شفقنا العراق-متابعة-أعربت الأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى والجرحى خلال المظاهرات المتواصلة في العراق، وفیما أدانت فرنسا “أعمال العنف الخطيرة” ودعت إلى إطلاق “حوار سلمي وديمقراطي”، انتقد عدد من النواب، تصريحات عبد المهدي بشأن التظاهرات.
وبحسب بيان للامم المتحدة، الخميس، فان تقارير “مثيرة للقلق ترد عن استمرار استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين” في العراق.
وحث الأمين العام جميع الجهات الفاعلة على الامتناع عن ممارسة العنف والتحقيق بجدية في جميع اعمال العنف، مجددا ندائه من اجل اجراء حوار مفيد وهادف بين الحكومة والمتظاهرين.
من جهتها قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، إن باريس “تدين أعمال العنف الخطيرة التي جرت في العراق في الأيام الأخيرة”، مذكرة “بحق العراقيين في التظاهر بشكل سلمي”.
وأضافت أن “فرنسا تعبر أيضا عن قلقها من عمليات الترهيب والتهديدات التي يواجهها الصحافيون في العراق”، متابعة: “بعد سنوات من الحرب، بناء الديمقراطية العادلة والشاملة، يتطلب فتح حوار سلمي وديموقراطي”، مؤكدة أن فرنسا تشجع السلطات العراقية على “إجراء هذا الحوار وتطبيق الإصلاحات التي أعلن عنها للاستجابة للتطلعات الشرعية للمواطنين”.
نواب ينتقدون تصريحات عبد المهدي
انتقد عدد من النواب، تصريحات رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بشأن التظاهرات، ووصف احدهم انه مفصول عن الواقع.
وقالت المتحدثة باسم ائتلاف النصر النائبة آيات مظفر نوري، في تصريح صحافي، إن “حديث رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن عدم تمسكه بالسلطة غير صحيح، بل هو أثبت تمسكه بالسلطة، ورمى الكرة بملعب الكتل، فهو يعرف أنها غير قادرة على إيجاد البديل، لكن ربما تستطيع ذلك إذا قدم استقالته”، مبينة انه “متمسك بالسلطة”.
واضافت ان “خطاب عبد المهدي يبين أنه في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، وهذا الخطاب، والخطابات السابقة أو القادمة، لن تكون ذات جدوى، فهي خطابات بعيدة عن الإصلاحات ومطالب الشعب، وهذه الخطابات هي التي تسببت بغليان الشارع العراقي، لأن فيها استخفافاً بدماء الشهداء”، معتبرة أنّ “حكومة عبد المهدي فقدت شرعيتها منذ أول قطرة دم سفكت من المتظاهرين”.
فيما اكد القيادي في تحالف سائرون النائب علي مهدي، أن “خطاب عبد المهدي كان مضللاً، فهو يعرف السياقات الدستورية لإقالته؛ لا يوجد في الدستور إيجاد البديل وبعدها الإقالة أو الاستقالة، لكن ما يفعله ويقوله عبد المهدي دليل على تشبثه بالسلطة بشكل تعسفي، الحل حالياً استقالته أو إقالته، وكما أتينا بعبد المهدي نأتي بغيره”.
تابع ان “الحوارات مستمرة من أجل إيجاد البديل، لكن الكرد لديهم تمسك كبير بعبد المهدي، كما أنّ هناك أطرافاً أخرى داخلية وخارجية تريد تأخير الوقت حتى تنخفض ثورة الشعب، وهذا الشيء لن يتحقق”، معتبراً أن “العامل الداخلي العراقي بدأ يقوى، خصوصاً بعد انتفاضة الشعب في تشرين الأول”.
عضو التيار المدني طالب غيدان الياسري إن “الرجل مفصول عن الواقع”، في إشارة الى رئيس الوزراء، مشيرا الى انه “إذا سلمنا أنّه لا يملك حساباً على (فيسبوك) أو (تويتر) هل يعقل أنّه لا يشاهد التلفزيون ومشاهد القتل والقمع؟ وهل سمع بما حدث في كربلاء؟ وهل يدري بعمليات خطف الناشطين والاعتقالات؟ وهل يعقل أن وزير الصحة لم يبلغه بدخول أكثر من 270 جثة شاب بمقتبل أعمارهم إلى ثلاجات الطب العدلي؟”، مشیرا أنّ “التوقعات الأكثر قبولاً ومنطقية هي أن الرجل يعلم كل شيء لكنه متشبث بالسلطة ولا يريد تركها بسهولة وهو يسرد الحجج والذرائع لذلك”، وفقاً لقوله.
واعتبر الياسري أنّ حديث عبد المهدي “يؤكد ما يقال بالشارع اليوم عن أنّ مدير مكتبه هو الذي يدير دفة التعامل مع التظاهرات وليس هو”.
كما اكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث السورجي، “لدي معلومات دقيقة حول ما يجري من احداث خاصة في بعض المحافظات، حيث هناك من يسعى الى ادامة التوتر في البلاد”، مبينا أن “هناك دولا اقليمية ومجاميع ارهابية تسعى لاستمرار التوتر من اجل اسقاط الحكومة واحدث فراغ في البلاد، حيث ستستفيد من هذا الفراغ”.
وأضاف، “خلق التوتر الامني وتأجيج الشارع العراقي الذي تسعى له تلك الجهات، لايصب في مصلحة البلد ما ينبغي تدارك الموقف والخروج من الازمة الراهنة”.
بينما نقلت صحيفة “البناء” اللبنانية عن المصادر قولها، إن “تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول لبنان والعراق جاءت رداً على رفض رئيس الحكومة العراقية الاستقالة”، مضیفة أن التصريحات جاءت ايضا بعد “تمهّل الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في الاستشارات النيابية، وبالتالي تعطيل الحسابات والرهانات الأميركية”.
النهاية