شفقنا العراق-كشف آية الله السيد محمد تقي المدرسي، ( 14 شباط 2020)، عن وجود خطّر يهدد الثقافة العراقية الأصيلة، ويتمثل ذلك بالثقافة السلبية والسوداوية المطلقة، داعياً الشعب العراقي إلى الالتفات إلى هذا الخطر ومواجهته.
وقال المدرسي في كلمته الأسبوعية بمكتبه في مدينة كربلاء، أن “الشعب العراقي كان شعبا متميزا يقوم بقيادة العالم الإسلامي بأسره، حيث كانت بغداد عاصمة العالم الإسلامي، ولكن سقوطها بيد هولاكو، سبب نكسة ثقافية لدى أبناءه، مما أخذت ثقافته تتسم بطابع الحزن، ولكن الأمر بات اليوم أسوء مما مضى، بسبب الوسائل الإعلامية المتنافسة والتي لا تظهر سوى المعايب والسلبيات، ومحاولة تحطيم الجهة المقابلة”.
وأضاف أن “الشعب العراقي يمتلك أدبا رفيعا في مخاطباته، ولكن هذه الثقافة السوداوية، أدت بالبعض إلى أن يستعملوا الخطاب الرذيل والمهين”، مشيرا إلى أن من سمات التراجع الثقافي الحاصل، هو الاتهام السريع والمتبادل بين أبناء الشعب، مما أدى إلى البعض أن يتهجم حتى على حماة البلد والمدافعين عنه”.
ودعا المدرسي “العلماء والخطباء وأصحاب الأقلام الحرة، إلى تحمل مسؤوليتهم في نشر الثقافة الإيجابية والتفاؤلية، وتطوير خطابهم في السعي نحو خلق تيارٍ يدعو إلى المحبة بين أبناء الشعب ورفع الغل من قلوبهم تجاه بعضهم البعض، كما دعا الوسائل الإعلامية إلى إظهار الجوانب الإيجابية في البلد أيضا”.
وبين أن ذلك كله من صميم التعاليم الاجتماعية في الدين الحنيف، حيث النهي عن إساءة الظن والاتهام وعدم التجسس وما أشبه، والدعوة إلى التفاؤل المتجسدة في قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله” تفاءلوا بالخير تجدوه”.
وطالب “أبناء الشعب العراقي إلى الالتفاف حول المفكرين والعلماء المجددين، وأصحاب الأطروحات والخطاب المتناسب مع متطلبات العصر، لدرء أخطار الثقافات السلبية وترسيخ الثقافة القرآنية في المجتمع”.
النهاية