خاص شفقنا-ختم عمران خان زيارته إلى طهران في ظل الإشارات الإيجابية التي جاءت على لسان مسؤولين في طهران والرياض على الترحيب بفكرة إجراء المفاوضات وكما قالت مصادر باكستانية إن زيارة خان إلى طهران تهدف إلى تمهيد الطريق لخفض التوتر بين إيران والسعودية الذي تغذيه صراعات في مقدمتها الصراع الجاري في اليمن منذ سنوات. لكن هل ستنجح هذه المحاولات أم إن مصيرها هو مصير محاولات عادل عبد المهدي التي لم نر في الواقع أي نتيجة ملموسة لها.
فيما نفت وزارة الخارجية الباكستانية أن يكون خان حاملاً لأي رسالة وساطة بين طهران والرياض، يبدو أن السبب الرئيس لزيارته لإيران هو التوسط بين الجانبين، أضف إلى هذا وكما يبين بيان الوزارة الخارجية الباكستانية إضافة إلى مواقف إسلام آباد بأن وساطة خان لم تتم بطلب السعودية بل تعد مبادرة سياسية فردية يقوم بها خان. هذا ولا ننسى بأن رغبة الرياض في خفض التوتر لها الدور الجوهري في نجاح المساعي الدبلوماسية لعمران خان.
عند النظر إلى الدوافع التي تجعل خان يبحث عن الوساطة نرى بأن الوزن السياسي والدبلوماسي الذي يتمتع به خان داخل باكستان له دور كبير في هذا الأمر. فلا شك بأن نجاح مساعيه يزيد من مكانته السياسية في العلاقات الإقليمية وفي داخل باكستان بشكل ملفت، ذلك أنه يتوسط بين بلدين لهما مكانتهما الكبيرة في الغرب من قارة آسيا، كما سيضمن مصالح باكستان في المنطقة، فأولا لباكستان علاقات تاريخية وسياسية وأمنية بإيران للحدود الطويلة التي تربط البلدين كما يتمتع بعلاقات وطيدة بالسعودية، إضافة إلى هذا فالقضايا الأمنية التي تشهدها منطقة الخليج تترك تأثيرها المباشر أو غير المباشر على باكستان؛ على هذا تبحث إسلام آباد عن خفض التوتر في منقطة الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان.
لكن السؤال الجوهري هنا هو: هل المكانة السياسية لخان تسمح له بالوساطة هذه، وهل يتمتع بمستوى تجعله مؤهلاً لأداء دور الوسيط؟ خاصة ونحن شاهدنا من ذي قبل الوساطة العراقية المتمثلة بعبد المهدي، إذ لم تأت بنتائج ملموسة. بعيداً عن هذه الأسئلة التي من المهم الإجابة عنها لكنا لسنا بصدد هذا هنا، فالأهم هو توفر الإرادة لدى الجانبين لنجاح الوساطة. يبحث خان في زيارته عن توفير الظروف وتمهيد الطريق، وغني عن القول بأنه مادامت إيران والسعودية لا ترغبان في حلحلة المشاكل فلا تنجح وساطة أي كان سواء عبد المهدي أو خان أو أي شخصية دولية أخرى.
هناك من يرى بأن عمران خان يميل نحو السعودية أكثر من إيران ويستدل بمستوى العلاقات التي تربطه بالرياض إضافة إلى القروض الهائلة التي منحتها السعودية والإمارات، لكن هناك أدلة كثيرة لا تؤيد هذا الرأي ومنها القضايا الجيوبولتيكية والإستراتيجية بين إيران وباكستان، إذ يمكنها أن تلعب دور التوازن وتجعله يتخذ موقف الحياد في عملية الوساطة، كما إنه يبحث عن ضمان تحقيق مصالح إسلام آباد على يد إيران والسعودية في آن واحد.
النهاية