شفقنا العراق-ردت وحدات من الجيش السوري على اعتداءات المجموعات الإرهابية المتكررة على الأحياء السكنية في مدينة حلب والمناطق الآمنة بريف إدلب ودمرت بضربات مركزة منصات إطلاق صواريخ ومدافع هاون لتلك المجموعات في ريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي وريف إدلب الجنوبي الشرقي.
واعتدت أمس المجموعات الإرهابية المنتشرة في الأطراف الغربية والجنوبية الغربية لمدينة حلب بالقذائف الصاروخية على حي السكري ما أدى إلى استشهاد 7 مدنيين وإصابة 15 آخرين بجروح.
وووجهت وحدات من الجيش اليوم ضربات مركزة بسلاحي المدفعية والصواريخ على مواقع التنظيمات الإرهابية وتحصيناتها في الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية للمدينة ما أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير منصات لإطلاق الصواريخ.
وواصلت المجموعات الإرهابية احتجاز المدنيين في مناطق انتشارها في إدلب ومنعهم من الخروج عبر الممرات التي تم افتتاحها في أبو الضهور والحاضر والهبيط واحتجازهم كدروع بشرية بالتزامن مع شن اعتداءات بالقذائف الصاروخية على قريتي أبو دفنة وتل خطرة بريف إدلب.
وذكرت معلومات من ريفي حلب وإدلب أن التنظيمات الإرهابية عمدت إلى زرع محيط الطرق المؤدية إلى الممرات الثلاثة بالألغام بالتوازي مع وضع السواتر الترابية ونشر القناصين على تلك الطرق لمنع مرور السيارات ولتخريب الطرق الفرعية والمؤدية إلى الممرات.
ولفتت وكالة سانا إلى استمرار الجهات المعنية بتأمين التجهيزات والإجراءات التي اتخذتها منذ أيام في الممرات الثلاثة لاستقبال الراغبين بالخروج حيث توجد سيارات الإسعاف ونقطة طبية وحافلات لنقل الأهالي وأمتعتهم موضحة أنه اليوم لم يستطع أي مدني الوصول إلى الممرات نتيجة الممارسات والاستهدافات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية.
وشهد ممرا الحاضر وأبو الضهور خلال الأيام الماضية خروج عشرات المدنيين قادمين من مناطق انتشار الإرهابيين بريفي إدلب وحلب إلى المناطق الآمنة التي طهرها الجيش من الإرهاب.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات من القوات المسلحة السورية صدت سلسلة من الهجمات في منطقة وقف التصعيد في إدلب شمالي البلاد، قتل فيها 50 مسلحا.
وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا يوري بورينكوف في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة: “تمكنت وحدات القوات المسلحة السورية من المحافظة على مواقعها. خلال صد الهجمات، تم قتل حوالي 50 مسلحا وتدمير سبع سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة ومفخخة”.
وأضاف أن 24 عسكريا سوريا قتلوا وأصيب 24 آخرون خلال اليوم الماضي في اللاذقية وحلب وإدلب وحماة.
وأضاف: “مساء امس، هاجم مسلحون باستخدام طائرة مسيرة، موقعا للقوات الحكومية السورية في منطقة أكاديمية الأسد في مدينة حلب، ما أسفر عن مقتل جنديين سوريين وجرح أربعة.
وتابع: “إجمالا، خلال الاشتباكات مع مقاتلي الجماعات المسلحة على مدار اليوم الماضي، قتل 12 وجرح 24 من جنود القوات المسلحة السورية”.
وأشار إلى أن المسلحين استهدفوا بالصواريخ والقذائف عددا من المناطق في محافظات اللاذقية وحلب وإدلب وحماة.
وقال: “خلال اليوم الماضي، تم تسجيل 62 قصفا من جانب الجماعات المسلحة الناشطة في أراضي منطقة وقف التصعيد في إدلب”.
وأوضح بورينكوف أن عدد الضحايا من جانب المدنيين في مدينة حلب نتيجة قصف الجماعات المسلحة منذ 14 يناير من هذا العام، بلغ 28 مدنيا إضافة إلى جرح 56 آخرين.
ما أهمية ريف حلب الغربي للجيش السوري؟
ويشكل ريف حلب الغربي أهمية كبيرة للجيش السوري، نظرا لموقعه الاستراتيجي الذي دفعه لارسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى خطوط تماس جبهاته لبدء عملية عسكرية، يباشر تمهيدها الناري، في أي لحظة.
وقال خبراء عسكريون ل “الوطن اون لاين” أن “أهمية ريف حلب الغربي تنبع من كونه يشكل عمقا استراتيجيا للأمن القومي السوري يصل حلب بأدلب ويقع على طريق عام حلب حماة، الذي يعد من أهم الطرق السريعة في البلاد ونص اتفاق “سوتشي” منتصف أيلول ٢٠١٨ على ابعاد الجماعات الإرهابية منه ووضعه في الخدمة أمام حركة المرور والترانزيت مع طريق عام حلب اللاذقية قبل حلول عام ٢٠١٩، كما يصل الريف الغربي للمحافظة وريفها الشمالي بريفيها الجنوبي والجنوبي الغربي وصولا إلى أرياف إدلب الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية”.
وأشار الخبراء الى “أن ريف حلب الغربي يعد شريانا حيويا يصل بين منطقتي “درع الفرات” شمال شرق حلب و”غصن الزيتون” في ريف المحافظة الشمالي، واللتان تحتلهما تركيا، إلى باقي مناطق هيمنة ميليشياتها وتنظيمات ارهابية أخرى في ريف إدلب الشمالي المتاخم لحدود تركيا الجنوبية، بالإضافة إلى امتلاكه نقاط عسكرية مهمة، منها الكلية الإدارية ومدرسة الشرطة ومقري الفوجين العسكريين ٤٦ و١١١”.
وأوضح الخبراء إلى “أن الريف يشكل خاصرة ضعيفة الأحياء الشرقية للمدينة التي يستهدفها ارهابيوه ويسقطون شهداء وجرحى على الدوام ويخلقون فيها حال من عدم الاستقرار، لاسيما من الناحية الاقتصادية، حيث تجاور منطقتا “الليرمون” و”الشقيف” الصناعيتان خطوط تماس المدينة مع الارهابيين عدا المدينة الصناعية في الشيخ نجار والتي تطالها قذائف الإرهاب في بعض الأحيان عدا تشكيل الريف تهديدا لمطار حلب الدولي الذي لا تزال حركته الجوية شبه مشلولة لوقوعه في المدى المجدي لبعض طرازات صواريخ الارهابيين”.
النهاية