خاص شفقنا-بيروت-
خرج المتظاهرون اليوم الأحد للتظاهر تلبية لدعوات أطلقها الناشطون أمس تحت اسم “أحد المحاسبة”.
واعتصم عدد من المتظاهرين امام منزل وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال محمد شقير في الحمرا، رفضا لتمديد عقود العمل في شركتي الخلوي ال “ام.تي.سي” و”الفا”، وهم ويرددون شعارات “لا تمديد ولا تجديد”.
وقد حصل اشكال بين المتظاهرين وحرس منزل الوزير محمد شقير.
وأمس اقفلت الطرق الداخلية المؤدية إلى منزل رئيس الوزراء المكلف، حسان دياب، بحواجز حديدية، وسط تواجد كثيف للقوى الأمنية.
كما اعتصم عددٌ من المتظاهرين اللبنانيين أمام عددٍ من المصارف في أكثر من منطقة، ضمن احتجاجات على سياسة المصارف وجمعية المصارف اللبنانية.
وهتف المتظاهرون ضد حماية المصارف للنظام المالي الذي وصفوه بالمتهالك، وأكدوا أن تظاهراتهم تأتي تضامناً مع المودعين، وضد مخالفات المصارف للقانون.
وعلى وقع أزمة اقتصادية خانقة، يودّع اللبنانيون عاماً ويستقبلون عاما جديدا، إلا أن الصورة في لبنان تغيرت، حيث غابت الاحتفالات الكبيرة والسهرات الضخمة عن ليلة رأس السنة.
صحيفة “ذا غارديان” The Guardian البريطانية قالت إن الأزمة اللبنانية السياسية والاقتصادية تتعمق، محذرة من أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية.
وأكد عضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” خليل حمدان أن “الأزمة التي تعصف بلبنان تتطلب التماسك الداخلي ووعي المرحلة في وجه الضغوط المتمادية الرامية الى تغيير وجه لبنان بوحدة شعبه وجيشه ومقاومته، في ظل وضع اقتصادي متراجع وسط مزيد من الضغوط على الليرة اللبنانية”.
واشار حمدان خلال ندوة أقامتها الحركة في شعبة شحور، الى انه “إذا تحدثنا عن الأزمة الداخلية بعيدا من الأطماع الصهيونية والضغوط الأمريكية نكون خارج السياق وخارج الموضع، لأن الضغوط تمارس علينا لتمرير صفقة القرن ولإرغام لبنان دولة وشعبا ومؤسسات للإلتزام بتلك الإملاءات، وكأن المطلوب اخضاعنا لعقوبات تجعل من لبنان دولة فاشلة وصولا لإنهاك الدولة وشعبها للنيل من صمودنا باستهداف المقاومة وسلاحها”. لافتا إلى ان “دولة الرئيس نبيه بري أول من طالب بتمثيل الحراك وأول من نادى بحكومة تكنو سياسية وهذا في مثابة رافعة أساسية للتفاهم على آليات الخلاص من الأزمة”.
من جهته أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم انه “اذا كان البعض حريصا على إعطاء الحقوق لاصحابها وفي أوقاتها فالحري بالحرصاء على الالتزام بالقانون والحقوق ان يستعجلواخطواتهم بإنصاف الناجحين في مجلس الخدمة المدنية وتوقيع مراسيمهم ليثق الناس بما يقول بعض المسؤولين مهما علت مواقعهم بعد ان انعدمت الثقة وضاعت الحقوق في غياهب المصالح الطائفية والمذهبية والحزبية”، مضيفا:”من هنا يبدأ بناء وطن العدالة والمساواة والكفاءة على حساب العصبيات البغيضة التي أوصلت الوطن الى هذا المستوى من الانحدار والانحطاط”.
وفي تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لفت هاشم الى ان “شباب الوطن يستحقون تقدير كفاءاتهم لا إذلالهم في مستنقع السياسات الساقطة التي أمسكت بالقرار وخربت البلاد وأرهقت العباد”.
من جانبه اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى انه “كم من مسؤولين سياسيِّين مولَعين بالسُّلطة فيَرفُضون تداولَها، وينهَجُون نهج الاقصاء والتَّفرُّد ويَعمَدون إلى القتل إمَّا الحسِّيِّ وإمَّا المعنويّ، وسلب الصِّيت الحسن، وتأجيج نار العداوة؟ من هذا المنطلق الجديد لمفهوم السُّلطة، ومن الزَّمن الجديد الذي أدخَلَ فيه الرَّبُّ يسوع البشريَّة، نرى وكأنَّ وطننا دخل منذ 17 تشرين الأوَّل الماضي في مخاضٍ لولادة “لبنان الجديد”. إنَّ تضحيات شباب وصبايا هذه الانتفاضة الوطنيَّة الإيجابيَّة، تُوجب إعطاءها قيمتها، لكي لا ندفع بهم الى اليأس من تحقيق آمالهم وطموحاتهم في رحاب الوطن، فتتحوَّل عندئذٍ إلى انتفاضةٍ سلبيَّةٍ هدَّامة. لذلك ها نحن نُكَرِّر التَّأكيد على مطلبهم في تشكيل حكومةٍ مستقلَّةٍ عن الأحزاب السِّياسيَّة، تَجمَعُ فريقًا متجانسًا من الأخصَّائيِّين الكفوئين والنَّزيهين، لوضع خطَّة إنقاذٍ وتنفيذها، تحت إشراف المجلس النِّيابيّ، الذي يُمثِّلُ كلَّ مكوِّنات المجتمع اللُّبنانيّ. لم يعُدْ لدينا المجالُ للمغامرة، فلا التَّاريخ ولا شعب لبنان المنتفض من أجل كرامته وحقوقه ولقمة عيشه يمكنهما أن يرحَمَا بعد الآن التَّلاعب بمصير وطننا وشعبه.
ولفت الراعي في عظة الاحد في بكركي إلى “إنَّنا جميعًا مدعوُّون إلى التَّجدُّد والعبور من زمن المحاصصات الطَّائفية إلى منطق دولة المواطنة الحاضنة للتَّنوُّع التي تَرفُضُ أن نتقاسَمَ الوطن ومقدّراته بإسم الميثاقيَّة، فهذه تَقُوم على الشَّراكة في تحقيق وحدة الوطن وخير شعبه بطريقةٍ خلَّاقة ومبدعة. فلبنان لا يُحكم لا بالغلبة ولا بالهيمنة، ولا بالمواجهة، ولا بحكومة اللَّون الواحد. بل يجب ألاَّ يَشعُرَ أيُّ مكوِّنٍ أساسيٍّ في لبنان بأنَّه مُقصًى أو مُهمَّشٌ. بل يجب استيعاب الجميع من أجل قيام الوطن اللُّبنانيّ بمؤازرة الجميع، وبنجاح الحكومة الجديدة في هذا المسعى”.
هذا واشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي بزي الى أن “لبنان يعيش أصعب المراحل السياسية والاقتصادية والمالية والحياتية، وهذا يتطلب من الجميع تحمل المسؤولية. نحن أمام فرصة ينبغي التقاطها من اجل تشكيل حكومة إنقاذية تمد اليد للجميع وتعمل على مكافحة الفساد وتنفيذ القوانين وتطبيق الإصلاحات”.
وخلال احياء حركة “أمل” ذكرى القيادي سعيد مواسي “طارق” وكوكبة من شهداء بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل باحتفال اقيم في النادي الحسيني، لفت بزي الى اننا “رفعنا الصوت من اجل حماية أموال المودعين والكشف عن الأموال المسحوبة والعمل على سن التشريعات المتعلقة باستعادة الأموال المنهوبة وتشكيل محكمة للجرائم المالية، ونطالب الجميع بضرورة تطوير الحياة السياسية والانتقال بها نحو الدولة المدنية والأخذ باقتراح كتلة التنمية والتحرير باعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة على قاعدة التمثيل النسبي”. وأضاف “قدمنا كل التسهيلات والتطمينات للشيخ سعد الدين الحريري، لكنه اعتذر ورفض التكليف، والآن أيضا نقدم للرئيس المكلف حسان دياب كل التسهيلات من اجل نجاح مهمة التأليف مع ابداء النصائح اليه بالتوجه مباشرة الى كافة القوى السياسية للوقوف عند رأيها”. مؤكدا أن “المجتمع الدولي والعربي يراقب مسارنا، وعلينا ان نتحمل المسؤولية بغض النظر عن حجم الضغوط والتحديات والملفات كي نحافظ على مصلحة وطننا وشعبنا واستعادة الثقة المفقودة”.
بدوره نشر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ياسين جابر عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من مقابلة له في تاريخ 28 تشرين الأول 2018.
وأرفق جابر الفيديو بتعليق اعتبر فيه انه “خلال السنوات الماضية حذرت كثيراً ورفعت الصوت، ولكن للأسف لم يكن أحد يريد الإستماع، وللأسف ما زالت القيادات السياسية تعيش حالة انكار. يجب ان نتحرك قبل فوات الأوان”.
هذا واكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أن الوضع اليوم في لبنان بلغ حدا كبيرا من الخطورة يحتم علينا جميعا ان نقوم بواجباتنا فنتحلى بالوعي والمسؤولية في مواجهة الاخطار، وواجبنا كلبنانيين ان نتضامن جميعا في كل بلدة ومنطقة من اجل دفع الاعظم ومنع التدهور والسقوط، وعلى الدولة واجبات اولها تأمين الأمن والرغيف والتعليم والإستشفاء، ولكن الدولة تخلت عن كل ذلك وضربت الإقتصاد والصحة والتعليم وحوّل بعض المسؤولين البلد لبنك يجمع الأموال من خلال تشجيع التعامل بالربى وأوصلوا البلاد إلى المأزق الذي نحن فيه، هؤلاء الذين اوصلوا البلد الى هذه الازمة خانوا الناس الذين انتخبوهم ولا اقول الجميع ولكن البعض منهم خططوا واوصلوا البلاد لهذا الوضع المتردي”.
وتوجه العلامة الخطيب خلال حفل تأبيني في حسينية بلدة لبايا الى اللبنانيين بالقول: “اننا مأمورون ان نحسّن العيش مع بعضنا البعض، وعلينا ان لا نعطي الاذان للذين ينفخون في بوق الطائفية والمناطقية والعشائرية والعائلية ، فهؤلاء لا يريدون خيرا للبنان، والكثير منهم سرقوا وطغوا وظلموا اهل مناطقهم”، ونحن نناشد المخلصين من ابناء الوطن ان يساعدوا على اخراج البلد من هذا الوضع، ولاسيما اصحاب الحل والعقد من المسؤولين، فاننا نناشدهم بتسهيل تشكيل الحكومة الانقاذية والاصلاحية وعدم وضع العصي في دواليب تأليفها، وعلى الحكومة الجديدة ان تنجز الاصلاحات المطلوبة وتنهض بالاقتصاد الوطني وتحسّن الاوضاع المعيشية.
من جهته أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “البعض يريد أن يزج المقاومة في ما لا تريده، لكن هو يريد أن يورطها وهي تريد أن تمارس دورا ايجابيا حتى لا يقع سقف البلد على الجميع، ومن يريد أن يخاف يجب أن يخاف من عدم تشكيل الحكومة، لأن هذا الأمر يؤدي إلى الفوضى، وعندما يذهب البلد إلى الفوضى سيتحكم به الأقوياء”.
وشدد رعد خلال احتفال تأبيني أقيم في بلدة يحمر الشقيف النبطية، على أن “دورنا الآن كمقاومة هو عبارة عن جدار يسقط ونحن نسنده ونحاول أن نرممه لكن هناك أشخاصا ما زالوا يدفشون هذا الجدار لكي يسقط فهذه قصتنا مع الحكومة التي تتشكل”.