خاص شفقنا- الاصرار التركي على التدخل العسكري المباشر وبشكل مكثف في سوريا بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري في ريفي حلب وادلب شمال غرب سوريا على الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا، اثبت الرواية التي طالما اكدتها الحكومة السورية منذ نحو 9 اعوام ، ومفادها ان ما حصل ويحصل في سوريا من كوارث ما كان ليحدث لولا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الساعي لتحقيق حلمه ببعث الحياة في الامبراطورية العثمانية.
التهديدات التي تطلقها القيادة التركية بدا من اردوغان ومرورا بوزير الدفاع وانتهاء بشركاء اردوغان في الحكومة التركية، ضد سوريا لوقف تقدم الجيش السوري الذي حرر مدن استراتيجية مثل معرة النعمان والعيس وسراقب وخان شيخون واكثر من 600 كيلومتر مربع من ريفي حلب وادلب وكذلك سيطرته على الخط السريع ام 4 الذي يربط حلب بحماه وكذلك الخط السريع ام 5 الذي يربط حلب باللاذقية، كشفت ان اردوغان يتعامل مع المناطق التي تسيطر عليها المجموعات السورية التابعة لتركيا وكذلك الجيش التركي وكأنها ارض تركية.
ما يؤكد حقيقة الرواية السورية ارسال اردوغان اكثر من الف وخمسائة دبابة ومدرعة وناقلة جنود ورادارات بالاضافة الى 5000 جندي الى منطقة ادلب لينضموا الى 1000 تركي موجودين هناك، ومهمة هذه القوات الضخمة منع الجيش السوري من تحرير ارضه من العصابات التكفيرية وفي مقدمتها عصابات القاعدة التي تعمل تحت عنوان هيئة تحرير الشام والتي تسيطر على مجمل ادلب بدعم تركي واضح.
الجيش السوري وحلفاؤه في المقابل يبدو انهم عاقدو العزم على مواصلة الانتصارات حتى تحرير كامل الارض السورية من الجماعات التكفيرية ولم يعيروا اهمية لتهديدات تركيا التي تحاول انقاذ مرتزقتها في الشمال السوري، حيث نجح الجيش من شن هجوم الى الغرب من الخط السريع ام 5 الذي يربط حلب باللاذقية اي انه يقترب اكثر من ادلب ، وقام بالرد على القصف التركي بقصف مراكز المراقبة التركية في تفتناز وهو مركز اقامته تركيا خارج اطار اتفاقيات سوتشي واستانة الخاصة بمناطق خفض التصعيد، واصدرت الخارجية السورية بيانا اكدت فيه مجدداً الرفض القاطع لأي تواجد تركي على الأراضي السورية الذي يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي واعتداء صارخاً على السيادة السورية ويتناقض مع بيانات آستانا وتفاهمات سوتشي بخصوص منطقة خفض التصعيد في إدلب الأمر الذي يؤكد إصرار نظام أردوغان على عدم احترام أي تعهدات، ومواصلة التصرف كنظام خارج عن القانون.
واضاف البيان ان النظام التركي يستمر في عدوانه على سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية وذلك من خلال نشر المزيد من قواته في إدلب وريفها وريف حلب واستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية وذلك في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية المندحرة أمام تقدم الجيش العربي السوري.
مؤشرات في غاية الاهمية تؤكد ان قرار تحرير ادلب قد اتخذ وان حلم اردوغان بتتريك منطقة ادلب كما حصل في المناطق الكردية في شمال سوريا ومن قبل في لواء الاسكندرونه لن يتحقق، ومن هذه المؤشرات عودة الوفد العسكري الروسي الذي زار تركيا الى موسكو من دون التوصل الى نتيجة في ظل اصرار تركيا على وقوف زحف الجيش السوري، وهوما رفضته موسكو على ما يبدو، بالاضافة الى مناشدة تركيا لامريكا وحلف الناتو للوقوف الى جانبها، رغم ان تركيا لم تتعرض لاي هجوم اوعدوان من بلد اخر كي يقف الى جانبها الناتو، بل على العكس تمامام فان تركيا هي التي تشن عدوانا على جار لها دون اي مبرر.
العدوان التركي على سوريا لم يكشف نوايا اردوغان فحسب بل كشف حقيقة ما كانت تعتبر نفسها “معارضة اسلامية” و “معارضة وطنية” و “معارضة ليبرالية” ، حيث تبين انها مجموعات تعمل لحساب اجندات خارجية وفي مقدمتها اجندات تركية واسرائيلية وامريكية.
يوما بعد يوم يتكشف حجم الدور الاسطوري الذي قام به الجيش السوري وحلفاؤه في التصدي لاكبر مؤامرة يواجهها الشعب السوري في تاريخه المعاصر، فلولا هذا الجيش ومحور المقاومة لكانت سوريا قد حذفت من على خريطة العالم، ولظهرت مكانها “امارات” داعشية وقاعدية وتكفيرية وعرقية تتقاتل فيما بينها، بينما اسرائيل تضحك ملء شدقيها.
الجيش السوري وحلفاؤه هم الذين دفنوا احلام تركيا واسرائيل وامريكا والرجعية العربية في تقسيم سوريا وشرذمة شعبها ، والى الابد، وان يوم اعلان الانتصار الكبير بتحرير ادلب وتطهير سوريا من العصابات التكفيرية والمرتزقة لن يتأخر.
فيروز بغدادي