خاص شفقنا-قال محلل سياسي ان المشاكل التي ظهرت في لبنان والعراق قد تزامنت مع انحدار النفوذ الأمريكي والإسرائيلي والسعودي في المنطقة وتصاعد النفوذ الإيراني أقصى مستواه، مبينا ان الضغوط التي تمارس هناك على تلك الدول لها علاقة بالضغوط التي تمارس على إيران بعد الاتفاق النووي.
وقال صهر الإمام موسى الصدر المهندس مهدي فيروزان في حوار خاص مع وكالة شفقنا عند الحديث عن مستقبل الاحتجاجات في لبنان بان التاريخ الحديث في لبنان يبرهن على انها كانت تعاني دوما من التوتر لكنها خرجت منها منتصرة وبعقلانية ذلك ان المفاوضات السياسية جارية دائما في لبنان، حتى في الحروب الداخلية كانت الشخصيات السياسية تجري الحوارات؛ في الحقيقة ان الحوار من ميزات لبنان ذلك ان جل الطرق المسدودة سياسيا واقتصاديا في الدول تحدث بسبب إغلاق أبواب الحوار، لكن هذا الأمر لا يصدق فيما يتعلق بلبنان، لهذا أرى بان السخط الشعبي يجد له الحل عبر الحوار ذلك ان لبنان تعد نموذجا في هذا المجال في المنطقة.
وفي معرض رده على تقييمه للتدخل الخارجي كما يذهب بعض المحللين بان لبنان تعد الباحة الخلفية لبعض الدول قال: ان الدول الأجنبية دائما ما تؤثر على القضايا اللبنانية كما ان مشاكل لبنان واللبنانيين سببها هو التدخل الخارجي لكن هذه المرة يبدو ان دار الفتوى السعودية قالت لسمير خطيب الذي كان من المقرر ان يتقلد منصب رئيس الوزراء بدلا من الحريري بانه عليه ان يرفض الأمر، قبل ظهور الاحتجاجات في لبنان كان للمقاومة حضور لافت في مجلس الوزراء والبرلمان وكان هناك تعاون بين حركة أمل والأحزاب التابعة لها وحتى بعض الأحزاب اليسارية التي تهيمن على البرلمان والرئاسة لكن تواجد إيران في سوريا قد أثار ردود الفعل لدى التيار اليمين أي السعودية وإسرائيل وحلفاءها إذ تم تخفيض مستوى اتخاذ القرار في جبهة المقاومة.
وأضاف: لما كان الحوار يشكل أساسا في لبنان فإنني أرى بانه لا فرصة لنشوب الحرب الداخلية حتى وان ازدادت الاحتجاجات والصراعات وان كانت تلك القضايا تشكل خطرا على لبنان لكن الحوار يمنع نشوب الحرب الداخلية ويجد البلد طريقا للسلام، كما أرى بان المشاكل اللبنانية تنتهي بالعقلانية.
هذا وقد شاهدنا بعد الاحتجاجات التي شهدتها لبنان اندلاع مظاهرات في العراق إذ يرى المحللون بان العراق ولبنان مختلفان في جانب النسيج السكاني والطائفي والسياسي على هذا ونظرا إلى تقسيم السلطة المماثل في البلدين المؤسس على المحاصصة هل يمكن القول بان البلدين مماثلان في هذا الجانب، يقول فيروزان عن هذا الأمر: ان المشاكل ظهرت في لبنان والعراق في فترة قد وصل النفوذ الأمريكي والإسرائيلي والسعودي فيهما إلى اقل مستواه، بينما بلغ النفوذ الإيراني هناك إلى أقصى مستواه. انني أرى بانه يجب إعادة النظر في جميع جوانب نفوذ الطرفين كنظرة إستراتيجية مستقبلية وإستراتيجية شاملة للبقاء في كل المجالات المؤثرة في المنطقة، ان هذه الضغوط التي تمارس هناك على تلك الدول لها علاقة بالضغوط التي تمارس على إيران بعد الاتفاق النووي انني أرى بان أمريكا وإسرائيل والسعودية تتبنى سياسة واحدة في التعامل مع الاتفاق النووي وهذا ما يعد اعترافا منهم بقوة إيران وذكاءها لهذا يحاولون إغلاق الطرق التي تطور الإستراتيجية الإيرانية فان ظهور المشاكل في العراق ولبنان وسوريا إضافة إلى الاتفاق النووي والضغوط الاقتصادية الممارسة على إيران تأتي للنفوذ الإيراني في المنطقة، كما تثير تلك الأفعال ردود فعل إيران، اننا أمام مستقبل مليء بالمشاكل، ولا يمكن الجزم بما تؤول إليه الأمور انني أرى بان التطورات التي ستظهر في المستقبل بدأت تتكون منذ الآن، مستقبل يكون لإيران حضور لافت فيه.
كما تحدث فيروزان عن الانتخابات الرئاسية في أمريكا ومدى تأثيرها على قضايا الشرق الأوسط وهل ستستمر التوترات في المنطقة في حال فوز ترامب في الانتخابات وهل ستأخذ التطورات طابعا إيجابيا أم لا؟ قال ان الشرق الأوسط أهم منطقة في العالم على هذا لن تخلو من المشاكل انني لم أصل إلى نتيجة مقنعة فيما يتعلق بسؤالكم وهو هل ستتغير السياسات بتغيير رئيس جمهورية أمريكا أم لا. قد تتغير الظواهر لكن الأسس تبقى كما هي انني أرى بانه يمكن التعامل مع ترامب أفضل من أوباما ذلك ان ترامب صريح في مواقفه، دائما ما يثار حديث في المنطقة حول الشخصية التي تتولى رئاسة الإدارة الأمريكية أرى ان الأمريكيين يراقبون تطورات المنطقة لكنهم لم يعلنوا عن سياساتهم إلا في حالات خاصة ومنها الانتخابات الرئاسية إذ يطبق الرئيس هناك الاستراتيجيات المعلنة، على كل فان التغييرات هناك لم تحدث بين عشية وأخرى، وإذا كان من المقرر ان يتم إحداث تغييرات في الاستراتيجيات فان الرئيس هو من يطبقها برأيي لو تأزمت الظروف في المنطقة لن يفوز ترامب في الانتخابات.
كما قدم اقتراحا للمسئولين في إيران بالقول: من الأفضل ان لا يتم الإعلان عن الإنجازات التي حققتها إيران في الدول الأخرى لان هذا الأمر يترك تأثيرا سلبيا على معنويات الشعب، على سبيل المثال عندما نقول بان سبعين بالمائة من أعضاء برلمان دولة ما ينتمون إلينا، يعد الشعب في تلك الدول هذا الأمر من قبيل المهانة والذلة، ويثير ردود الأفعال، كما ان القول باننا نمتلك قوة كبيرة في دولة ما فهذا يثير ردود الفعل فليست هناك دولة ما تريد إعطاء كرامتها بيد الآخرين ثم تتخذ الصمت، على المسئولين في إيران إعادة النظر في خطابهم وإذا ما تحققت نجاحات في دولة ما عليهم عزوه إلى شعبه.
النهاية