خاص شفقنا-بيروت-
تجري حركة اتصالات مكثفة بين “الثنائي الشيعي” ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، في محاولة لإقناعه بالعودة الى رئاسة الحكومة. وبحسب المعلومات، فإن لا شيء نهائياً قد تحقق حتى الآن، ولكن اجواء الثنائي توحي أنّ الابواب ليست مقفلة، وأنّ المفاوضات ستستمر لعلها تفضي الى إيجابيات خلال هذا الاسبوع.
وتشير المعلومات الى انّ صيغة حكومة التكنوقراط، وإن كانت مطروحة في الاعلام، كشرط يريده الحريري لعودته الى ترؤس الحكومة الجديدة، إلا انها في “الكلام الجدي” لا مكان لها على الاطلاق، مع التسليم بأنها صيغة هي الأعجز على إدارة دفة البلاد في ظل الأزمة المعقدة.
هذا وأعاد الجيش اللبناني فتح معظم الطرق في بيروت والمناطق بعد إقدام عناصر حزبية على قطعها ليلاً وبأسلوب منسقٍ مسبقاً حيث قُطعت طريق بيروت – الجنوب على الخط الساحلي، كما أقدمت عناصر حزبية على قطع طريق بيروت – البقاع بدءاً من ضهر البيدر وعمل الجيش على إعادة فتحها تباعاً.
وأعلن الجيش إلقاء القبض على 9 أشخاص في منطقة جل الديب (بمحافظة جبل لبنان) بعدما أقدموا على قطع الطرقات بواسطة كميات من الزجاج المكسور والزيت المحروق والمازوت وغيرها من المواد، وتسليمهم إلى الشرطة العسكرية لإجراء التحقيق معهم بإشراف القضاء المختص.
وأشار الجيش إلى أنه ألقى القبض أيضا على 4 أشخاص لقيامهم بأعمال شغب في منطقة الذوق (بمحافظة جبل لبنان) وتم لاحقا إخلاء سبيل 3 منهم فيما تم تسليم الرابع إلى الشرطة العسكرية كونه يحمل الجنسية السورية.
وفي بيروت قُطعت الطريق عند جسر الرينغ لبعض الوقت حيث احتشد أهالي المنطقة رافضين قطعها. وتدخلت قوات من الجيش وقوى الامن الداخلي للفصل بين المواطنين وقاطعي الطريق قبل أن يعود السير صباحاً الى طبيعته. كما أقدمت عناصر حزبية ليلاً على قطع الطريق في منطقة قصقص وفي منقطتي الشفروليه و جل الديب – انطلياس، وأعيد فتحها لاحقاً.
وشمالاً أفادت غرفة التحكم المروري عن قطع معظم الطرق الرئيسية والفرعية في طرابلس وعكار والضنية.
قطع الطرقات اسفر عن وفاة المواطن حسين شلهوب و شقيقة زوجته، وأصيبت ابنتُه بجروح في حادث سير مروّع على اوتوستراد برجا فجر اليوم، بعدما تفاجأ بالعوائق الموضوعة وسط الاوتوستراد بفعل قطع الطرق من قبل عددٍ من المحازبين في المنطقة.
وفي السياق، دان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيان، “بشدة الإعتداء الآثم على مواطنين أبرياء الذي أدى إلى استشهاد حسين شلهوب وشقيقة زوجته، واصابة إبنته التي تقبع في العناية الفائقة، أثناء توجههم إلى عملهم كسبا للرزق على الطريق الدولي بين الجنوب وبيروت، مطمئنين لوعد قائد الجيش بفتح الطرق وتأمين حرية التنقل للمواطنين”. واعتبر المجلس إن “هذا الإعتداء الهمجي والبربري الذي يتلطى خلف الحراك الشعبي والمطلبي، هو عدوان على كل اللبنانيين، في أمنهم واستقرارهم وتهديد للسلم الأهلي، ولقد سبق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن حذر من خطورة انفلات الأمور ووصولها إلى ما لا تحمد عقباه”.
هذا والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد مور في حضور السفير البريطاني في لبنان والوزير سليم جريصاتي، في اطار زيارة استطلاعية يقوم بها المسؤول البريطاني الى لبنان.
واكد مور بحسب ما نقلت عنه السفارة البريطانية ان ” مسألة اختيار القادة والحكومة هي مسألة داخلية لبنانية”.واكد دعم الاجهزة الامنية معتبراً أن لها “دور صعب ومنها حماية الاحتجاج السلمي واي عنف او تخويف هو امر غير مقبول على الاطلاق”.
من جانبه أكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفداً من اللقاء الوحدوي الاسلامي أن “تشكيل الحكومة هو القاسم المشترك بين الجميع على المستوى الشعبي والقوى السياسية ليبدأ الاصلاح ومعالجة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، ومن أجل تشكيلها لا يمكن الخضوع للشروط الأميركية، ولا يمكن استخدامها رافعة لخيارات سياسية مقابل أخرى، فالمطلوب أن تكون حكومة الانقاذ التي توقف التدهور المالي والاقتصادي، وتشرع لعمل إصلاحي واسع مترافقاً مع مواجهة الفساد وتمنع الاستغلال السياسي الخارجي لآلام الناس ومعاناتهم”.
واستنكر حزب الله بشدة الجريمة المروعة التي وقعت على أوتوستراد الجية صباح اليوم، وأسفرت عن استشهاد المواطن حسين شلهوب والمواطنة سناء الجندي اللذين قضيا احتراقاً داخل السيّارة التي كانا يستقلناها، والتي نجمت عن اعتداءات مليشاوية تقوم بها مجموعات من قطّاع الطرق تمارس أبشع أساليب الإذلال والإرهاب بحق المواطنين الأبرياء أثناء تنقلهم على الطرقات لقضاء حوائجهم.
ورأى الحزب إن هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف الشهيدين العزيزين هو بمثابة اعتداء على كل اللبنانين، وهو تهديد للسلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي، ولهذا ندعو الجميع إلى تحمل المسؤولية الكاملة وكشف هذه الجريمة الإرهابية ومعاقبة المعتدين.
وتقدم حزب الله من ذوي الشهيدين وخصوصاً ابنة الفقيد حسين شلهوب وأهلنا في الجنوب كافة بأحر التعازي والمواساة سائلين الله الرّحمة لهما وعلو الدّرجات ولأحبائهم الصبر والسلوان.
بدوره أكد عضو كتلة “كتلة التحرير والتنمية” النائب علي خريس خلال تقديم واجب العزاء بسناء الجندي التي قضت صباحا بحادث سير على طريق الجنوب أنه “لا يمكن لكل من يرغب من “الزعران” بقطع الطرق أن يقطعها ساعة يشاء”، مشيراً إلى أن “مسؤولية الاجهزة الامنية تأمين الطرقات وغير المقبول قطع الطريق ولن نسمح ولن نرضى بذلك”، لافتاً إلى “إننا مع الاعتصام والتظاهر السلمي في الساحات ومع المطالب المحقة ولا يحوز قطع طريق امام الناس”، مضيفاً “ما جرى على الرينغ من مسؤولية الاجهزة الامنية والدولة اللبنانية”.
من جهته أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن “قطع الطرقات من آية جهة كانت لا يمكن الا ان يؤدي إلى مشاكل وتوترات وسقوط ضحايا وانني ادين ما حصل بالأمس في وسط بيروت أو على طريق الجنوب وأتقدم بالتعزية لأهالي الضحايا .يجب الحفاظ على جميع الطرقات مفتوحة من اجل المواطن العادي الذي يجاهد في كل يوم من اجل لقمة العيش”.
هذا وأفادت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه بأن “نتيجة التحقيقات القضائية المجراة من قبل النيابة العامة العسكرية مع العقيد نضال ضو والمعاون الأول شربل العجيل على خلفية استشهاد الشاب علاء أبو فخر، وبنتيجة التحقيق معهما أوقف المعاون الأول المذكور بمذكرة توقيف وجاهية وتُركَ العقيد بسند إقامة رهن التحقيق”، مشيرةً إلى انه “تجدر بالإشارة إلى أن العقيد موقوف ويخضع للإجراءات التأديبية المناسبة التي اتخذتها من جهتها قيادة الجيش لنفس الموضوع”.