خاص شفقنا- وقعت حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات ، يوم امس الثلاثاء على “اتفاق الرياض” من المفترض ان يضع حدا للقتال الدائر بين الجانبين في المحافظات الجنوبية من اليمن، وجرت مراسم التوقيع بحضور ولى العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايدوعبدربه منصور هادي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
وبموجب هذا الاتفاق ستعود حكومة منصور هادي الى عدن، على أن يتم دمج كافة المكونات العسكرية والأمنية، بما فيها التابعة للمجلس الانتقالي، ضمن قوام وزارتي الدفاع والداخلية، كما اتفق الطرفان على تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، قوامها 24 وزيرا، 12 وزير لكل طرف.
القتال الذي دار بين ميليشيات هادي وميليشات المجلس الانتقالي في آب/اغسطس الماضي، انتهى بسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي على مقر الحكومة في مدينة عدن، إضافة إلى مناطق جنوبية أخرى، واسفر القتال الذي استخدمت فيه كل انواع الاسلحة الثقيلة المئات من القتلى والجرحى،كما شهد جرائم بشعة ارتكبها الجانبان بحق انصار الجانب الاخر.
منذ ذلك الحين كان الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي يرفض التفاوض مع من ما اسماهم بالانقلابيين على الشرعية والذين قاموا برفع علم اليمن الجنوبي ، الا بعد ان تنسحب ميليشيات المجلس الانتقالي من عدن والمحافظات الجنوبية التي سيطر عليها وان تعترف بشرعية حكومته.
الملفت ان ميليشيا المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا لم تعر اي اهمية لمواقف هادي، واخذت تعزز مواقعها في عدن والجنوب بشكل عام، بعدتدخل الطائرات الاماراتية التي كانت تقصف مواقع ميليشيا هادي في الجنوب، دون ان تحرك السعودية ساكنا لدعم ميليشيات هادي، الامر الذي اكد حقيقة ان كل الذي جرى كان بتخطيط واشراف سعودي اماراتي.
الملفت ان السعودية والامارات شنتا الحرب على اليمن تحت ذريعة محاربة من اسمتاهما “الانقلابيين الحوثيين” واعادة الشرعية، الا انهما وبعد خمس سنوات من الحرب الظالمة على الشعب اليمني،تقومان الان بشرعنة الانقلاب والانقلابيين الجنوبيين الذين انقلبوا على “الشرعية” ، عبر السماح لهم بالتفاوض مع من يعتبروه “شرعية” وهو هادي ، بل انهم فرضوا عليه 12 وزيرا”انقلابيا” ، كما انهم اعترفوا رسميا بالميليشيات الانقلابية وجعلوها قوات ” شرعية” تعمل في اطار قوات هادي.
اذا كان حقا ان السعودية والامارات تهدفان من وراء “اتفاق الرياض” مصلحة اليمن واليمنيين، فلماذا لم تظهرا هذا الحرص مع انصار الله، الذين يمثلون الشارع اليمني افضل تمثيل ، والذين يرفعون لواء اليمن الواحد، لا كما ينادي المجلس الانتقالي الجنوي جهارا نهارا انه يهدف الى فصل الجنوب عن الشمال؟.
ان التطورات التي شهدها اليمن منذ خمس سنوات تؤكد حقيقة واحدة ، وهي ان السعودية والامارات دخلتا اليمن بهدف تقسيمه وشرذمة شعبه، ففوبيا اليمن الواحد الموحد لطالما ارق الدول الخليجية الثرية وفي مقدمتها السعودية، التي تعتقد ان الابقاء على اليمن ضعيفا متشظيا ، يصب في صالح امنها واستقرارها!؟
هذه الحقيقة بانت وانكشفت من الموقف الذي اتخذته السعودية من دعم الامارات الصارخ للانفصاليين الجنوبيين ، حتى انتهى بها الامر ان طردت هادي وحكومته من عدن، وهو موقف اكثر من كونه متفرجا، وبالامس بانت حقيقة هذا الموقف وبشكل لا لبس فيه عندما شرعنت السعودية بمساعدة اماراتية تقسيم اليمن، وجعلت حكومة هادي تحت رحمة الانفصاليين، الذين كان على السعودية محاربتهم ونزع اسلحتهم، فاذا بها تقدم لهم الجنوب على طبق من ذهب.
فيروز بغدادي