شفقنا-خاص- يتفق اغلب الخبراء العسكريين ان تحرير ادلب بات مسألة وقت ليس الا بعد ان تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استعادة كامل حلب بريفها والسيطرة على الطريق الدولي الذي يربط حلب بدمشق، الامر الذي يشكل ضربة قاضية لاحلام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في قضم اراض سورية يعتبرها تاريخيا جزء من الامبراطورية العثمانية.
يبدو ان اردوغان، وامام هذه الحقيقة “المرة”، لا يملك سوى رفع خطابه التهديدي عبر ارسال الدبابات والمدرعات والعربات والجنود الى إدلب، عسى ان يؤثر ذلك في القرار الروسي الداعم لتوجه السلطات السورية في تحرير كامل الجغرافيا السورية من سيطرة العصابات التكفيرية المدعومة من تركيا في ادلب.
الموقف الروسي الحازم هذه المرة في دعم القرار السوري بتحرير كامل الارض السورية، جاء بعد ان تمادت العصابات التكفيرية التي تدعمها تركيا في شن هجمات على قاعدة حميميم وعلى القوات الروسية، رغم انه ووفقا لتفاهمات سوتشي واستانة كان يجب على تركيا ان تقوم بفرز العصابات التكفيرية عمن تعتبرهم معارضة مسلحة، وهو تعهد لم تلتزم به تركيا.
بعض المراقبين يؤكدون على ان اردوغان يخشى على امن واستقرار تركيا من دخول عشرات الالاف من التكفيريين الى تركيا في حال تم تحرير ادلب، الامر الذي سيتحول الى كابوس لا يهدد مستقبله السياسي بل يهدد المجتمع التركي باكمله، لذلك يحاول بشتى السبل ان يحول دون تحرير ادلب من اجل ابقاء هذه الجماعات داخل سوريا وعدم انتقالها الى تركيا.
في المقابل يرى العديد من المراقبين ان اردوغان يحاول من خلال الضغط العسكري والحرب النفسية منع تحرير ادلب، التي ستبقى تحت سيطرة الجماعات التكفيرية الموالية لتركيا، وبمرور الزمن سوف تعمل تركيا على تتريكها بشتى السبل، كما فعلت في لواء الاسكندرونه السوري الذي بات اليوم تحت السيطرة التركية.
المتتبع لتصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الاخيرة، يخرج بنتيجة واحدة وحيدة ، ان قرار تحرير ادلب قد اُتخذ، وان سوريا لن تسمح باعادة سيناريو لواء الاسكندرونه في ادلب، وان على اردوغان ان يقرر منذ اليوم ما الذي سيفعله بعشرات الالاف من المرتزقة التي استجلبهم من الصين والشيشان والقوقاز ومن مختلف انحاء العالم لزرع الدمار والخراب في سوريا، وهم الان متجمعون بالقرب من حدوده!.
حتى امريكا التي تحاول الظهور بمظهر الداعم لتركيا في ادلب وفي شمال سوريا، الا انها في الحقيقة تعمل على ضرب عصفورين بحجر واحد، ان تورط تركيا في حرب مع روسيا لتاديب اردوغان على عنترياته ، كذلك استنزاف روسيا العدو التقليدي لامريكا.
أميركا تعرف اكثر من غيرها ان اللعبة في سوريا قد انتهت وعليها الرحيل بعد ان فشلت كل مخططاتها وليست مستعدة ان تتقبل المزيد من الفشل ، لذلك بدات بتفويض دورها في سوريا إلى الاتحاد الأوروبي ، وهذا ما تأكد بعد اعلان الدنمارك انها على استعداد ان ترسل قوات الى شمال سوريا.
هناك خياران امام اردوغان لا ثالث لهما ــ إما توريط بلاده في حرب مدمرة في سوريا ، وإما نقل مرتزقته من ادلب الى بلدان اخرى، مازالت في دائرة الفوضى الامريكية الخلاقة، ومن المؤكد ان سوريا باتت اليوم خارج هذه الدائرة.
النهاية