شفقنا العراق-متابعة-الاحتجاجات الشعبية تأخذ شكلا آخر في العراق، بعد أن أقدم متظاهرون على اغلاق العديد من المؤسسات الحكومية، فضلا عن طرق مؤدية لها بهدف تعطيل الدوام وتطبيق العصيان المدني.
ففي ذي قار، اغلق المتظاهرون عددا من مؤسسات الدولة في مدينة الناصرية أبرزها دوائر التربية والجنسية وشركة اور العامة ومديريات الماء والمجاري والبلديات والتقاعد والضريبة.
اما في ميسان، فقد اغلقت مجموعة من المتظاهرين أبواب جامعة ميسان، ووضعت لافتة كُتب عليها “جامعة ميسان مغلقة بأمر من الشعب”.
ولم يختلف الحال في النجف الاشرف، التي شهدت إغلاق مبنى مفوضية الانتخابات ومركز التدريب المهني ودوائر حكومية اخرى. وخط المتظاهرون على تلك المباني لافتات مغلق بامر الشعب ايضا.
من جانب اخر، قطع متظاهرون في بغداد بعض الشوارع استمراراً للضغط في تنفيذ “عصيان مدني”، دعوا الى تنفيذه في وقت سابق. كما شهدت محافظات الديوانية وكربلاء ومحافظات اخرى احداث مماثلة، إذا أقدم متظاهرون على قطع طرق مؤدية الى مؤسسات حكومية.
الاحداث الساخنة لم تقف عند حدود هذه المحافظات، فقد شهدت البصرة قيام عشرات الأشخاص باعتصام أمام ميناء أم قصر رافضين فتح الطريق. فيما اقدم محتجون اخرون على قطع طريق أبي الخصيب بالإطارات المحترقة.
ويرى سياسيون ان الاحتجاجات بدأت تأخذ مشاهد اخرى بسبب بطء الحكومة في إيجاد الحلول المنطقية التي يمكن من خلالها تهدئة الشارع الغاضب، مؤكدين أن التأخير في تلبية مطالب المتظاهرين قد يؤدي يوما بعد اخر الى مشكلات اوسع لا تنذر بخير.
بدورها أفادت وكالة “رويترز”، نقلا عن شهود عيان، بسماع دوي انفجار في العاصمة العراقية بغداد، مساء الثلاثاء، تزامنا مع استمرار المظاهرات المناهضة للسلطات في المدينة، مبینئ إلى أن سبب الانفجار غير معروف، كما لا توجد معلومات حول ما إذا أسفر عن سقوط ضحايا.
قائد عمليات بغداد يأمر برفع حظر التجول بالكامل
امر قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي برفع حظر التجول بالكامل من العاصمة بغداد بعد الالتماس والتعاون بين القوات الأمنية والمواطنين.
وكان عمليات بغداد فرضت حظراً للتجوال مع تصاعد التظاهرات الشعبية يبدأ من الساعة 12 ليلاً وحتى السادسة صباحاً، ولم يمنع الحظر المواطنين بالتظاهر طيلة أيام فرضه.
كما افاد مصدر امني، إنه “تم تسجيل حالات اختناق نتيجة ضرب قنابل مسيلة للدموع عند جسر الاحرار، مضيفا أن “هنالك حالات اختناق اخرى اسفل جسر الجمهورية”.
من جانبه نفى الناطق باسم وزارة الداخلية العميد خالد المحنا “وجود شهداء أو جرحى في أم قصر وهناك محاولات عن طريق الوجهاء لحل الأمر دون اللجوء الى القوة”، مشیرا “هناك من استخدم الأسلحة النارية من المتظاهرين وتم إصدار أوامر قبض بحقهم”.
وقال المحنا “متفائلون في حل الامور” مبينا ان “قوات الشرطة ملتزمة بعدم حمل السلاح بوجه المتظاهرين”، لافتا الى ان “قطع الطرق وإجبار المواطنين على الخروج من دوائرهم انتهاك صارخ وسيتم التصرف بحق تلك المجاميع وفق مذكرات قبض”.
فيما أعلن قائممقام القرنة بمحافظة البصرة محمد ناصح، ان “عددا كبيرا من المعتصمين انسحبوامن امام مدخل حقل مجنون النفطي شمال شرق البصرة بعد تحديد مهلة 10 أيام لتحقيق المطالب التي تم رفعها الى وزير النفط والنظر فيها”.
واضاف ان “وزير النفط قد ارسل الى المتظاهرين وفدا من شركة نفط البصرة لتسلم ورقة مطالبهم وارسلها الى مقر الوزارة للاطلاع عليها واتخاذ الاجراءات المناسبة”.
يونامي: مقتل 97 شخصاً والآف الجرحى في تظاهرات العراق
أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق {يونامي}، عن إحصائية لضحايا التظاهرات الجارية في البلاد من الأول من تشرين الاول الجاري.
وقالت يونامي في بيان، ان “المظاهرات الحالية تسببت في مقتل 97 شخصا على الأقل وآلاف الجرحى”.
من جهته قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للجزيرة دو جاريك، ان الامين العام انطونيو غوتيريش “صُدم من عدد القتلى ومستوى العنف الكبير في العراق” الذي يشهد احجاجات شعبية منذ الأول من تشرين الأول الماضي.
وقال دو جاريك في تصريح صحفي ان “بعثة الأمم المتحدة في العراق أصدرت تقريرا يرسم صورة قاتمة لما يجري في العراق”، مضیفا ان “تقرير بعثة الأمم المتحدة في العراق أوضح أن قوات الأمن تستخدم القوة المفرطة في فض التظاهرات”، متابعا “على مختلف حكومات دول العالم الاستجابة لمطالب المتظاهرين”.
العدل تعلن تشكيل لجان لزيارة المحافظات وتلبية مطالب المتظاهرين
أعلنت وزارة العدل، عن تشكيل لجان مع الجهات ذات العلاقة لزيارة المحافظات والوقوف على احتياجاتها بما يخص الدوائر العدلية والملفات المهمة الاخرى، وذلك تنفيذا للحزم الاصلاحية التي اعلنت عنها الحكومة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة ثاثر الجبوري في بيان إن “الوزارة وتنفيذا لتعليمات رئاسة الوزراء بشأن حزمة الاصلاحات التي اطلقتها الحكومة المتعلقة بمطالب المواطنين، شكلت لجانا مع الجهات ذات العلاقة لزيارة المحافظات واللقاء مع الاهالي وشيوخ العشائر والاكاديميين للاطلاع على احتياجات محافظاتهم بما يخص الدوائر العدلية والملفات المهمة الاخرى ذات العلاقة”.
وأضاف الجبوري، أن “هذه اللجان اعدت برنامج عمل لزيارة جميع المحافظات بما فيها المناطق المحررة، وتسلمت مطالب عدة من خلال لقائها بالمحافظين والمسؤولين البلديين”، مبينا ان “المطالب تضمنت دعم عمل المحافظات المحررة في ملفات عديدة منها ملف اعادة الاعمار والاستقرار و تسهيل إجراءات ملف التعويضات البشرية والمادية للمشمولين بقانون ضحايا الارهاب والعمليات العسكرية رقم 57 لسنة 2015 من ابناء هذه المحافظات، لاسيما الذين تضررت بيوتهم نتيجة الاعمال التخريبية لعصابات “ داعش” الارهابية، وكذلك دعم ملف اعادة النازحين”.
هذا وأشادت وزارة النقل، إن “العمل في ميناء خور الزبير يسير بوتيرة تصاعدية وذلك لوعي أبناء المنطقة بأهمية عمل الموانئ، وان عمليات الإرساء والإقلاع مستمرة حيث استقبل الميناء خمس بواخر تجارية عملاقة كما أن أعمال الشحن و التفريغ تجري بانسيابية عالية”.
وأضافت، أن “أبناء البصرة الفيحاء من المتظاهرين وبالاخص منطقة خور الزبير الذين اثبتوا وطنيتهم واخلاصهم لبلدهم من جديد عبر ما أبدوه من شعور عالي بالمسؤولية تجاه موانئ العراق، مؤكدين أن التظاهر والمطالبة بالحقوق حق مشروع ومطلب دستوري لكافة أبناء الشعب على أن لا يمس اقتصاد وسمعة البلد ومؤسساته او يؤثر على وصول الحاجات الأساسية لأبناء شعبنا الكريم”.
النهاية