شفقنا العراق-متابعة- انخفضت سندات سعودية دولارية لأدنى مستوى بعد وقوع هجوم على إحدى ناقلات ايران النفطية، کما أعلنت الصين، أنها تأمل في أن تتعاون الأطراف المعنية للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، بینما استهداف ناقلة النفط الايرانية بصاروخين صبيحة الجمعة دفع بهذا الهجوم الى واجهة الاخبار العالمية علاوة على تاثيره في اسواق النفط العالمية.
انخفضت سندات سعودية دولارية لأدنى مستوى في عدة أسابيع امس الجمعة في الوقت الذي ينتاب فيه المستثمرين القلق بشأن خطر تجدد التوتر في منطقة الخليج الفارسي بعد وقوع هجوم على إحدى ناقلات ايران النفطية.
وتراجع إصدار سندات سيادي استحقاق 2046 بمقدار 0.9 سنت إلى 109.2 سنت للدولار، وهو أدنى مستوياته في نحو ثلاثة أسابيع، بينما انخفضت سندات لأرامكو السعودية استحقاق 2049 بمقدار 0.6 سنت ليجري تداولها عند 108 سنتات في الدولار وفقا لبيانات تريدويب.
واستهداف ناقلة النفط الايرانية بصاروخين صبيحة الجمعة دفع بهذا الهجوم الى واجهة الاخبار العالمية علاوة على تاثيره في اسواق النفط العالمية.
من جهتها أعلنت الصين بعد شيوع أنباء عن انفجار وقع امسالجمعة في ناقلة نفط إيرانية قبالة جدة، أنها تأمل في أن تتعاون الأطراف المعنية للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
وجاء هذا التعليق على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في إفادة صحفية يومية في بكين.
وكانت الأنباء قد ذكرت أن صاروخين مجهولين أصابا ناقلة نفط إيرانية قبالة ميناء جدة السعودي وأحدثا فيها أضرارا جسيمة وأديا إلى تسرب النفط من الناقلة.
فيما اعلنت الشركة الوطنية لناقلات النفط الإيرانية ان سفينة “سابيتي” الايرانية التي تعرضت للاصابة بدأت العودة الى منطقة الخليج الفارسي وذلك بعد التأكد من استقرار الوضع فيها.
واعلنت دائرة العلاقات العامة والشؤون الدولية للشركة الوطنية لناقلات النفط، ان الناقلة الايرانية SABITY التابعة لها تعرضت صباح اليوم الجمعة الى انفجارين منفصلين في هيكل السفينة عند الساعة الخامسة و5:20 دقيقة صباحا وعلى بعد 60 ميلا من ميناء جدة السعودي في البحر الاحمر؛ ويحتمل ان يكون السبب اصابة صاروخين اثنين.
واكد المصدر نفسه ان جميع طاقم السفينة بخير وان وضع السفينة مستقر حاليا سوى اضرار بسيطة في هيكلها والتي تم احتواؤها من قبل فريق العمل. كما يقوم الخبراء الفنيون الى جانب خبراء غرفة الطوارئ بالتحقيق في مصدر هذا الهجوم.
وحاليا بدأت هذه السفينة مغادرة المنطقة بسرعة بطيئة متجهة نحو مياه الخليج الفارسي.
من الضالع بالهجوم على ناقلة النفط الايرانية؟
استهداف ناقلة النفط الايرانية بصاروخين صبيحة الجمعة دفع بهذا الهجوم الى واجهة الاخبار العالمية علاوة على تاثيره في اسواق النفط العالمية.
الخصائص الجغرافية للهجوم اليوم ووقوع الحادثة في البحر الاحمر ومبعدة 60 ميل عن جدة يدفع الى تخمين اولی بان تكون السعودية هي الضالعة بهذا الهجوم ؛ مع ان المسؤولين في هذا البلد وكذا وسائل اعلامهم رجحوا الصمت بشأن هذا الموضوع.
فإذا اثبتت التحقيقات حول مركز انطلاق الصواريخ اليوم على الناقلة الايرانية انها انطلقت من السعودية ، عندها سيتضح ان هذه الدولة هي المسؤولة عن جميع حالات عدم الاستقرار في المنطقة بما في ذلك الهجمات البحرية الاخيرة، وهو الامر الذي سعت السلطات السعودية وبشكل ملتو الى إلصاقه بالجمهورية الاسلامية.
يقال ان رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان” سيأتي يوم غد الى ايران حاملا معه رسالة من جانب السعوديين وذلك بهدف ازاحة الضباب عن العلاقة فيما بينهما، وفي مثل هذه الاوضاع فإن الهجوم على الناقلة الايرانية بالقرب من جدة يتعارض تماما مع هذا الهدف، وانه ينطوي على التلاعب بالراي العام العالمي.
واذا كانت السعودية هي المنطلق لتلك الهجمات فيمكن اعتبار هذه الهجمات بأنها نوع من الانتقام للخسائر والفضائح التي تكبدها محمد بن سلمان في قضية الهجوم على ارامكو وكذلك عمليات “نصر من الله”، فالهزائم والخسائر الثقيلة التي تكبدتها السعودية من قبل انصار الله هي مذلة.
افتعال الازمات وعدم الاستقرار الامني في الخليج الفارسي والبحر الاحمر وباب المندب سيجلب الضرر للسعوديين وحلفائها في المنطقة قبل اي احد آخر ذلك ان هذه البلدان تصدر ملايين البراميل من النفط عبر الممرات البحرية المذكورة.
ويبدو ان واشنطن وفي ظل الظروف الجديدة يجب ان تعيد النظر في السيناريو الاميركي المعروف بتشكيل تحالف لأمن البحار والملاحة وفي هذا السبيل يتعين عليها اما ان تغير اسم الائتلاف الى “افتعال الازمات الدولية في البحار” او انها وفي خطوة اولية تقوم بطرد المؤيدين للتحالف، بالطبع اذا لم تكن هي متورطة في هجوم هذا اليوم في البحر الاحمر.
طهران تواصل تحقيقاتها
اكد المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي بان ايران تقوم في الوقت الحاضر باجراءات تحقيقاتها بدقة حول الحادث الذي تعرضت له ناقلة النفط الايرانية في البحر الاحمر ولا تتسرع في اصدار الحكم في هذا الصدد.
وكتب ربيعي في تغريدة له على التليغرام اليوم السبت بعنوان “المغامرة ضد ناقلة النفط الايرانية”، انه وفي الوقت الذي تحتاج فيه منطقتنا اكثر من اي وقت اخر للاستقرار والسلام لبلسمة جراح الاقتتال الطويل بين الاخوة ، هنالك افراد وفئات وحكومات يعتمد بقاؤهم على العدوان على الاخرين والانتفاع من الحرب ولا يطيقون ادنى بوارق المصالحة والسلام ولا يتوانون عن التشبث باي فرصة لتصعيد الدمار، مضيفا ان اخر هذه الممارسات الشريرة هو الهجوم على ناقلة النفط الايرانية في البحر الاحمر والذي هنالك عناصر مشبوهة كامنة وراءه قد عقدت العزم مرة اخرى على اشعال فتيل توتر اخر.
وتابع ربيعي، انه ومع الاخذ بنظر الاعتبار هذه المسالة فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقوم في الوقت الحاضر بدراسة القضية بدقة والكشف عن حقائقها من دون تسرع ولا شك انه سيتم ابداء الرد بما يناسب تجاه المخططين لهذا الهجوم الجبان لكننا سننتظر حتى اتضاح جميع ابعاد هذه المؤامرة، مشيرا ان السؤال المطروح هنا هو ان الذين يتسرعون في توجيه اصابع الاتهام لايران من دون اي وثيقة دامغة بالاخلال بحرية الملاحة البحرية في الخليج الفارسي والضلوع في الهجوم على منشآت ارامكو، هل هم اليوم على استعداد للدفاع مرة اخرى عن مبادئ حرية الملاحة البحرية في المياه الدولية وادانة مثل هذه الهجمات على السفن الايرانية؟ .
الي ذلك أكد أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني الحصول على رؤوس خيوط رئيسية للمغامرة الخطيرة في استهداف ناقلة النفط الايرانية من خلال دراسة الفيديوهات الملتقطة والادلة المعلوماتية ذات الصلة بالحادث.
وشدد شمخاني، أن القرصنة والاعمال الشريرة في طرق الملاحة الدولية بهدف تقويض أمن النشاطات التجارية لن تبقى دون رد، لافتا الى الأعمال التخريبية الاخرى خلال الاشهر الماضية باستهداف ناقلتي النفط الايرانيتين هبينس وهلم في البحر الاحمر، عادّاً زعزعة الامن في الممرات الدولية ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمية يتحمل مسؤولياتها المخططون والمنفذون والداعمون لهذه الممارسات الاستفزازية.
الحرب على ناقلات النفط سوف يضر بالمصالح السعودية
وفي هذا الصدد، أعرب “حسين رافاران” الخبير في شؤون غرب آسيا، قائلا: “حتى لو افترضنا أن هذا الإجراء من جانب المملكة العربية السعودية كان رداً على هجمات أنصار الله على أرامكو، فإن إيران لن تقبل ذلك لأن هجمات أنصار الله انطلقت من الاراضي اليمنية وليس من إيران، لذلك ليس من حق الرياض أن توجه ضربة موجعة للمصالح الايرانية رد على ذلك الهجوم الذي استهدف شركة ارامكو النفطية. وأما إذا قامت المملكة العربية السعودية بمهاجمة أنصار الله فإن ذلك يعد موضوع أخر. وبالنظر إلى أن إيران تقبع تحت مظلة العقوبات الامريكية وليس لديها القدرة على تصدير الكثير من مواردها النفطية وبالنظر إلى المملكة تصدر أكثر من 10 ملايين برميل يوميًا، فإنه لا يبدو من المنطقي استمرار الرياض بمتابعة لعبة الحرب الخطيرة المتمثلة في الحرب على ناقلات النفط في المنطقة.
الأيدي الخفية للولايات المتحدة والسعودية والكيان الصهيوني
وحول هذا السياق، أعرب “جعفر غندباشي”، الخبير في القضايا الإقليمية، قائلا: “إن المحور المعادي لإيران والمتمثل بالولايات المتحدة والسعودية والكيان الصهيوني، هو الذي قام بهذا الهجوم الإرهابي على ناقلة النفط الايرانية. وذلك لأن تلك الدول وادت مخاوفها خلال الفترة الماضية نتيجتاً للنجاحات والإنجازات التي حققتها قوات محور المقاومة في المنطقة ولهذا فلقد بذلت تلك الدول الكثير من الجهود لمنع استمرار تلك النجاحات. وهنا يمكن القول بأن هذه العملية ليست ذات أهمية عسكرية كبيرة، ولو افتراضنا أنها جاءت رداً على هجمات قوات أنصار الله اليمنية على أرامكو السعودية وانفجار ناقلات النفط في ميناء الفجيرة الاماراتي، فإنه لا يمكن اعتبارها نصر لاولئك الاغبياء وذلك لأنه لا يمكن مقارنة ضربات صواريخ قوات أنصار الله اليمنية وغارات الطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية بهذه الهجوم الارهابي.”
وأضاف هذا الخبير الإقليمي أيضًا، قائلا: “على الرغم من أن هذا الإجراء صغير بما يكفي لإعطاء رسالة تحذيرية لطهران، إلا أنه يمكن قراءته من ثلاثة محاور: المحور الأول، هي أن مرتكبي هذا الهجوم يسعون لإظهار دعمهم العملي لعقوبات النفط الأمريكية التي فرضتها في وقت سابق على طهران. والمحور الثاني، هي محاولة اولئك المهاجمين للتعبير لشعوبهم إن بإمكانهم تهديد مصالح إيران في المنطقة. وفي المحور الثالث، يمكن أيضًا قراءة الهجوم كعلامة على عدم مهاجمة الامن والاستقرار في الخليج الفارسي.
النهاية