خاص شفقنا العراق-ان فاطمة الزهراء سلام الله عليها ووفقا لآية التطهير منزهة من أي رجس، ووفقا لسورة الكوثر، فانها مصدر الخير الكثير، ووفقا للمباهلة، فانها حجة الله تعالى إلى جانب أبيها الاكرم ص وزوجها الإمام علي عليه السلام، وابنيها عليهما السلام.
أن مناقشة حياة المعصومين وسيرتهم، وخاصة فاطمة الزهراء سلام الله عليها تحمل في طياتها بركات كثيرة، ومنها التفكير واخذ العبر وترسيخ الإيمان ودرس الوحدة وحلحلة المشاكل وإحياء الدين والإيمان، وبناء العلاقة بكبار الشخصيات ودرس الديانة والتقوى، في هذا المجال قد أجرت وكالة شفقنا مقابلة مع الخبراء وقامت بدراسة فضائل فاطمة الزهراء سلام الله عليها والأسباب التي تجعل المجتمع بحاجة إلى تلك الفضائل.
وقال حجة الإسلام والمسلمين محمود صلواتي حول فضائل فاطمة الزهراء وسماتها: انها وفضلا عن كونها بنت النبي الاكرم ص وإنها عاشت في بيت الوحي؛ كانت همزة وصل مع الإمامة وارى ان أهم ميزتها هي الصمود في طريق الحفاظ على الإمامة وولاية الشيعة والإسلام الأصيل.
أكبر سمات حياة فاطمة الزهراء هي الحفاظ على أصالة الإسلام
أضاف: بعد وفاة النبي الأكرم توفرت الأرضية للتفرقة، وأن فاطمة الزهراء بالصمود بينت الطريق الصحيح أي ولاية الإمام علي عليه السلام، كما ان جوهر الإسلام هو الأخلاق والعدالة والصدق ولو أخذنا هذه السمات من الإسلام فلا يبقى أي اختلاف بينه وبين الجاهلية، وأن ما كانت فاطمة الزهراء تصر عليه هو تحقيق تلك السمات، وأرادت الحفاظ على تراث الإسلام والنبي الأكرم، ومع الأسف تغلغلت بعض الأمور المنافية لتلك السمات في الإسلام وشوهت الإسلام وقد ارتكبت الجرائم باسم الإسلام، فان اكبر سمات حياة فاطمة الزهراء هي الحفاظ على أصالة الإسلام، ففي قضية فدك انها لم تكن تبحث عن المال أو المكانة، بل كانت تشعر بأن هناك تيارا غاصبا يتكون في الإسلام ويبعد الشخصيات الأصيلة عن مكانتها الحقيقية.
على كل مسلم ومسلمة صيانة القيم
وأضاف: كانت رسالة فاطمة الزهراء هي انه على كل مسلم ومسلمة صيانة القيم، وعندما يتم إزاحة القوات المخلصة والمؤمنة والمضحية والمشفقة من الساحة، فأعلنوا معارضتكم لهذه المقاربة، ولهذا واجهت مشاكل كثيرة منها الهجوم عليها، فوافتها المنية بعد وفاة النبي بأشهر قليلة، لكن في هذه الفترة تركت لكل الشيعة والأجيال القادمة درسا مهما ولقد عبر أبناءها والأئمة المعصومين، بشكل أو بآخر عن هذا الأصل.
وفي رده على سؤال مفاده ما هي السمات التي يحتاجها المجتمع أكثر مما سواها قال: ان المجتمع المعاصر بحاجة إلى الفطرة المطهرة والى الأخلاق والصدق، فان المجتمع بحاجة إلى الدين، ويتوقع من المسئولين الذين يحكمون على أمورهم باسم الإسلام والتشيع ان يقومون بواجبهم.
يجب تغيير المجالس شكلا
وحول ضرورة إيضاح سمات فاطمة الزهراء سلام الله عليها للجيل الراهن قال انني أرى بانه يجب تغيير تلك المجالس شكلا فانها تؤكد على الظلم الذي تعرضت له فاطمة الزهراء سلام الله عليها وقلما يجري الحديث عن مطالبتها بالعدالة والحق، فانها تعرضت للظلم لأنه لم يتم الاهتمام بكلامها وأحاديثها. كما يجب أن يتم مناقشة كيفية تقديم المحاضرات ومن الضروري أن تكون حديثة ويتم اختيار القضايا التي يعد الجيل الشاب بحاجة إليها، هناك مشاكل في المجتمع يحاول البعض إخفاءها من خلال إقامة مجالس للائمة، فهذا ظلم مضاعف على الأئمة وارى بأنه يجب أن يتم إحداث تغيرات جوهرية في هذه المجالات.
فاطمة الزهراء أسوة لكل أبناء المجتمع
وقد أشار آية الله محسن فقيهي في حوار مع مراسل شفقنا إلى فضائل فاطمة الزهراء سلام الله عليها بالقول ان شخصيتها لها جوانب خاصة يجب أن يهتم بها المجتمع، ومن تلك الجوانب هي جعل فاطمة الزهراء أسوة لكل أبناء المجتمع من الرجال والنساء وفي كل الجوانب. فعلينا أولا الاهتمام بان لفاطمة شخصية يعد رضاها رضا الله وغضبها غضب الله، كما ورد في بعض الروايات، ومن سماتها الأخرى هي عبادتها، فكما كان الإمام علي عليه السلام يقوم بالعبادة فلها شخصية سامية والمرأة الوحيدة المعصومة من الذنوب، انها أسمي امرأة في الكون، وليس لها مثيل.
وقد أشار إلى السمات الاجتماعية لفاطمة الزهراء سلام الله عليها بالقول في الجانب الاجتماعي لها شخصية سامية، فان تعاملها مع الناس مضرب للأمثال، وعندما ننظر إلى سيرتها فانها كانت تعطي طعامها للناس. كما يمكن ان يكون سلوكها وتعاملها في الحياة الأسرية أسوة للجميع، ومن القضايا المهمة في حياتها هي القناعة والبساطة ومع انها كانت بنت النبي لكنها كانت تعيش حياة بسيطة.
بعد وفاة الرسول الأكرم كان ينزل جبرئيل على فاطمة الزهراء
هذا وتحدث حجة الإسلام والمسلمين حسين إبراهيمي في حوار مع مراسل شفقنا حول الموضوع نفسه بالقول لا يمكن عد فضائل فاطمة الزهراء سلام الله عليها ولو أراد شخص ما التطرق إلى هذا الأمر فانه ينقل ما قيل عنها فان شخصية مثل الإمام الخميني قدس سره كان خاضعا أمام فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
وأضاف بعد وفاة الرسول الأكرم كان ينزل جبرائيل على فاطمة الزهراء ويبين مستقبل البشر لها، وكان الإمام علي عليه السلام كالسكرتير في الاجتماع ويدون ما يقال، وهذه الموضوعات عرفت بصحيفة فاطمة الزهراء سلام الله عليها ثم انتقلت إلى الأئمة والآن انها بيد إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، لهذا من الصعب تبيين سماتها لمكانتها السامية.
وأضاف بان فاطمة الزهراء سلام الله عليها تنقذ البشرية من الجهل حتى يوم القيامة وتفسير هذه العبارة هي وجود الأئمة بمعنى انهم أبناء فاطمة الزهراء وكل منهم كان منقذا للبشرية في عصره، والآمال كلها اليوم معقودة على إمام الزمان، فان فاطمة الزهراء وأبناءها كالسفينة كما ورد في حديث النبي الأكرم: إنما مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا ومَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ.
كانت فريدة بنوعها في الأسرة وتربية الأولاد
كما تحدث حجة الإسلام والمسلمين محمد صادق كاملان إلى مراسل شفقنا عن فضائل فاطمة الزهراء بالقول: انها نفس الفضائل التي بينها النبي من خلال آيات القرآن أو السنة للأمة الإسلامية، واهم هي العلم، فلأصحاب العلم فضل على ما سواهم، ومن سماتها أنها كانت فريدة بنوعها في الأسرة وتربية الأولاد، كما ان الإمام علي عليه السلام كان يعيش ظروفا صعبة، في الجانب الاقتصادي لكنها تحملت المشاكل كلها، وكانت تستوعب ظروف الإمام.
وأضاف: انها قامت بتربية الحسنين عليهما السلام والسيدة زينب سلام الله عليها، فان سماتها تميزها عن الآخرين ولهذا يمكن ان تكون أفضل أسوة لكل أبناء المجتمع في القضايا الاجتماعية والسياسية والأسرة وتربية الأبناء. وان المجتمع الراهن بحاجة إلى الفضائل التي أشرت إليها لكن علينا أن نعرف بان ظروف المجتمع الراهنة تختلف عن الظروف السائدة في حياة فاطمة الزهراء، فإذا كانت قد أزاحت القيم الجاهلية وألقت محاضرة في المسجد وكانت تركز على القيم الدينية والدفاع عن الإسلام والعدالة، فهذا لا يعني بأنه المرأة في يومنا هذا عليها إلقاء المحاضرة في المسجد للمشاركة في القضايا الاجتماعية، فعلى المرأة أن تعرف بان عليها واجبات على غرار الرجال في القضايا الاجتماعية في مواجهة الانحرافات، ويجب جعل فاطمة الزهراء أسوة لهن في مختلف القضايا.
النهاية