شفقنا العراق-متابعة- أفادت مصادر أمنية ومحلية، بارتفاع عدد ضحايا التظاهرات في ساحة الصدرين وسط مدينة النجف الأشرف، الى أكثر من 130 شهيداً وجريحاً، کما علق الاتحاد الاوروبي، بـ”غضب” على حادثة النجف وغيرها من الحوادث المشابهة، بینما طرحت نقابة معلمي النجف، مبادرة لنزع فتيل الفتنة بالمحافظة، فيما دعت الجميع لدعم التظاهرات السلمية وزيادة زخم التظاهر السلمي.
وقالت المصادر ان عدد الشهداء ارتفع الى 11 متظاهراً واصابة 122 آخرين”.
فيما ترددت أنباء بان قوات جهاز مكافحة الارهاب قد تولى الملف الأمني في النجف.
وكانت محافظة النجف شهدت مساء أمس هجوم مسلحين على ساحة الصدرين وسط المدينة وحرق خيم المعتصمين واطلاق النار والقنابل على المتظاهرين ما اسفر عن استشهاد 8 متظاهرين وإصابة أكثر من 113 آخرين بجروح في حصيلة أولية.
وقرر محافظ النجف تعطيل الدوام {اليوم الخميس} في المحافظة لتهدئة الأوضاع، فيما وصل وزير الداخلية المدينة بساعة متأخرة من ليل الأربعاء وأمر بحماية المتظاهرين وتأمين ساحات التظاهر.
فيما تجمع عدد من متظاهري النجف، الخميس، في ساحة ثورة العشرين بأنتظار زيادة الاعداد للتوجه الى ساحة اعتصام النجف وارجاعها بسلمية تامة.
كما أظهرت صور التقطت لساحة الصدرين {مركز الاحتجاج الشعبي} وسط مدينة النجف وهي خالية من المتظاهرين بعد ليلة دامية.
الاتحاد الاوروبي يعلق على أحداث النجف
الى ذلك علق الاتحاد الاوروبي وعبر سفيره في العراق مارتن هوث، اليوم الخميس، بـ”غضب” على حادثة النجف وغيرها من الحوادث المشابهة.
وقال هوث في تغريدة على حسابه في تويتر، إن “الترهيب والعنف ضد المتظاهرين على يد عناصر مسلحة، والذي تسبب بوفيات ليلة امس في النجف، امرٌ غير مقبول. لا بد من تحديد الجُناة ومحاسبتهم”، معتبرا ان “هذه الافعال الشنيعة تخرب تحقيق اي تقدم سياسي”.
من جانبه أعرب نائب رئيس مجلس النواب بشير خليل الحداد عن قلقه البالغ من أحداث محافظة النجف الأشرف بالأمس وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى في ساحات الاعتصام.
وأنتقد الحداد في بيان منه “الأجهزة الأمنية والجهات المسؤولة في المحافظة لعدم سيطرتها على الأوضاع العامة وحدوث مشاكل وصدامات بين حشود المتظاهرين واستغلال المندسين لافتعال أزمة جديدة في الشارع النجفي”.
وحذر من “خطورة تفاقم الأوضاع وما جرى من أحداث مؤسفة في النجف نرفضه بشدة، وعلى الحكومة الحالية تحمل مسؤولياتها واتخاذ الاجراءات الكفيلة لحماية المتظاهرين السلميين، واستقرار المحافظة والإسراع بإجراء التدابير اللازمة وتشكيل خلية أزمة للوقوف على تفاصيل الحادث ومحاسبة الجناة والمتسببين لتلك الفوضى والمشاكل”.
وطالب الحداد “المتظاهرين السلميين في النجف وعموم محافظات العراق الحفاظ على سلمية التظاهر والتعاون مع القوات الأمنية لتأمين ساحات الاعتصام والاحتجاجات ومنع المندسين والمخربين من اختراق صفوفهم للاستمرار في المطالبة بالحقوق المشروعة بشكل مدني ومتحضر”.
وزير الداخلية يصدر أمراً من النجف بخصوص التظاهرات
بالسياق أصدر وزير الداخلية، ياسين الياسري، أمراً بخصوص التظاهرات في مدينة النجف الأشرف.
وذكر بيان لمديرية شرطة النجف ان الياسري الذي وصل مساء أمس الى المحافظة “من أجل استتباب الوضع الأمني وتهدئة الأوضاع وفرض الأمن والنظام في المحافظة”.
وقالت المديرية، أن “وزير الداخلية وبرفقته محافظ النجف لؤي الياسري وقائد الشرطة العميد فائق فليح الفتلاوي زاروا مرقد الإمام علي عليه السلام واطلع الوزير على انتشار الأجهزة الأمنية وفرض سيطرة القانون في عموم المحافظة”.
وبينت أن “وزير الداخلية أمر بحماية المتظاهرين واتخاذ الإجراءات الأمنية لحماية ساحة التظاهر”.
وأكدت شرطة النجف انه “تم عقد اجتماع امني في مقر المديرية حضره مدراء الأجهزة الأمنية والضباط لمناقشة اخر المستجدات الأمنية وأمر باتخاذ التدبير الأمنية والانتشار لحماية ساحة التظاهر وتأمين المحافظة”.
من جهته اعلن مجلس القضاء الأعلى، اليوم الخميس، عن حصيلة عدد الموقوفين عن قضايا جنائية متفرعة عن أحداث التظاهرات.
وذكر بيان صادر عن المركز الاعلامي لمجلس القضاء الأعلى “حسب اخر احصاء من الهيئات التحقيقية المختصة بقضايا التظاهرات ولغاية تاريخ 5/2/2020 بلغ عدد الموقوفين عن قضايا جنائية متفرعة عن أحداث التظاهرات (38) موقوف، في حين بلغ عدد الذين تم إطلاق سراحهم (3123)”.
هذا وتعرض قائد شرطة النجف العميد فائق الفتلاوي لإصابة خلال الاشتباكات التي شهدتها المحافظة أمس.
ونشرت مديرية شرطة النجف صوراً يظهر فيها الفتلاوي مصاباً بذراعه الأيمن خلال استقباله وزير الداخلية ياسين الياسري الذي وصل المحافظة مساء الاربعاء للوقوف على أحداث التظاهرات والاشتباكات التي شهدتها المدينة أمس.
ولم توضح الشرطة إصابة قائدها بعد ان ترددت أنباء انها جراء اشتباكات أمس.
نقابة معلمي النجف تطرح مبادرة لنزع فتيل الفتنة بالمحافظة
في غضون ذلك طرحت نقابة معلمي النجف، الخميس، مبادرة لنزع فتيل الفتنة بالمحافظة، فيما دعت الجميع لدعم التظاهرات السلمية وزيادة زخم التظاهر السلمي.
وقالت النقابة في بيان ان “الأيام الصعبة تحتاج لأقصى درجات ضبط النفس والتحلي بالصبر والحكمة و في الوقت الذي ندين استخدام كل انواع السلاح والعنف نشعر بالألم والحزن على فقدان أحبتنا شهداء ساحة الصدرين شموع النجف الاشرف التي أضاءت طريق الحرية المعتم بدمائهم الطاهرة لهم الرحمة والخلود”.
واضافت “نحن اليوم بأمس الحاجة لنزع فتيل فتنه لاتبقي ولاتذر أن حدثت لاسامح الله”، مشية الى ان “من واجبنا الوطني والاخلاقي، ان نتقدم للجميع بمبادرة”.
وتضمنت المبادرة:
١- انسحاب كافة المظاهر المسلحة من ساحات وشوارع النجف الاشرف وساحة الصدرين.
۲- تسليم الملف الأمني لقوات الجيش العراقي حصرا.. خاصة ساحة الصدرين والشوارع المحيطة بها.
3 – فتح تحقيق معمق ومن جهة قضائية بملابسات حادثة ساحة الصدرين. لمعرفة الأسباب التي أدت إلى سقوط ضحايا ومحاسبة المقصر وفق القانون العراقي.
4 – على كل الأطراف التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وفسح المجال لنزع فتيل الازمة.
5- ندعو الجميع لدعم التظاهرات السلمية وزيادة زخم التظاهر السلمي.
واكدت ان “نقابة المعلمين فرع النجف الاشرف مازالت مع الجماهير المطالبة بالإصلاح بالطرق السلمية”.
النهاية