شفقنا العراق-أحيت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين فاطمة الزهراء “عليها السلام”، هذه المناسبة الأليمة التي أفجعت قلوب الموالين لأهل البيت “عليهم السلام” حيث أقيمت مجالس العزاء الفاطمي في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بمشاركة خطيب المنبر الحسيني فضيلة الشيخ جعفر الوائلي، وشهد البرنامج العزائي محاضرات دينية استعرضت المكانة الدنيوية والأخروية للسيدة الزهراء “عليها السلام” ، والبُعد الرسالي الذي رسمته بجهادها المرير وصبرها المستمد من قوة الإيمان وشدة الإخلاص.
كما تطرق فضيلته إلى عددٍ من القضايا الاجتماعية التي تهم المرأة المُسلمة ودورها الكبير ومسؤوليتها في النهوض بأعباء المجتمع، وأن تجعل من سيدة نساء العالمين “عليها السلام” ومنهجها المتكامل قدوة لها، وتساهم في رعاية بيتها وأفراد أسرتها.
وشهدت تلك المجالس العزائية مشاركة لرواديد العتبة الكاظمية المقدسة حيث صدحت حناجرهم بإلقاء القصائد والمراثي حباً وولاءً للسيدة الزهراء، بحضور الجموع المعزّية من زائري الإمامين الجوادين “عليهما السلام” الذين توافدوا لإحياء هذا المناسبة الأليمة.
وخفقت رايات الحزن من جديد إيذاناً ببدء الأيام الفاطمية الأليمة إنها ذكرى استشهاد بنت رسول الله وبضعته الزهراء (عليها السلام)، وبهذه المناسبة الحزينةوإحياءً لهذه الذكرى أقامت العتبة الكاظمية المقدسة محاضرة دينية للزائرات الكريمات من قبل خادماتها استذكاراً لهذه الفاجعة التي أدمت قلوب الموالين المحبين بعنوان: (مفردات بيانية من حياة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)) سَلطت الضوء على نفحات من سيرة حياتها الشريفة ومبادئها السامية ومواقفها العظيمة وتوصياتها السديدة وبيان الفوائد الكبيرة والآثار الإيجابية إذا ما طُبّقت بصورة فعلية وجدية من قبل أفراد المجتمع ككلّ، والحث على اقتفاء ذلك الأثر الثر لسيدة النساء (عليها السلام) والاهتداء بمنهجها القويم.
فيما اختتمت المحاضرة بالدعاء لصاحب العصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) بتعجيل الفرج، ورفع الغمة عن هذه الأمة، والدعاء بالأمن والأمان لبلدنا العزيز.
إكراماً للدماء الطاهرة التي نزفت في دروب التضحية والولاء والفداء ليرتقوا سُلّم المجد والشهادة والخلود من أجل العراق، الذين عقدوا العزم لبذل أرواحهم ومهجهم لإعلاء كلمة الحقّ والمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور، وبتوجيه من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري لدعم معركة الإصلاح الوطنية التي نادت بها المرجعية الدينية العُليا متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني “دام ظله الوارف”، شارك كوكبة من خدّام الإمامين الكاظمين الجوادين “عليهما السلام” مع إخوانهم في العتبة العسكرية المقدسة بالمسيرة التأبينية والتَشييع الرمزي لشهداء المظاهرات السلمية والاحتجاجات الشعبية التي شهدتها ساحة التحرير بالعاصمة بغداد حاملين رايات العراق، والراية المباركة للإمامين الكاظمين الجوادين “عليهما السلام”، حيث صَدحت حناجرهم بعبارات الحزن والمواساة، وانتهت تلك المسيرة بوقفةٌ احتجاجية طالبت بالتزام التوصيات والتوجيهات التي أكدت عليها المرجعية العُليا في النجف الأشرف في الحفاظ على سلمية التظاهرات، وتحقيق مطالب الشعب العراقي وطموحاتهم المشروعة وعدم تسويفها، وتحقيق الإصلاح في جميع مفاصل المنظومة الحكومية.
بعدها ابتهل المعزّون إلى المولى العليّ القدير وببركة الإمامين الجوادين “عليهما السلام” أن يتقبل منهم هذه القرابين، ويحتسبهم شهداء عنده، وأن يلطف بالبلاد والعباد .
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تواصل دعمها الإنساني واللوجستي، وتأييدها للتظاهرات السلمية لضمان حياةٍ حرة كريمة ومستقبلٍ لائق بأبناء الشعب العراقي الجريح الصابر.
النهاية