شفقنا العراق-تواصلاً لمواقفها الداعمة والساندة للمتظاهرين السلميّين المطالِبين بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستورُ وأيّدتها المرجعيّةُ الدينيّة العُليا، انطلقت مساء السبت من العتبة العبّاسية المقدّسة، مسيرةٌ تضامنيّة حاشدة مع التظاهرات السلميّة التي تشهدها عددٌ من المحافظات العراقيّة، المطالبة بحياةٍ كريمة ومستقبلٍ لائق بأبناء الشعب العراقيّ، ومنها محافظة كربلاء المقدّسة.
المسيرةُ انطلقت من باب قبلة صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، واشترك فيها عددٌ كبيرٌ من منتسبي العتبة العبّاسية المقدّسة، تقدّمهم أمينُها العامّ المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده) ونائبُه فضلاً عن عددٍ من أعضاء مجلس إداراتها ورؤساء أقسامها، المسيرةُ قطعت المدينة القديمة نحو منطقة التظاهرات وهي ساحة التربية في وسط مدينة كربلاء المقدّسة، حيث صدحت حناجرُ السائرين الحاملين للأعلام العراقيّة واللافتات المطالِبة بالحقوق، بالهتافات والأهازيج الوطنيّة التي تغنّت بحبّ العراق وشجاعة أبنائه الغيارى، واختُتِمت المسيرةُ الحاشدة عند مبنى الحكومة المحليّة لمحافظة كربلاء المقدّسة، بعد أن كانت لها عند مدخلها وقفةٌ احتجاجيّة طالبت من خلالها بضرورة تحقيق مطالب الشعب العراقيّ.
تجدر الإشارة الى أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة ومنذ أيّام قد أطلقت حملةً تسهم في رفد ودعم المتظاهرين، الذين يتّخذون من ساحة فلكة التربية في محافظة كربلاء المقدّسة مقرّاً لهم، بوجبات الغذاء والمياه وغيرها، كما أنّ القائمين على العتبة العبّاسية المقدّسة مؤمنون بأحقيّة التظاهر السلميّ الذي كفله الدستورُ العراقيّ وأيّدته المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا، والداعي الى حياةٍ حرّةٍ كريمة تليق بالشعب العراقيّ الذي ضاق ذرعاً من ويلات الظلم والحروب والإرهاب منذ عقود.
وأسوةً بمضيف العتبة العبّاسية المقدّسة الذي تكفَّل بإعداد وجبات طعامٍ لمتظاهري كربلاء، المطالبين بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستورُ العراقيّ وأيّدتها المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا، ونظراً لكثرة الوجبات الغذائيّة التي يُعدّها إضافةً الى الوجبات التي تقدَّم لزائري مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، شرع مضيفُ مجمّع العلقميّ الخدميّ التابع للعتبة المقدّسة بالمساهمة في طبخ وتهيئة مئات الوجبات الغذائيّة للمتظاهرين، من أجل تقليل وتخفيف الزخم الحاصل على مضيف أبي الفضل العبّاس(سلام الله عليه).
حيث كُلّف المجمّعُ بإعداد وجباتٍ حسب جدول إطعامٍ وضعته العتبة العبّاسية المقدّسة، مقسّمٌ على كلّ وجبة سواءً كانت غداءً أو عشاءً، وتشمل وجبة الطعام توزيع الفواكه والعصائر إضافةً الى الماء الصالح للشرب، ويتمّ نقلها بواسطة عجلاتٍ خاصّة الى ساحة التظاهر، لتتمّ بعد ذلك أعمال التوزيع باستخدام الأواني السفري للمحافظة عليها وسهولة توزيعها، وأعمال التوزيع تُجرى بواسطة المنتسبين العاملين في المجمّع أو من خلال فِرَق التوزيع التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة.
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة قدّمت جملةً من الخدمات الداعمة للمتظاهرين، والتي شملت:
– إعداد آلاف الوجبات الغذائيّة التي تُعدّ في مضيف العتبة العبّاسية المقدّسة، وتُرسل اليهم بواسطة عجلات خاصّة وتوزّع عليهم في أماكن تواجدهم.
– توزيع الآلاف من كاسات الماء الصالح للشرب.
– توزيع العصائر والفواكه والشاي في أوقات مختلفة من النهار.
– إرسال عجلات اختصاصيّة للتنظيف مع كادر للمساهمة في تنظيف الساحة وما يحيط بها.
– فتح عددٍ من محطّات السقاية ونشرها على محيط الساحة لتزويد المتظاهرين بالماء النقيّ.
– معالجة كافّة الحالات سواءً من المتظاهرين أو القوّات الأمنيّة في مستشفى الكفيل وبالمجّان.
وضمن سلسلة خطواتها الداعمة والمؤيّدة للتظاهر السلميّ والمتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة، التي كفلها الدستور العراقيّ وأيّدتها المرجعيّةُ الدينيّة العُليا، افتتحت العتبةُ العبّاسية المقدّسة مفرزةً طبيّة في ساحة التظاهر السلميّ في محافظة كربلاء المقدّسة (فلكة التربية)، وذلك لأجل المساهمة في تقديم الخدمات الطبّية والعلاجيّة للمتظاهرين سواءً كانوا من المواطنين المتظاهرين أو القوّات الأمنيّة.
الخطّة هذه تأتي استكمالاً لما بدأته في تقديم الدعم اللوجستيّ الذي شمل الغذاء والماء وخدمات التنظيف، أو في الجانب الطبّي من خلال مستشفى الكفيل التخصّصي الذي فتح أبوابه لاستقبال أيّ حالةٍ، وقد نجح في معالجة العشرات من الحالات التي وردت اليه من مراكز الإخلاء الطبّي من مستشفى الحسين العام أو السفير، ولا يزال متواصلاً بهذا الجهد.
المفرزة تُدار من قِبل ملاكات طبيّة وتمريضيّة تابعة لمستشفى الكفيل التخصّصي، مزوّدة بكافّة المتطلّبات الضروريّة من أدوية وعلاجات ومواد إسعافيّة يمكن أن تحتاجها أيّ حالة، ويكون دوام هذه المفرزة على مدار اليوم، بالإضافة الى سيّارات الإسعاف المرابطة بالقرب من مكان المتظاهرين.
النهاية