شفقنا-بيروت-
احيا لبنان اليوم في مقر وزارة الدفاع في اليرزة العيد السادس والسبعون لاستقلال لبنان في عرض عسكري بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وضع اكليلاً من الزهر على نصب شهداء الجيش.كما حضر الاحتفال رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري اضافة الى وزيري الدفاع والداخلية وقادة الجيش والاجهزة الامنية.
وقالت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن بعد العرض العسكري “هذا العرض هو عرض حكومتنا وجمهوريتنا ودولتنا ومن واجبي وشرف لي ان اكون موجودة فيه”.
بدوره، لفت وزير الدفاع الياس بو صعب في تصريح الى أن “مطالب الحراك محقة ويجب أن نعمل للمحافظة عليها ولكن هناك من يحاول استغلالها في السياسة وبالمفاوضات الحكومية”.
ميدانيا، شهدت ساحة الشهداء في وسط بيروت حضورا حاشدا في خلال العرض المدني الرمزي هو الاول ، تحت عنوان “كلنا للوطن” وتضمن العرض مرور العديد من الأفواج التي تنتمي الى العديد من القطاعات في المجتمع اللبنانية.
وصبيحة الإستقلال، أقدم مجهولون على حرق مجسّم قبضة اليد التي تمثّل “الثورة”، والمتواجدة في ساحة الشهداء.
وانتشر على مواقع التواصل الإجتماعي، معلومات تفيد بأن مجهول رمى مادّة مشتعلة وفرّ على متن دراجة نارية إلى جهة مجهولة.
وفي السياق شارك الحراك الشعبي في مدينة صيدا بالعرض المدني لمناسبة عيد الاستقلال، من خلال مسيرة مدنية شعبية انطلقت من ساحة الشهداء، وشارك فيها طلاب ومحامون وصيادلة وأطباء وممرضون ومهندسون وأساتذة وفنانون وصحافيون ونقابات عمالية وجمعيات كشفية وأهلية، وقد حمل المشاركون الأعلام اللبنانية وانطلقوا في مسيرة راجلة جابت شوارع المدينة على وقع أغان ثورية وهتافات داعية الى التغيير، وذلك باتجاه ساحة ايليا حيث سيجسد الحراك لدى وصول المسيرة علما لبنانيا كبيرا على مساحة الساحة.
وفي حملة تفاعلية، نشر الجيش اللبناني على موقعه، حملة لمناسبة عيد الاستقلال ال 76، شدد فيها على أنها “كانت مميزة هذا العام، خلافا للحملات التقليدية السابقة التي كانت تقتصر على ملصقات على الطرق تتضمن شعارا واحدا، وجاءت بشكل حملة تفاعلية مع المواطنين تشارك فيها الجيش مع أبناء وطنه، لتوجيه رسالة تختصر كل ما كتب وهي “دفاعا عن وطني لبنان”. وتضمنت الحملة ملصقا غير مكتمل كتب عليه “دفاعا عن….. لبنان”، وطلب من بعض الفنانين والمواطنين ملء هذا الفراغ بكلمة تعبر عن آرائهم ومطالبهم التي تعكس ما ينتظرونه من الجيش ان يدافع عن… لبنان”.
من جهته رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ان “ذكرى الاستقلال مناسبة وطنية تحفز فينا العزيمة للتمسك بعناصر الاستقلال ومقوماته التي تجعل من وطننا كتلة وطنية متراصة تواجه الضغوط والاملاءات الاجنبية، التي تريد ادخالنا في دائرة انتداب جديد تخضع فيه ارادتنا ومواقفنا الى مندرجات المشروع الصهيو اميركي، الذي يريد تخريب لبنان والدول العربية والاسلامية، خدمة لمصالح اميركا وكيانها الغاصب لفلسطين”.
وطالب الشيخ الخطيب اللبنانيين ب “وعي اخطار المؤامرة الخبيثة لبث الفتن في ربوعنا واغراقها في الفوضى الهدامة، بغية ارباك اللبنانيين واشغالهم بلقمة العيش واضعاف مؤسسات الدولة وادخال لبنان الرسمي في دائرة الفراغ”، كما طالب السياسيين ب “اسراع الخطى في تشكيل حكومة انقاذ اصلاحية، تبادر الى معالجة الازمة الاقتصادية والمعيشية، وتحد من التدهور الاقتصادي، وتحقق مطالب الحراك المحقة في قيام دولة منصفة يحكمها القانون والمؤسسات، يكون المواطن فيها هو المعيار وليس الطائفة، لاننا نريد ان يكون لنا وطن على حجم تضحيات شهدائه وصناع استقلاله”.
من جانبه أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة أن “الدولة تكون بكافة مرافقها ومؤسساتها وبرامجها ومشاريعها وأدوارها وأدواتها بخدمة ناسها وشعبها بعيداً عن الابتزاز والاحتكار والسلب والصفقات، بل يجب أن تتشكّل الدولة ومؤسساتها وفق مراد الله حيث تكون حاجزاً ضد الطمع الافتراضي والاستغلال الافتراضي لمن يحكم أو تتمكن يده من السلطة”.
شدّد قبلان على “وجوب حماية أصل مشروع الدولة أولاً، ومبدأ العيش المشترك، والسلم الأهلي، وتحويل المطالب الاجتماعية والحراك المطلبي إلى أداة إصلاحية قوية، على قاعدة الشراكة الوطنية، التي تضمن إقرار قوانين ومحاكم كفيلة بمنع الفساد ومحاسبة الفاسد، واسترداد المال العام، وتأكيد مبدأ من أين لك هذا. ودعا المفتي قبلان “إلى تأليف حكومة تكون بمستوى التحديات، وذات كفاءات عالية، وقادرة على الإمساك بزمام الأمور، واستعادة ثقة الناس، لأن الاستمرار بذهنية الترقيع والتسويف وسياسة المسكّنات لم تعد تجدي ودونها عواقب خطيرة، فالمتربصون والمتسلقون من كل حدب وصوب”.
وأضاف: “كما نقول لهذا الجيش إنك مسؤول عن أمن البلد، وأمن الناس، وواجبك الوطني يدعوك لأن تحفظ الأمن وتصون الاستقرار، فلا تتهاون ولا تتساهل في هذه المهمة، وكن حازماً في اتخاذ القرار والموقف الشجاع الذي يمنع قطع الطرقات، ويحمي السلم الأهلي ويحصنّه من الأيدي العابثة”.
بدوره لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة الى ان “السفير الاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان قدم دليلا اضافيا بعد كلام وزير الخارجية مايك بومبيو على حجم التدخل الاميركي السافر بالشأن اللبناني وقال بالحرف ما يحدث مرتبط بالمصالح الامريكية، ولم يخف ان اهداف اميركا في لبنان هي محاصرة المقاومة وتعطيل النهوض الاقتصادي الا بدفع أثمان سياسية وهدد اللبنانيين اما ان ينصاعوا للإرادة الاميركية واما عليهم ان يواجهوا الفوضى والانهيار”.
وقال: “لقد فشلت في السابق كل المحاولات الاميركية لجر اللبنانيين الى الفتنة بفعل وعي اللبنانيين وتمسكهم بالوحدة الوطنية ورفضهم للتدخلات الخارجية، واليوم اللبنانيون جميعا مدعوون للتعبير عن رفضهم للتدخل الامريكي بشؤون بلدنا والحفاظ على حريته واستقلاله”. وشدد على ان “لعبة الايقاع بين المقاومة والجيش وبين المقاومة وحلفائها انتهت وجربت سابقا وفشلت”.
هذا وتظاهر عشرات المواطنين امام مركز جمعية المصارف في بيروت، احتجاجا على السياسات المالية المتبعة في لبنان تحت شعار “لا استقلال قبل انهاء الاستغلال”، رافعين الاعلام الوطنية والشعارات المنددة بالفساد ومطلقين الشعارات المنادية باسقاط سياسة رأس المال.
وفي صيدا، قام المحتجون بتشكيل علم لبناني ضخم عند تقاطع “ايليا”، تحت شعار “للعلى للعلم”، لمناسبة عيد الاستقلال الوطني السادس والسبعين بمشاركة حاشدة من مختلف قطاعات المجتمع المدني، وذلك تتويجا لختام مسيرة شعبية، انطلقت من ساحة “الشهداء”، يتقدمها الكشافة والاطباء والمحامون والاساتذة والطلاب ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهم.
وعلى وقع النشيد اللبناني، شكل المشاركون العلم اللبناني وسط اجراءات أمنية للجيش اللبناني والقوى الامنية.