شفقنا العراق-متابعة- كشف نائب سابق، عن ثلاثة سيناريوهات وراء طرح مشروع الإقليم السني في العراق، مشيرا إلى أن احدى السيناريوهات تقضي بمقايضة وحدة العراق بالتواجد العسكري الأميركي، کما أكد رئيس مجلس إنقاذ الانبار ، أن الكتل السياسية السنية تتحرك بشكل كبير لإنشاء الإقليم السني خلال المرحلة الحالية، فيما بين أن هذا الحراك لم يشهد تأييدا جماهيريا.
وكشف النائب السابق عبد الرحمن اللويزي، إن “إعادة طرح مشروع الإقليم السني مجددا محاولة لاستغلاله كورقة ابتزاز وضغط سياسي فيما يتعلق بالملفات الحالية وابرزها موضوع التواجد العسكري الأميركي”، مبينا أن “اميركا تريد من الإقليم السني ان يكون ورقة ضغط لمقايضة بقاء العراق موحدا بإبقاء قواتها في البلاد”.
وأضاف اللويزي، أن “موضوع الإقليم السني ورقة ضغط سياسية أيضا من اجل استحصال المزيد من الوزارات والمكاسب خلال تشكيل الحكومة المقبلة”، مشيرا إلى أن “الإقليم السني له علاقة كذلك بموضوع صفقة القرن التي يعتزم ترامب طرحها قريبا”.
الى ذلك اكد عضو مجلس محافظة الانبار المنحل هلال الكربولي، ان “الحديث عن اقليم في محافظة الانبار هو مشروع يتمناه اغلب مواطني الانبار لاسباب عدة”، مبينا أن “المجلس ليس لديه علم حاليا بالمفاوضات بشأن الاقليم الا ان عودته ستحتم مناقشة هكذا مشروع مع الجهات المختصة”.
حراك إنشاء الإقليم السني لم يلق تأييدا جماهيريا
بالسياق أكد رئيس مجلس إنقاذ الانبار حميد الهايس، إن “جميع القوى السنية تتحدث بشكل صريح حول إنشاء الإقليم السني وتسعى جاهدة لتحقيق الأمر”، لافتا إلى إن “تلك التحركات لم تشهد تأييدا واسعا من قبل جماهير المحافظات الغربية”.
وأضاف أن “فكرة إنشاء الإقليم السني بحسب ما تسوق هي لضمان حقوق المحافظات الغربية من المشاريع والخدمات وفرص العمل”، مبينا أن “جميع محافظات البلاد تعاني من الإهمال بسبب فشل الحكومات السابقة وتسلطها على المال العام”.
من جهته عبر الشيخ علي الدليمي أحد ووجهاء محافظة الانبار، إن “الشخصيات التي تعمل جاهدة لإجراء اتصالات على مستوى عالمي لإقامة اقليم الانبار لا تمثل الا نفسها وان المؤتمرات التي تقام خارج البلاد فان قراراتها غير ملزمة ولا تمثل الا رأي اصحابها كون الجميع مع وحدة العراق ارضا وشعبا “.
وأضاف، أن “اقليم الانبار سيؤدي في حال قيامه الى تفكيك البلد وجعله عرضة للتدخلات الاجنبية وعلى الذين يسرون بهذا الاتجاه العمل على انهاء ملف النازحين وعودة الاف الاسر النازحة الى مناطق سكناهم المحررة بدلا من الاصغاء لاطراف لاتريد الخير للعراق”.
كشف تفاصيل مثيرة عن الإقليم السني: ثلاثة اجتماعات في 9 اشهر
بينما كشفت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية، عن تفاصيل مثيرة بشأن الإقليم السني المزمع اقامته في منطقة غرب العراق، مؤكدة أن ثلاثة اجتماعات عقدت برعاية سعودية وحضور أميركي إسرائيلي لانضاج المشروع.
وقالت الصحيفة في تقرير كتبه المراسل المخضرم ديفيد هيرست إنه “قبل 9 أشهر، تمت دعوة مجموعة من السياسيين ورجال الأعمال العراقيين من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى إلى مقر الإقامة الخاص للسفير السعودي لدى الأردن في عمان، وكان مضيفهم الوزير السعودي للشؤون الخليجية، ثامر السبهان”، مبينة أنه “لا يُعرف ما إذا كان محمد الحلبوسي رئيس البرلمان الذي له علاقات مع كل من إيران والسعودية، حضر اجتماع عمان السري، لكن قيل إنه أُبلغ بالتفاصيل”.
وأضافت الصحيفة، أنه “كان على جدول الأعمال خطة للدفع باتجاه منطقة سنية تتمتع بحكم ذاتي، على غرار كردستان العراق”، مشيرة إلى أن “الخطة ليست جديدة، لكن الفكرة التي لطالما دأبت الولايات المتحدة على لعبها، وهي تحارب لإبقاء العراق في دائرة نفوذها، وجدت فرصة جديدة للحياة حيث تتنافس المملكة العربية السعودية وإيران على النفوذ والهيمنة”.
وتابعت أنه “انتهى الاجتماع باتفاق قوي، ومع ذلك، لم يكن المشاركون العراقيون والسعوديون هم الوحيدون الذين استمعوا”، مشيرة إلى أن “المخابرات الأردنية، وهي مؤسسة كبيرة بما يكفي لاعتبارها حكومة موازية كانت أقل ارتياحًا لما كانوا يسمعونه حيث انزعجوا من “السبهان” لاستخدامه سفارة بلادهم كقاعدة للتخطيط للتحركات في العراق، يتمتع الأردن بعلاقات حميمة مع بغداد، خاصة بعد أن بدأ “عبدالمهدي” في تزويد المملكة بإمدادات النفط التي تشتد الحاجة إليها”.
وبينت الصحيفة، أنه “بطريقة أو بأخرى، تم تسريب تفاصيل الاجتماع إلى رئيس الوزراء العراقي. كانت العلاقات بين “عبدالمهدي” السعودية جيدة في ذلك الوقت، حتى إن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” اختاره كوسيط مع إيران”، لافتة إلى أن “رئيس الوزراء كان منزعجًا من الاجتماع السري، لكنه لم يكن يعلم في ذلك الوقت مدى جدية هذا المشروع وما إذا كان بالفعل يحظى بدعم ولي العهد، بعد ذلك بفترة وجيزة، أثار “عبد المهدي” مسألة اجتماع عمان مع ولي العهد في الرياض”.
وضمت الصحيفة للقول إنه “وبعد بضعة أسابيع، تم عقد اجتماع أكبر في عمان، هذه المرة، حضر ممثل أمريكي وإسرائيلي”، مؤكدة أنه “لم يكن ممثل الولايات المتحدة داعمًا صريحًا وبقي فقط لجزء من الاجتماع، أي ساعة كاملة، لكنه أخبر نظيره السعودي: “إذا كان بإمكانك فعل ذلك، فنحن نرحب به”، ولكن التوترات الأخيرة غيرت هذه المعادلة، والآن أصبحت واشنطن بالكامل وراء الخطة”.
وأوضحت أنه “الأهم من ذلك، كان مبعوث من الإمارات حاضرا في الاجتماع الثاني في عمان، وكانت هذه طريقة لإعلام النواب العراقيين الحاليين أن ملف مشروع الأنبار قد تم نقله من السعوديين إلى حلفائهم الإماراتيين، كما سمح لولي العهد السعودي بادعاء أنه لا علاقة له بالمخطط”.
وبينت الصحيفة، أنه “وافق الاجتماع الثاني في عمان على تقديم الدعم الكامل لرئيس البرلمان “محمد الحلبوسي”، في جهوده لإضعاف الحكومة وإثارة قضية السنّة الذين يختفون بشكل مستمر في نقاط التفتيش الحكومية، وهو موضوع للتحقيق من قبل القضاء الأعلى العراقي”، مؤكدة أنه “تم تسريب اللقاء الثاني مرة أخرى إلى الحكومة في بغداد، والذي أرسل هذه المرة مبعوثًا أمنيًا كبيرًا للقاء السعوديين”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي عراقي قوله، إن “الحكومة العراقية عندها فقط أدركت أن السعوديين كانوا جادين”، مضيفا: “قلنا لهم.. ما هو رأيكم إذا استقبلنا ناشطين سياسيين من منطقتك الشيعية الشرقية في بغداد وناقشوا معنا طرق إعلان الاستقلال عن الرياض؟”.
وأكدت الصحيفة، أنه “أثبتت الاعتراضات العراقية أنها عبثية حيث عقد اجتماع ثالث في دبي، تم نشر قائمة الأشخاص الذين حضروا على نطاق واسع، هذه المرة، كان “الحلبوسي” حاضراً، إلى جانب أعضاء سنة في البرلمان العراقي”، مشيرة إلى أن “طهران بمجرد ان أن الإماراتيين استولوا على ملف الترويج لجيب سني يتمتع بالحكم الذاتي في غرب وشمال العراق، فقد أوضحت في الأيام التي تلت مقتل “سليماني” أن القواعد الأمريكية على الأراضي الإماراتية ستُعتبر أهدافًا مشروعة”.
ورأت الصحيفة، أن “الاجتماعين السريين اللذين عقدا في عمان والاجتماع المعترف به علناً في دبي، يشهدان على عزم ولي العهد السعودي على الحكم والسيطرة على المنطقة”، مشيرة إلى أن “هذا الملك المستقبلي سيحكم مهما كانت التكلفة ووسط الأنقاض، إذا لزم الأمر، إذا شق طريقه في الأنبار، فسيكون العراق واحدًا فقط من دوله المدمرة”.
واشنطن تدرس كيفية تجزئة العراق
من جانبه بين الخبير الأمني جاسم حنون، ان “واشنطن تدرس كيفية تجزئة العراق والسيطرة عليه وتقسيمه الى أقاليم، واميركا تتناغم مع بعض القوى من خلال إيجاد قضايا تخدم مصالحها وتؤمن العمق لاسرائيل بالمنطقة”.
وأضاف ان “القاعدة وداعش من صنيعة واشنطن واتخذتها ذريعة لتقسيم المنطقة”، مبينا ان “واشنطن وبالتنسيق مع إسرائيل تسعى لتقسيم المنطقة وبمباركة من دول الخليج”، موضحا ان “ اخراج القوات الأجنبية من العراق قرار صوت عليه البرلمان ولن يتنازل عنه لكن القوى السياسية الفاسدة تتمسك بالجانب الأميركي على حساب الوطنية والسيادة”.
وبين ان “ العراق يمتلك قوى عسكرية كبيرة جدا وله تجارب اخرها القضاء على داعش الإرهابية، كما ان من الممكن الاستفادة من الدول في مجال الخبرات والتدريب ونرفض وجود قواعد عسكرية”.
هذا وعد النائب عن تحالف سائرون رياض المسعودي, ان “الولايات المتحدة الامريكية كانت تعتقد بأن اصدار قرار بانسحاب قواتها والقوات الأجنبية من العراق لن يصوت عليه , وبعد ان فاجأها البرلمان بدات تبحث عن اساليب لغرض عرقلة القرار وعدم تنفيذه”.
وأضاف ان “احد الأساليب الضاغطة التي أعدتها الإدارة الامريكية هو التلويح بتشكيل ميلشيا سنية للتهيئة لاقامة الإقليم السني في غرب البلاد , الا ان الحقيقة غير صحيحة ولاوجود لها على ارض الواقع” , مؤكدا ان “هذا التلويح وسيلة ضغط على الحكومة لعدم تنفيذ قرار انسحاب قواتها من العراق”.
النهاية