خاص شفقنا-يرى أستاذ الحوزة العلمية في قم، الشيخ كاظم قاضي زادة، بأن الدور الأبوي لسماحة آية الله السيستاني يعد مهماً للأحزاب والتيارات السياسية والدينية المختلفة في العراق إضافة إلى أنه يعرف كل شيء عن الأحداث التي تجري في العراق وهذا الأمر يكتسب أهمية قصوى قائلاً: برهنت مواقف سماحة آية الله السيستاني دام ظله أنه وبدلا من أن يكون مدافعاً عن الحكومة؛ يدافع عن الشعب والمستضعفين والناس العزل، كما ينظر كل أتباع الأديان والتيارات السياسية والأحزاب الدينية إلى مواقفه بنظرة إيجابية.
وقال حجة الإسلام والمسلمين كاظم قاضي زادة في حوار مع وكالة شفقنا عند الحديث عن دور سماحة آية الله السيستاني دام ظله في الأحداث الأخيرة في العراق والأزمة التي يواجهها العراق: في الأحداث التي يشهدها العراق وما يجري في يومنا هذا يبدو أن لسماحة آية الله السيستاني دام ظله دوراً بارزاً وكما نرى بأنه وبحكمة وعقلانية قل مثيلهما، يحاول متابعة الأحداث منطلقاً من مبدأ العدالة.
وأضاف قاضي زادة بالقول: يبدو أنه في هذه الفترة هناك قضية جوهرية يركز عليها سماحته وهي أن دعم النظام العراقي من جهة ودعم مطالبات الناس الحقة والدفاع عنهم في مواجهة الظلم وضعف المسئولين من جهة أخرى يتعارضان، وسماحته وخلافا لما يذهب إليه البعض، يريد الحفاظ على الاستقرار الحكومي والدفاع عن حقوق الناس، كما إنه يرى بأنه يجب دعم الناس في مواجهة الظلم وضعف المسئولين.
الأستاذ في الحوزة العلمية تحدث عن مواقف سماحة آية الله السيستاني دام ظله الصارمة في دعم الناس وأكد إن دعم السيد السيستاني للشعب تجلى في تأكيده على عدم وقوف الحكومة بوجه المظاهرات الشعبية ويجب أن تكون المظاهرات سلمية وفي الوقت نفسه وبدلاً من اتهام المتظاهرين بتلقيهم دعماً أجنبيا أو اعتبار الشعب جهلة وبدلاً من اتخاذ موقف مساند للحكومة في مواجهة الناس، اعتبر سماحته أن مطالبات الشعب مشروعة وألزم الحكومة بتلبية مطالب الشعب وحلحلة المشاكل في أقرب وقت.
كما أضاف إن دعم سماحته يعد من القضايا الجوهرية والمهمة ومثل هذا الدعم يأتي استمراراً لدور العلماء التاريخي وبرهنت مواقفه على أنه وبدلا من الدفاع عن الحكومات يدافع عن الشعب ويدعم المستضعفين.
وشدد قاضي زادة على أن دور سماحة آية الله السيستاني في العراق هو دور أبوي، فهو ينظر إلى كل الطوائف والأديان والأحزاب نظرة أبوية ولا فرق في ذلك أن تكون الأحزاب شيعية أو سنية، كما أنه طالب كل الأحزاب عدم استغلال اسمه في المظاهرات حتى لا تدخل المرجعية في الصراعات لأنها أعلى من الأحزاب والتيارات والانتماءات.
وصرح: نرى في يومنا هذا وما عدا القليل من الأشخاص الذين لم يستوعبوا مواقف سماحة آية الله السيستاني، تنظر كل الأحزاب وحتى أتباع الأديان الأخرى إلى مواقفه بنظرة إيجابية فإنه يذكرهم بأخطائهم كلما اقتضت الضرورة هذا ويجب التركيز على الدور الأبوي لسماحته.
وأكد على مواقف السيد السيستاني المستقلة والقوية في الأزمة التي تجتاح العراق بالقول: إن مواقفه مستقلة فهي لا تأخذ بنظر الاعتبار مواقف الدول الداعمة أو المعارضة للعراق.
واستطرد قاضي زادة قائلاً: حتى لو كانت دولة ما تستغل الحراك الشعبي فهذا لا يعد سبباً في عدم تقديم سماحته الدعم للشعب، فان مواقفه تأتي لمواجهة مؤامرات الشعب أو الفتن التي تقوم بها، وهذه الفتن لا تؤدي إلى تخليه عن دعم مطالبات الشعب أو مطالبته الشعب بتجاهل حقوقهم.
وصرح: صحيح أن الأعمال التخريبية والفوضى لم ولن تحظى بدعم سماحته لكن هذه القضايا تختلف عن مشاركة الناس ومطالبهم الشرعية وخروجهم إلى ساحات المدن، وإن سماحته يركز على هذه القضايا.
وأشار أستاذ الحوزة العلمية إلى معرفة سماحة آية الله السيستاني بخبايا الأمور بالقول: لو نظرنا إلى مواقفه لعرفنا بأنه على علم بكل القضايا التي تجري في العراق ويتخذ مواقف دقيقة، ولا شك بأن معرفة الأمور هي من القضايا المهمة وإن معرفة سماحته بالأمور واضحة للجميع وكل من التقى بسماحته قد اعترف بعمق معرفته بقضايا العراق وحتى دول الجوار مثل إيران والقضايا التي تجري في العالم الإسلامي، وفيما يتعلق بالعراق بشكل خاص أنه يعرف كل الأحزاب والتيارات وتأتي مواقفه الدقيقة بوحي من معرفته بالأمور.
وختم حجة الإسلام والمسلمين قاضي زادة حديثه بالقول: إن إرشاداته ومواقفه تعد ضرورة للمجتمع العراقي والإسلامي ونأمل أن يستفيد المجتمع الإسلامي منه ومن مواقفه الصائبة والدقيقة، وخاصة العراق، حتى تتمكن من السير نحو التطور والعدالة بقيادته المعنوية شعبا وحكومة.
النهاية