خاص شفقنا- بيروت-قطع عدد من المحتجين فجرا أوتوستراد جل الديب بالإتجاهين قبل أن يعمل الجيش اللبناني على فتح مسرب للسيارات على كل مسلك. وشهد الاوتوستراد عمليات كرّ وفرّ بين الجيش والمتظاهرين نتيجة محاولات فتحه، وأدّى ذلك الى اعتقال عدد من المتظاهرين، الا انه اعيد اطلاق سراحهم في وقت لاحق بعد ان كانوا قد اخذوا الى ثكنة صربا.
سياسيا، أفادت مصادر متابعة في بعبدا في حديث لقناة LBCI أن الاستشارات النيابية في موعدها والاتصالات مكثفة.
واشارت الى ان موقف وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل أعاد خلط الأوراق وعلى هذا الأساس تعيد الكتل النيابية درس الوضع لتحدد مواقفها.
واضافت المصادر: “الرئيس حدد موقفه من صيغة الحكومة وهو يرى أن مصلحة البلاد والتوازن هي في حكومة تكنوسياسية وأي شكل آخر للحكومة يطرحه من يكلف عليه أن يتفاهم بشأنه مع رئيس الجمهورية كما ينص الدستور”.
في المقابل، شددت أوساط بيت الوسط على أنها ليست في وارد السجال أو الرد على أحد لا سيما وأن موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري واضح ومعلن، وهو موقف يرتكز إلى قيام حكومة بمواصفات جديدة بعيدة عن منطق المحاصصة التقليدية وتحاكي الحراك الشعبي والمخاطر الاقتصادية والأعباء المعيشية ومواقف اصدقاء لبنان. ورأت أن تحميل الحريري مسؤولية حرق الأسماء مردود جملة وتفصيلا، وكذلك ايضاً بعض ردود الفعل التي اشتغلت على تحميل دار الفتوى والشخصيات الإسلامية مسألة الحق الحصري بتسمية الرئيس المكلف، “ولا يجوز بالتالي تغليف وجهات نظرها بأي استهدافات وأطر دستورية”.
وكان قد التقى رئيس الجمهورية ميشال عون، في قصر بعبدا، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، وعرض نتائج المؤتمر الّذي عُقد في باريس لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان. كما استقبل الرئيس عون وفدًا من مندوبي المؤسسات الدولية المهتمّة بالاستثمار في الأدوات المالية اللبنانية، وعرض لهم للواقع الاقتصادي الراهن والإجراءات المتَّخذة لتحسينه والخطة الاقتصاديّة الموضوعة.
وأكد عون أن “سنة 2020 ستشهد بدء اعمال التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية اللبنانية على أمل أن يصبح لبنان بعد ذلك من البلدان المنتجة للنفط، الامر الذي يعطي دفعاً ايجابياً للاقتصاد اللبناني ويحسن الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان”.
وفي كلمة له خلال استقباله وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ندى البستاني ووفد هيئة ادارة قطاع البترول، هنأ الرئيس عون اللبنانيين على هذا الانجاز الذي تحقق “بفعل الاصرار على الاستفادة من الثروة النفطية والغازية في المياه اللبنانية والذي تُرجم في اول قرار صدر عن مجلس الوزراء في اول جلسة عقدتها الحكومة بعد نيلها الثقة مع بداية ولايتي الرئاسية”.
ونوّه الرئيس عون بالجهود التي بذلتها وزيرة الطاقة والمياه ومن سبقها في الوزارة لوضع هذا الانجاز قيد التنفيذ.
من جهتها، أعلنت بستاني عن تسليمها رخصة بدء عملية الحفر للتنقيب عن النفط في البلوك رقم 4. وقالت بستاني في مؤتمر صحافي: “نتشارك اليوم سويًا لحظة مهمة في تاريخ لبنان لاطلاق اول خطوة تنفيذية في مرحلة الاستكشاف وهي إصدار وتسليم رخصة الحفر بأول بئر استكشافي في البلوك رقم ٤ لكونسورتيوم توتال ايني نوفاتيك”. وتابعت: “حفر البئر اليوم سوف تقوم به السفينة التابعة لشركة Vantage والموجودة حاليًا في مصر، وسوف تتوجه الى لبنان فور الانتهاء من هذه العملية”.
واعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة ان “أحد الخيارات المتاحة امام الدولة واللبنانيين للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان هو التوجه نحو القطاع الزراعي ودعم وتطوير هذا القطاع لتتحول الزراعة الى المرتبة الأولى في القطاعات الاقتصادية في البلاد بدل ان تكون في المرتبة الثالثة، واستقطاب الشباب للعمل والاستثمار في الزراعة وزيادة فرص العمل والدخل في المناطق الريفية”.
من جانبه اشار المفتي الشيخ أحمد قبلان إلى أن ما نعيشه وسط دعاية ممنهجة، ومدروسة، وظيفتها إرهابنا وتطويعنا على قاعدة الاستسلام السياسي، أو التجويع. خاصة أن من يقود مشروع تطويق البلد وبيئته المقاومة استفاد من لمّ مال الناس وجمعه بيد المصارف، ثم منع المال عن الناس والمؤسسات والكيانات المختلفة، ما يعني قطع البلد عن الخارج، وتهديد البلد بالإفلاس والجوع، موجهاً كلامه “للحراك المطلبي ولإخوة يوسف السياسيين، ممن تحوّلوا من متهمين طراز أول بالفساد إلى رواد إصلاح وصفات عابرة للدول الشريكة أصلاً بأزمة البلد وملفاته، نقول لهم: انتبهوا جيداً لأن البلد في القعر، ووضعه كارثي حقاً، وأي ضغط غير مدروس يعني نهاية الدولة، ودخول البلد لحظة فوضى تاريخية”.
بدوره أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، “ان التدهور السريع في الاوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية يؤدي بوطننا الى قعر الهاوية ما لم يتم اعلان حالة طوارئ انقاذية يتم خلالها حسم اسم الرئيس المكلف لتشكيل حكومة وطنية انقاذية تضع في اولوياتها اصلاح ما أفسدته سياسة إغراق لبنان في الديون وتقسيم الغنائم والمحصصات والصفقات المشبوهة والهدر ونسف صيغة الدولة الراعية والمنصفة على حساب المواطن الصالح، ولقد أسهمت الضغوط والاملاءات الاستعمارية والعقوبات المالية الجائرة في تفاقم ازماتنا وانهاك اقتصادنا حتى بتنا بين سندان الفساد ومطرقة المؤامرات الصهيو اميركية”.
هذا و أكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن “الحراك الشّبابي له ميزة قادرة على أن تُحدث التغيير والإصلاح، والانتقال من حالةٍ إلى حالة، إذا أحسن الشباب الإمساك بمفاصل الأداء الميداني، بما يحقق إنجازاتٍ محددة من دون أن نكون في إطار التعميم الذي لا يمكن أن يوصل إلى نتيجة. وأنتهز الفرصة لأحيي الشباب والشّابات الذين رفعوا رؤوسنا عالياً بالأمس، عندما واجهوا داعية ودعاة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، سواء في محاضرته في البلد، أو من خلال بعض الصور التي انتشرت في البحرين أو في أماكن أخرى، هذا يبيِّن أن الأزمة مهما كانت كبيرة على المستوى الداخلي، فهي لا تُنسينا أن عدواً اسرائيلياً يتربَّص بنا لينتهز الفُرص ويأخذ منا بالسلم والجوع ما لم يأخذه بالحرب”.
وخلال اللقاء الشبابي الحواري الذي أقامه إتحاد شباب العهد في المركز الصحي الاجتماعي لبلدية الغبيري، أوضح قاسم “أننا أمام أزمةٍ حقيقية، أزمة كبيرة طالت كلَّ بيتٍ في لبنان، مشيرا الى “اننا نعتبر أنَّ الحراك الشبابي هو صرخةٌ مؤثرة ومحفزة، وقد أيقظت النائمين وأخافت المستهترين، ورسمت طريقاً للمحاسبة لم يعد بالإمكان أن يخرج منه أحد بعد الآن.
النهاية