق المحددة في المناطق الهاتفية، وذلك وفقاً للآلية المُعتمدة من قِبَل وزارة الإتصالات في هذا الشأن.
وامس اعلنت وكالة “ستاندرد اند بورز” للتصنيف الإئتماني خفض تصنيف لبنان إلى CC/C توقعا لإعادة هيكلة الدين مع نظرة مستقبلية سلبية.
وارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اليوم السبت لدى الصرافين ليتراوح بين 2460-2470 ليرة للمبيع و2490-2500 ليرة للشراء، وذلك بعدما كان قد تراوح صباح امس الجمعة بين 2430 ليرة للمبيع و2460 ليرة للشراء.
النهاية