شفقنا العراق-الأعمالُ الجارية التي يشهدها مشروعُ مجمّع أقسام العتبة العبّاسية المقدّسة، تشهد تقدّماً ملحوظاً في مفاصلها كافّة وبانسيابيّةٍ عالية وبعدّة خطوطٍ متوازية، لأجل إتمامه وفقاً للمدّة الزمنيّة والمخطّطات الخاصّة به، والذي بإنجازه ستُضاف مساحاتٌ خدميّة واسعة لزائري مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، لأداء مراسيم زيارتهم وأعمالهم العباديّة بكلّ سهولةٍ ويسر، ولكون أنّ أغلب أقسام العتبة العبّاسية المقدّسة هي داخل الصحن الشريف ممّا أدّى الى ضيق المكان، ونتيجةً لما تشهده العتبة المقدّسة من تطوّرٍ واسع وملحوظ في أقسامها العاملة فيها، جاء هذا المشروع نتيجة توسّع أعمالها واتّساع رقعة الخدمات التي تقدّمها للزائرين، هذا من جانب ومن جانبٍ آخر جعل هذه الأقسام في مكانٍ واحد.
رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ، بيّن لشبكة الكفيل أهمّ المراحل التي وصلت إليها الأعمال بهذا المشروع، فتحدّث قائلاً: “إنّ الأعمال الجارية حاليّاً هي أغلبها أعمال إنهاءات موزّعة على جميع مفاصل المشروع، وقد وصلت لمراحل متقدّمة وجميعُها تسير بخطوطٍ متوازية لأجل الانتهاء منه ضمن التوقيتات المتّفق عليها، لكن بالنتيجة فإنّ الأعمال متواصلة على قدمٍ وساق، وقد سخّر القسمُ لذلك جميع إمكانيّاته بالتعاون مع الجهة المنفّذة للمشروع وهي شركة طيبة لندن البريطانيّة للتجارة العامّة والمقاولات، التي بذلت هي الأخرى قصارى جهدها من أجل التغلّب على كافّة الصعوبات، وبدأت ملامح هذا الصرح العمرانيّ تظهر للعيان”.
يُذكر أنّ المشروع يُقام على مساحةٍ تقدّر بـ(1395م2) استُثمرت بصورةٍ عموديّة وبواقع عشرة طوابق، تبلغ مساحة الطابق تحت الأرضي (1100) متر مربّع وسيُستغلّ كمرآبٍ للعجلات، أمّا الطابق الأرضيّ فسيكون صالة استقبالٍ إضافةً الى مرفقٍ خدميّ، ومن الطابق الأوّل الى الثامن سيُستثمر لأقسام العتبة وبمساحةٍ تبلغ (1250) متراً مربّعاً للطابق الواحد.
ويخوض لواءُ أنصار المرجعيّة (لواء44/حشد شعبي) الذي يتّخذ من مدينة الحضر في محافظة الموصل قاطعاً له، عمليّاتٍ لتعقّب فلول عناصر داعش الإرهابيّة، والتي كثّفها في الآونة الأخيرة، ولأجل المساهمة في الوقوف مع هؤلاء الأبطال وتقديم الدعم لهم، انطلقت لجنةُ الإرشاد والدعم التابعة لقسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة بقافلة دعمٍ لهم، تنضوي ضمن جولةٍ تقوم بها اللّجنة في قواطع عمليّات الحشد الشعبيّ في محافظة الموصل.
مسؤولُ اللّجنة الشيخ حيدر العارضي بيّن لشبكة الكفيل طبيعة هذه الزيارة قائلاً: “ما زالت لجنةُ الإرشاد والدّعم التابعة لقسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، متواصلةً وبجهودٍ حثيثة واستثنائيّة في تقديم دعمها للمقاتلين من أبطال الحشد الشعبيّ في مختلف قواطع العمليّات، وذلك ضمن جدولٍ زمانيّ ومكانيّ أعدّته لهذا الغرض، وشملت به أغلب قواطع العمليّات سواءً في وقت المنازلة ضدّ عصابات داعش الإرهابيّة أو بعدها، وها هي اليوم تحطّ رحالها في محافظة الموصل لتمدّهم بما جادت به يدُ الخير والعطاء الهاشميّ من مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ولتؤطّر هذا العمل بشعار: (خدمتُكم شرفٌ لنا)”.
وأضاف: “قاطع عمليّات الحضر وبالتحديد لواء أنصار المرجعيّة هو واحدٌ من بين المحطّات التي شملتها جولتنا، وكان لنا لقاءٌ بآمر اللّواء السيّد حميد الياسري ومقاتليه، ونقلنا لهم خلال اللّقاء سلام ودعاء المرجع الدينيّ الأعلى (أدام الله عزّه وبقاءه)، وحثّهم على الالتزام بوصاياه في أخذ الحيطة والحذر من مكائد العدوّ الداعشيّ الغاشم، كذلك قمنا بإيصال سلام ودعاء إخوتهم في العتبة العبّاسية المقدّسة والقائمين عليها، فضلاً عن تزويدهم بموادّ وهدايا تبريكيّة من مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)”.
المقاتلون بدورهم قدّموا شكرهم وتقديةرهم للمرجعيّة العُليا على ما تقدّمه من دعمٍ معنويٍّ ولوجستيّ من خلال إرسال عدّة وفود من العتبات المقدّسة، مبيّنين أنّ دعم المرجعيّة الرشيدة يمنح المقاتلين حافزاً نفسيّاً يزيدهم إصراراً على القيام بالكثير من العمليّات الدفاعيّة والتعرّضية ضدّ أعداء العراق والإنسانيّة.
النهاية