خاص شفقنا-صفقة القرن، خطة صممها الرئيس الأمريكي، ورحب به النظام الصهيوني وسط معارضة شديدة من الفلسطينيين. اقتراح ترامب لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني خطير جدا.
بما أن الفلسطينيين ومعظم دول المنطقة عارضوا الخطة، فمن المرجح أن تفشل. حسب الخطة، تعتبر مدينة القدس جزءا من إسرائيل، باعتبارها العاصمة الرسمية للكيان الصهيوني. بالإضافة إلى ذلك، يجب على السلطة الفلسطينية الانسحاب من موقفها بشأن تشكيل دولة مستقلة، والاكتفاء ببلدة أبو دبس كعاصمة رمزية لفلسطين.
ومع ذلك، فإن مشكلة عودة اللاجئين إلى حدود عام 1948 وحتى عام 1967 مستبعدة. ما يكمن في صميم الخلاف بين السلطة الفلسطينية والنظام الصهيوني هو قضية الهوية. لا ترتبط مشاكل فلسطين بالقضايا الاقتصادية مثل المال والنفق والطرق، ولكن بقضية الهوية، أي أن الأزمة الفلسطينية التي لم يتم حلها منذ عام 1948 وحتى الآن تبين أن القضية الفلسطينية مرتبطة في الواقع بهويتها ووجودها ومن المستحيل حلها بسهولة وباختصار على الأمد القصير.
صفقة القرن هي مخطط اختزالي، يتجاهل الأبعاد الرئيسية للمشكلة ألا وهي مشكلة الهوية، حيث عدّ الفلسطينيون بشرا من الدرجة الثانية منذ ظهور الأيديولوجية الصهيونية.
كما نشاهد في النصوص الصهيونية وكتب الإسرائيليين، إذ يُشبه الفلسطينيون بإنسان من الدرجة الثانية وضعيف، لذا يجب اعتبار أساس الخلافات الإسرائيلية الفلسطينية هوياتية وما لم تحل قضية الهوية الفلسطينية ولم يشعر الفلسطيني بأنه معترف به، لن يتم حل تلك الخلافات.
ليس العرب وحدهم هم الذين يعارضون صفقة القرن، فهناك مجموعات داخل إسرائيل نفسها، تناقش منذ سنوات أنه لن يتم إحلال سلام دائم، حتى يتم الاعتراف بالفلسطينيين ويعدون متساوين مع الإسرائيليين. ما يبحث عنه الكيان الصهيوني هو سلام مهيمن يكون له اليد العليا.
صحيفة إيران