خاص شفقنا-بيروت-
لا يزال يوم الاثنين المقبل – موعد الاستشارات النيابية الملزمة- محل تساؤل لدى الاوساط السياسية، فالاجواء توحي باتفاق حول مختلف الامور، ان كان على صعيد عدد وزراء الحكومة من 24 وزيرا (18 اختصاصيا و 6 وزراء سياسيين) اضافة الى حقائب كل طرف مع مقعد وزاري للحراك الشعبي.
وعلى الرغم من الايجابيات الشكلية على مسار التأليف حتى الآن، فإن مصادر وزارية تبدي خشيتها من أن تكون الفسحة الزمنية الممتدة حتى الاثنين مفتوحة على سلبيات غير متوقعة، من شأنها ان تزيد الامور تعقيداً إذا حصلت، وبالتالي تعيد الامور الى السلبية الكبرى التي ستكون مُكلفة وترخي على البلد عموماً جواً غير محمود.
وقالت مصادر سياسية معنية بحركة الاتصالات: “على رغم من أن رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري أبلغ الى الخليلين انّه ليس في وارد ترؤس الحكومة، فإنّه لا يزال المرشح الاول، وفي اي حال يجب ان نراقب الشارع بنحو حثيث، خصوصاً انّ ثمة معلومات تؤكّد انّ تحرّكات تصعيدية يجري التحضير لها خلال نهاية الاسبوع، وتحديداً ما بين الاحد والاثنين، وجانب كبير من هذه التحرّكات يقوم بها مناصرون للحريري، سواء في بيروت او البقاع وطرابلس وما بين بيروت والجنوب”.
ميدانيا، ولليوم الثاني على التوالي، نفذ عدد من المحتجين اعتصامًا عند مدخل النافعة في النبطية، وسط انتشار أمني كثيف، على خلفية الاعتداء الذي تعرض له عدد منهم أمس، من قبل أصحاب مكاتب السوق، مؤكدين “رفض سياسة الهمجية التي تتبع من قبل البعض”.
كما أكد المعتصمون انهم مع “دخول الموظفين والمواطنين ولكنهم ضد دخول السماسرة”.
وفي البقاع، تحت شعار “يوم الرفض وإطلاق صرخة موحدة من البقاع”، توجه عدد من المعتصمين في البقاع إلى أمام سراي زحلة حيث قاموا بإقفال مدخلها بعلم لبناني كبير، معلنين “رفضهم للحكومة التكنوسياسية”، ومشددين على “ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط لإنقاذ الوضع الاقتصادي”.
أما حال الطرقات، فقد أفادت غرفة التحكم المروري ان جميع الطرقات سالكة باستثناء ساحة النور في طرابلس، كذلك اغلق اوتستراد الضنية.
كما أشعل محتجون الاطارات على مسرب واحد عند مفرق الكسليك، وعملت القوى الامنية على اعادة فتحه.
الى ذلك، كان قد أقدم محتجون ليلا، أطلقوا على أنفسهم “الجناح الثوري لصيدا تنتفض”، على وضع اقفال وسلاسل معدنية على البوابة الحديدية لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي في صيدا ورش الاقفال باللون الأحمر، وذلك “ردا على قيام المؤسسة بقطع المياه عن عدد من الأبنية والمنازل في صيدا لتأخرهم عن دفع فواتيرهم المستحقة”، وذلك بحسب ما جاء في بيان صادر عنهم.
وفي السياق، نفذ عدد من المعتصمين أمام وزارة الشؤون الاجتماعية وقفة تضامنية تحت عنوان “لن نسمح باغتيالنا فقراء”، مع أهل داني أبو حيدر وناجي الفليطي وبالتالي احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المواطن اللبناني.
سياسيا، طمأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفداً من مؤسسات مالية واستثمارية بريطانية ومصرف “مورغان ستانلي” الاميركي زاره في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم الى ان معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية ستكون في اولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها، مشيراً الى ان الحكومة السابقة انجزت تصوراً اقتصادياً ضمن خطة نهوض بالاقتصاد اللبناني، وتحويله من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج.
وقال الرئيس عون ان عملية التنقيب عن النفط والغاز ستبدأ في شهر كانون الثاني المقبل، الامر الذي سيضع لبنان عند بدء عمليات الاستخراج، ضمن الدول المنتجة للنفط والغاز.
البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وخلال ترؤسه رتبة السجود للقربان المقدس على نية لبنان في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال : “أصلي اليوم كي يواكب الرب التحضير للاستشارات النيابية، لتكون ناجحة ومثمرة، وتنطلق بالتالي مسيرة تشكيل الحكومة التي نتمنى أن تكون سريعة وعلى قدر توقعات الشعب والحراك المدني، أي حكومة تنال الثقة، حكومة حرة وفاعلة، وتتحمل مسؤولية النهوض بالاقتصاد اللبناني الذي وصل الى الحضيض”.
وفي خطبة الجمعة شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش، على ان كل محاولات إستغلال الحراك لم تنجح حتى الآن، ولم تستطع أميركا وأتباعها في الداخل أن يفرضوا شروطهم وأولوياتهم السياسية، وعجزوا عن تغيير المعادلة السياسية الداخلية، كما أن سياسة العقوبات والضغوط الإقتصادية والمالية، والتضييق على اللبنانيين من خلال التضييق على المصارف، والتلاعب بسعر العملة الوطنية، وقطع الطرقات، وإحداث الفوضى، وشلّ البلد، لم تجديهم نفعاً، بسبب قوة الموقف اللبناني، والصبر والثبات الذي تحلى به اللبنانيون في مواجهة الأزمة، وتمسكهم بالسلم الأهلي، وحفاظهم على السيادة الوطنية، ورفضهم الإستجابة للمطالب السياسية التي تضر بمصلحة بلدهم.
بدوره، رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب “ان اولى مهام الرئيس المكلف، استعادة ثقة المواطن المفقودة بدولته، فيتم اختيار وزراء اكفاء مشهود لهم بالخبرة ونظافة الكف من المؤهلين لمحاربة الفساد والحريصين على استعادة المال العام وحفظه، وعلى الحكومة الجديدة ان تعمم من خلال ممارستها ثقافة المواطنة التي تعزز روح الانتماء في نفوس اللبنانيين ليكونوا نواة صالحة لقيام الوطن المعافى القائم على مبادىء العدالة والمساواة”.
المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان اعتبر “أننا في أزمة مفتوحة، والبلد إلى مصير غير معلوم، بسبب منظومة سياسية اغتصبت حقوق الناس، وأدارت شؤون البلد بذهنية طائفية لعينة، قامت على تأمين المصالح الخاصة على حساب الوطن والناس، الأمر الذي أوصلنا إلى هذا الواقع المأساوي والمفخخ، للإسراع بالتوافق على حكومة (مهما يكن اسمها) تمتلك الكفاءة والمؤهلات التي تمكّنها من إحداث نقلة نوعية باتجاه التغيير الحقيقي والجذري، لأن البقاء في دوامة تقاذف المسؤوليات لا يوقف الانهيار ولا ينقذ البلد، حكومة نوايا وطنية شجاعة وإمكانيات وطنية شاملة وقضاء نزيه بلا ارتباطات سياسية”.
هذا وصدر عن المكتب الاعلامي في وزارة الطاقة والمياه البيان التالي: “يعمد بعض أصحاب المولدات الخاصة الى فرض رسم ثابت إضافي على التسعيرة التوجيهية التي تصدرها وزارة الطاقة والمياه، وعلى التلاعب بسعر الكيلوات المذكور في هذه التسعيرة، بحجة تغطية التكاليف الاضافية الناتجة عن فروقات سعر صرف الدولار.
ان وزارة الطاقة والمياه تطلب من المواطنين الذين يتعرضون لهذه الممارسات ابلاغ الجهات المختصة فوراً، وخاصةً وزارة الاقتصاد والتجارة، عن هذه المخالفات والامتناع عن دفع اي مبلغ يضيفه أصحاب المولدات على السعر التوجيهي الرسمي خاصةً وأن الوزارة قد سمحت لهم وبصورة موقتة بشراء حاجتهم من مادة المازوت من منشآت النفط في طرابلس والزهراني والدفع بالليرة اللبنانية، ما ينفي المزاعم عن أية تكاليف ناتجة عن فروقات سعر صرف الدولار”.
وأعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ان “لجنة المال اقرت موازنات الخارجية والثقافة والاعلام والبيئة والشباب والرياضة مع الغاء بعض البنود المتعلقة بجمعيات ومساهمات وسفر وتعليق بنود اخرى للجلسة الختامية مع التقارير المطلوبة”.
من جانبه أكّد رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري في تصريح له أن “الطبقة السياسية الحاكمة تتنافس وتختلف على تقاسم الحصص وتوزيع الحقائب في حين أن الطبقة العاملة وبقية المواطنين يرزحون تحت قساوة الأوضاع الحياتية والمعيشية ويعملون على تقاسم لقمة العيش في ما بينهم والتي يحصلونها بشق الأنفس وعرق الجبين”.