عتبات العراق تحيي ذكرى استشهاد الزهراء وتضع خطط متكاملة

شفقنا العراق-متابعة- أحيت عتبات العراق المقدسة ذكرى شهادة بضعة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بحضور جمع كبير من الزائرين واقامت  

وأحيا منتسبو العتبة العلوية المقدسة وجمع كبير من زائري مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكرى شهادة بضعة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الصحن العلوي المطهر.

وردد المنتسبون قصائد الرثاء والعزاء بهذه المناسبة الأليمة, التي عبّرت عن عظيم حزنهم ومواساتهم لمصائب آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم), وظلامة الزهراء البتول (عليها السلام) بمشاركة من زائري مرقد الإمام علي (عليه السلام) لمراسيم العزاء .

كما أعلن محافظ كربلاء المقدسة نصيف الخطابي، تعطيل الدوام الرسمي في المحافظة اليوم الأربعاء بمناسبة ذكرى “استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام”، مضيفا أن ذلك يأتي بمناسبة “ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام”.

فيما أعلنت شعبة المتطوعين التابعة للأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة عن مجمل أعمالها في تقديم الخدمات للزائرين الكرام خلال مراسم إحياء ذكرى شهادة السيدة الزهراء(ع) – الرواية الثالثة – بمشاركة أكثر من 1000 متطوع قدموا من مختلف محافظات العراق.

وقال مسؤول الشعبة أحمد الزوركاني،  في تصريح لــ ( المركز الخبري ) “باشرنا وبتوجيه من الأمانة العامة للعتبة المقدسة بالتشرف بتقديم مختلف الخدمات الخاصة للزائرين في ذكرى استشهاد الزهراء ( عليها السلام ) من خلال مجاميع المتطوعين القادمين من مختلف المؤسسات والهيئات والمواكب الحسينية والمجتمعية في محافظات العراق المختلفة”.

وأوضح ” تم توزيع أكثر من 1000 متطوع الى الأقسام والشعب والوحدات ذات العلاقة في العتبة المقدسة والتي لها تماس مباشر في تقديم الخدمات للزائرين الكرام”.

وأضاف الزوركاني” تم رفد أقسام (حفظ النظام الداخلي، والشؤون الخدمية ، والسلامة المهنية والصحة والبيئة ، ووحدة دليل الزائرين ، وشعبتي النسوية والخدمية ، والكهرباء )، بالمتطوعين القادمين من محافظات ( البصرة ، وواسط ، والعمارة ، والديوانية ،  وذي قار ، والسماوة ، وبغداد ، فضلا عن النجف الأشرف )”.

ويقوم المتطوعون الذين يصل أعدادهم الى عشرات الآلاف بدور بنّاء في الزيارات التي تشهد توافدا مليونا وزخما ملحوظا للزائرين ، ولاسيما في زيارة الأربعين ، وبمختلف الأعمال التي تناط بهم حيث تتكفل العتبة العلوية المقدسة بتوفير احتياجاتهم من مبيت ومآكل حتى انتهاء الزيارة ومغادرة آخر متطوع .

وايضا أعلنت وحدة دليل الزائرين في العتبة العلوية المقدسة تكثيف جهود منتسبيها خلال زيارة شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لتقديم الخدمات لزائري مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الزيارة.

وقال مسؤول الوحدة صادق الخزاعي، لــ(المركز الخبري)، ان وحدة إرشاد الزائرين استنفرت جهود منتسبيها خلال زيارة شهادة الزهراء (عليها السلام) لاستقبال الزائرين الذين قاموا بتوزيع خرائط دليل الزائرين التي من شأنها تسهيل حركة الزائرين نحو المرقد العلوي المطهر والمدينة القديمة في النجف الأشرف وبلغات متعددة .

وأضاف ” من أجل تطبيق الخطة المعدة من قبل الوحدة وتوفير الكوادر  اللازمة باشرت الوحدة بإلغاء استراحات وإجازات منتسبيها بالإضافة إلى التنسيق مع شعبة المتطوعين، حيث تم رفد الوحدة بنحو( 20 ) متطوعاً ممن يتمتعون بالخبرة لتقديم الخدمات الإرشادية مختلف الزائرين العرب والأجانب وبمختلف اللغات .

المعزون يتوافدون الى العتبتان الحسينية والعباسية

بالسياق إحياءً لذكرى شهادة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) على الرواية الثالثة، أقامت شعبةُ الخطابة الحسينيّة التابعة لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، مجلسَ عزاءٍ حسينيّ يُعقد مساء كلّ يومٍ ويستمرّ لمدّة ثلاثة أيّام بحضور جمعٍ من الزائرين.

المحاضرة الدينيّة للمجلس ألقاها الشيخ شريف الناشئ الذي تطرّق من خلالها الى المظلوميّة الكبيرة التي لحقت بالسيّدة الزهراء(سلام الله عليها)، مستحضراً ما قدّمته من تضحياتٍ في سبيل الرسالة المحمّدية، وبعد ذلك ارتقى المنبر الشريف الملّا علي باشا لإقامة مجلس عزاء (اللطم).

الجديرُ بالذكر أنّ السيّدة الزهراء(عليها السلام) انفردت عن باقي الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، بأنّ لها ثلاث رواياتٍ لاستشهادها يقيمُ خلالها المؤمنون مجالس العزاء التي يستنيرون بها من ذكرها الطيّب، فهي قدوةٌ للنساء والرجال على حدٍّ سواء، ويكفيها فخراً أنّها أمّ أبيها كما وصفَها سيّدُ الخلق النبيُّ الأكرم محمّد(صلّى الله عليه وآله).

فيما شهد مرقدُ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافداً لمواكب عزائيّة من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة، وكان للنساء نصيبٌ كبيرٌ منها، حيث كانت هناك مواكبُ عزاءٍ نسويّة اشتركت في إحياء ذكرى شهادة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، التي ستوافق ذكراها يوم غدٍ الأربعاء (3 جمادى الآخرة 1441هـ) بحسب الرواية الثالثة لشهادتها (سلام الله عليها).

مواكبُ العزاء النسويّة اشتركت فيها عشراتٌ من الفاطميّات المعزّيات النائحات على مصاب قدوتهنّ حبيبة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وكانت بداية انطلاق الموكب من صحن حامل لواء حبيب الزهراء(عليها السلام) أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) باتّجاه مرقد أخيه أبي الأحرار(سلام الله عليه).

وقد شقّت هذه المواكبُ طريقَها عبر ساحة ما بين الحرمين الشريفين لتصل الى المرقد الطاهر لأبي عبدالله الحسين(عليه السلام)، وقد تعالت عند دخول ضريحه أصواتُ النحيب والعويل من قِبل الزائرين الذين جاءوا لتقديم التعازي مستذكرين ما جرى وحلّ بأمّ أبيها وحبيبة الرسول(صلّى الله عليه وآله) من ظلمٍ وحيف بعد فقدها أبيها(صلوات الله عليه)، وكيف قضت مقهورةً وفي قلبها غصّةٌ وغضب على كلّ مَنْ ظلمها وسلب حقّها.

رئيسُ قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية الحاج رياض نعمة السلمان، أوضح لشبكة الكفيل قائلاً: “إنّ لإحياء ذكرى شهادة السيّدة الزهراء(عليها السلام) أثراً بالغاً في نفوس محبّي وأتباع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وقد اعتدنا في مواسم العزاء الفاطميّ -على اختلاف رواياته- أن تتوافد مواكبُ عزاء نسويّة لتقديم العزاء والمواساة بهذه المناسبة الأليمة، وقد عمل قسمُنا على تحديد مسارات حركة المواكب النسويّة وفرد مساحةٍ لها في داخل الصحنين الطاهرين الحسينيّ والعبّاسيّ، وبما يحفظ انسيابيّة حركة المواكب منذ انطلاقها ولغاية اختتامها”.

الى ذلك تهافت المؤمنون منذ صباح اليوم نحو ضريحَيْ سيّد الشهداء وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، من أجل إحياء واستذكار شهادة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) في هذه البقعة الطاهرة وفقاً للرواية الثالثة.

وشهد صباح اليوم توافد عشرات المواكب العزائيّة الكربلائيّة لإحياء هذه الفاجعة الأليمة التي ألمّت بالمؤمنين جميعاً، كما تبعهم مئاتُ الزائرين الذين جاءوا من مختلف محافظات العراق لإحياء هذه الذكرى عند مرقدَيْ ولدها الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(سلام الله عليهما).

بدورها أعدّت العتبةُ العبّاسية المقدّسة وكعادتها في إحياء مصائب آل البيت المحمّديّ خطّةً خدميّةً وعزائيّة متكاملة خاصّة بهذه الذكرى الحزينة، حيث هيّأت الأماكن الخاصّة لإقامة الشعائر فضلاً عن العمل على انسيابيّة حركة الزائرين والمواكب، إضافةً الى إقامة العديد من المجالس العزائيّة في الصحن العبّاسي الشريف.

كما شهدت وستشهد ساحةُ ما بين الحرمين الشريفين إقامة عددٍ من المجالس العزائيّة التي تخصّ هذه الذكرى، ليكون المشهد مشهداً عزائيّاً يمتدّ من صحن المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين ولغاية الصحن الحسينيّ المطهّر.

هذا وتسابقت أقدامُ المواليات نحو سرداب الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة، لحضور مجلس العزاء الذي أقامته شعبةُ الخطابة الحسينيّة التابعة لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة.

إذ اعتادت الزائراتُ كلّ سنةٍ على حضور هذا المجلس الذي يُقام للسنة الرابعة على التوالي، والذي يكون على شكلِ مشاهدَ تمثيليّة مع توظيف دور الراوية في كلّ مشهد، إذ كانت الأحداث المرويّة مسندةً إلى كتبٍ تاريخيّة منتقاة ومنقّحة ومدقّقة لا تقبل الشكّ أو الريب.

شهد المجلسُ حضور عددٍ كبير من الزائرات ومن مختلف الأعمار، إذ استُهِلَّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ومن ثمّ مهّدت الراوية للمشاهد التمثيليّة، مستندةً بكلامها للمصادر التاريخيّة الرصينة وبأداءٍ يشدّ الحاضرات للحادثة.

وللتعرّف على المجلس عن كثب التقت شبكةُ الكفيل العالميّة بالسيّدة تغريد عبد الخالق معاونة مسؤول شعبة الخطابة، فتحدّثت قائلةً: “في ذكرى شهادة الزهراء(عليها السلام) على الرواية الثالثة التي تُعدّ خاتمة الروايات، نقيمُ مجلسَ عزاءٍ ومشاهد تمثيليّة تجسّد بعض الأمور التي جرت على الصدّيقة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، استذكاراً وترسيخاً للواقعة في نفوس الحضور”.

وتراءى الحزنُ واستفاق الألمُ وأجهشت ملائكةُ السماء بالبكاء لضلعِك المكسورِ أيّتها الصدّيقةُ الطاهرة، فلا فرحٌ بعد فقدِك ولا سرورٌ زار بيت المصطفى، بتعزيةٍ خيّم عليها طابعُ الحزن والأسى فلا زالت مواكبُ العزاء الفاطميّ، تفد لمرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) لتعزيته بذكرى استشهاد بضعة الرسول فاطمة “عليها السلام” وإحياءً هذه الذكرى العظيمة والفاجعة الأليمة عند مرقده الطاهر.

وذلك انطلاقاً من قول الإمام الصادق (عليه السلام): ‌‏(أحيوا أمرنا رحم الله من أحيى أمرنا)، ولتسليط الضوء على التضحيات الجِسام لسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) وبيان مظلوميّتها، إلى جانب الحثّ على التمسّك بمبادئ أهل البيت(عليهم السلام).

رئيسُ قسم المواكب والشعائر الحسينيّة في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية تحدّث لشبكة الكفيل عن هذه المراسيم قائلاً: “إنّ حركة ونزول مواكب العزاء في موسم الأحزان الفاطميّ أو ما يُصطلح عليه (محرّم الصغير)، تبدأ قبل أيّام من ذكرى الشهادة التي توافق اليوم الثالث عشر من جمادى الأولى، وتتواصل لما بعدها حتّى أيّام الرواية الثالثة التي نعيش ذكراها هذه الايام “.

العتبة العسكرية تقيم مراسيم التشييع الرمزي لنعش السيدة الزهراء

من جهتها اقامت الامانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة مراسيم التشييع الرمزي بمناسبة ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام).

مراسيم التشييع التي حضرها الامين العام للعتبة العسكرية المقدسة سماحة الشيخ ستار المرشدي ومسؤولو وخدام المرقد المقدس وجموع الزائرين الكرام والقوات الامنية ، توجهت بمسيرة عزائية من مجمع السيدة حكيمة الى المرقد الطاهر القيت فيها هتافات العزاء للائمة الاطهار (عليهم السلام) ، وصولا الى رواق الامام الهادي (عليه السلام).

 حيث اقيم مجلس العزاء المركزي والذي القى فيه الخطيب الحسيني سماحة الشيخ محسن الخزاعي ، محاضرة تضمنت مظلومية مولاتنا الصديقة الزهراء (عليها السلام) وقراءة مصيبة استشهادها وختم المجلس  بالدعاء لصاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف).

النهاية