خاص شفقنا-بيروت-
خرج المتظاهرون في لبنان، اليوم الأحد، في عدد من المدن إثر الدعوات التي تبناها ناشطون لتنظيم احتجاجات حاشدة بهدف الضغط من أجل البدء بمشاورات نيابية لتشكيل حكومة كفاءات.
وتداعى اللبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تنظيم مظاهرات حاشدة اليوم، تحت عنوان “أحد الوحدة”.
ودخلت الانتفاضة في لبنان أسبوعها الثالث، في ظل انتظار نتائج مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، ولا تزال الدعوات قائمة لعدم مغادرة الشارع حتى تحقيق كلّ المطالب.
إلى ذلك، غص محيط قصر بعبدا بحشود التيار الوطني الحر الداعمة للرئيس ميشال عون في مسيرة الاصلاحات التي وعد بها، حيث رفعت اعلام التيار بالاضافة إلى الاعلام اللبنانية وصور الرئيس عون والوزير جبران باسيل. كما نظّم قطاع الانتشار في التيار الوطني الحر، وقفات تضامنية مع لبنان في مختلف أرجاء العالم، دعمًا لرئيس الجمهورية ميشال عون.
وتوجّه رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى المتواجدين في التظاهرة الداعمة له على طريق قصر بعبدا، قائلًا: “يا شعب لبنان العظيم، جئتم اليوم تجدّدون العهد، أهلًا وسهلًا وأنا على العهد والوعد”، لافتًا إلى أنّ “حقوق الشعب مفقودة، وفُقدت الثقة بالدولة وهذه مشكلة كبيرة، وعلينا إعادة الثقة بالدولة”.
وأكّد في كلمة له من قصر بعبدا، أنّ “الساحات كثيرة ويجب ألّا تكون ساحة ضدّ أُخرى، ومظاهرة ضدّ مظاهرة لأن الساحات الجديدة بحاجة إلى دعم”، مركّزًا على أنّ “الفساد “مشلّش” في الأرض منذ عشرات السنوات، ولن يذهب بسهولة إلّا إذا بذلتم الجهد اللازم”.
بدوره لفت رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، إلى “أنّنا كما تواعدنا في 13 تشرين الأول الماضي، نلتقي اليوم على طريق “بيت الشعب” لنبدأ بتحرّك شعبي، لأنّنا لا نستطيع تحقيق التغيير وحدنا، وبات من اللازم مشاركة الناس معنا”، منوّهًا إلى “أنّنا قلنا يومها إنّنا نريد “قلب الطاولة”، لكن الناس سبقتنا وقلبت الطاولة”. وبيّن “أنّنا كنّا حذرنا شركاءنا أننّا سنصل إلى هنا، وأعطينا فرصة إلى 31 تشرين، لكن المواطنون سبقونا وبدأوا”.
وأوضح باسيل أنّ “بقدر ما شعرت بالغضب الصادق من قبل أكثريّتكم، شعرت بالظلم الّذي أتعرّض له من أقليّة بينكم، ومن حرصي على نجاح ثورتكم أقول إنّ الثورة هي انتفاضة على الظلم إنّما الثورة لا تظلم وإلّا تكون سقطت وانتهت، وليس عدلًا أن ننظلم مرتين: مرّة من رموز الفساد ومرّة من ضحايا الفساد”.
ورغم المخاوف من انهيار الاقتصاد اللبناني، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إنه “لن يكون هناك إنقاذ للبنان إلى حين تطبيق الإصلاحات”، مضيفا: “كان يتوجب عليهم القيام بإصلاحات، وكان لديهم وقت طويل للقيام بذلك وبطريقة ما لم يتمكنوا من القيام بذلك”.
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن المصارف اللبنانية نجحت، خلال يومين مدعمين بساعات عمل إضافية، في استيعاب الموجة المرتقبة مسبقاً للسحوبات النقدية والمعززة بحجم العمليات المتراكمة جراء الإقفال المتواصل لأسبوعين متتاليين.
وأعلن سليم صفير، رئيس جمعية مصارف لبنان، أن البنوك اللبنانية لم تشهد “أي تحركات غير عادية” للأموال يومي الجمعة والسبت الماضيين، بعد أن ظلت مغلقة لمدة أسبوعين بسبب الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، بينما أكد مصرفيون، أن البنوك تحركت بشكل غير رسمي لتشديد قيود تحويل الأموال، لتجنب هروبها في ظل الاضطرابات الحالية التي يشهدها لبنان.
من جهته شدد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب فادي علامة في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي على ان “إعتماد العملة الوطنية كأساس للتداول هي من أولى واجبات الحكومة العتيدة التي عليها واجب فرض ومراقبة الإلتزام بذلك ، وتقديم مشاريع القوانين الضرورية لفرض هذا الإجراء إذا لزم الأمر”.
هذا وأعلن محافظ مصرف الإمارات المركزي مبارك راشد المنصوري إن البنك يدرس تقديم مساعدات للبنان وإنه سيرفع توصية إلى قيادة الدولة الخليجية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المنصوري قوله انه “لا يوجد اتفاق على أمور محددة وأنه يأمل ان يتحسن الوضع في لبنان الذي يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية بين 1975 و1990 وسط احتجاجات تعم البلاد”.
ودعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “لتشكيل حكومة حيادية توحي الثقة لشعبنا وقادرة على القيام بالاصلاح المنشود”.
بدوره شدد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على أن الذين خطفوا الحراك الشعبي، يتحملون مسؤولية إحباط الناس.
ورأى الشيخ قاووق أن المطلوب في هذه المرحلة هو مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية والحياتية، قبل تصفية الحسابات السياسية، مؤكدا أن حزب الله يريد حكومة موثوقة. مشيراً إلى أن أميركا قد دخلت على الخط علناً، وتريد أن توظف الحراك الشعبي لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الاستقرار والوحدة الوطنية، ولكن موقفنا في حزب الله واضح وعلني، هو أننا لن نسمح للإملاءات الأميركية أن تتسلل إلى الحكومة الجديدة، ولن نسمح لأميركا أن تحقق في هذه المرحلة ولا في أي مرحلة أية مكاسب سياسية.
من جهته قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين”ما حذرنا منه فقد بدأ يظهر وبشكل علني، حيث قلنا للذين خرجوا من الشوارع والساحات أن هناك أيادٍ ستعمل على قطف جهودكم واستغلال صرخاتكم المحقة، متسائلاً ألا تشاهدون اليوم بعض الجهات السياسية التي تريد أن تستثمر جهودكم لتحقيق ما كانت عاجزة عنه سابقاً؟
وأضاف السيد صفي الدين “محاسبة الفاسدين فعلاً يجب أن تبدأ منذ الساعة، لأن المحاسبة ليست مرتبطة بأي أمر سياسي آخر، وبالتالي على القضاء في لبنان أن يتحمل مسؤوليته بشكل مباشر وفعلي وسريع”.
ومساء، انطلقت الفعاليات للاعتصام في ساحة عبد الحميد كرامي “النور” في طرابلس، مع وصول حشود من مناطق ريفية ومجاورة لطرابلس ومسيرات من الأحياء الشعبية.
وتكتظ الان ساحتي الشهداء ورياض الصلح في مشهد يعيد للأذهان فورة بدء التظاهرات إبان اطلاقتها. وكذلك في مدن طرابلس وصيدا ومناطق عدة.
كما دعا المتظاهرون الى قطع الطرقات غدا الاثنين والى إضراب وعصيان مدني.
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيّب بأنه يترك لإدارات المدارس والجامعات دراسة الأوضاع المحيطة بكل مدرسة واتخاذ قرار على مسؤوليتهم لجهة فتح المدرسة ومباشرة التدريس أو تمديد الإقفال حيث تدعو الحاجة وذلك حتى إشعار آخر.