خاص شفقنا- لم تمر سوى 15 يوما على هجمات ارامكو التي خفضت انتاج السعودية من النفط الى النصف، حتى عادت القوات المسلحة اليمنية لتعلن امس السبت عن تنفيذ عملية عسكرية كبرى في منطقة نجران جنوب السعودية وأسرت 3 الوية من المرتزقة الى جانب فصيل سعودي كامل بالاضافة الى الاستحواذ على اعداد كبيرة من المدرعات والاليات والعتاد العسكري،وتحرير مئات الكيلومترات المربعة من الاراضي.
وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، ان الهجوم بدأ قبل 72 ساعة بدعم من وحدات الطائرات المسيرة والصواريخ والدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة اليمنية، وبين الأسرى أعداد كبيرة من قادة وضباط وجنود الجيش السعودي.
الملفت انه لم يصدر عن السعودية اي رد فعل على الاعلان اليمني لحد الان، ويبدو ان السعودية في موقف حرج جدا، فهي لا يمكنها تاكيد العملية، كما لا يمكنها نفيها، فهي لا تستطيع تاكيدها، لانه سيكون هزيمة عسكرية كبرى، اما اذا نفت الامر جملة وتفصيلا، عندها ستعرض القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية افلاما وصورا للاسرى ، وعندها سيكشل الامر ضربة لاعتبار وسمعة ومكانة السعودية.
هناك احتمال وارد في ان تكون القوات المسلحة اليمنية ، تتعمد عدم عرض اي دليل على العملية، انتظارا لما سيصدر عن الرياض بشانها، وعلى ضوء الموقف السعودي ستقوم بالخطوة الثانية ، وهي خطوة ستكون بمثابة ضربة لا تقل ايلاما عن ضربة ارامكو.
ما يثير الاهتمام، هو صلابة الجيش واللجان الشعبية في اليمن، التي اعتقدت السعودية انها حطمتها بعد الغارات المتواصلة على مدى نحو خمس سنوات، فقد اثبت اليمنيون انهم شعب عنيد وصاحب قوة وارادة تصل الى حد الاسطورة، فانتقال هذا الشعب من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، بعد كل هذا الدمار الذي لحق بالبشر والشجر والحجر، هو امر خارج نطاق التصور الانساني.
ما نشهده اليوم في الحرب على اليمن، وانتقال اليمنيين من الدفاع الى الهجوم، وتكبيدهم كل هذه الخسائر لدول العدوان، اثبت حقيقة المقولة المعروفة عن اليمنيين، بان بلادهم مقبرة الغزاة، فلم تطأ اقدام اجنبي ارض اليمن الا خرج منها خائبا ذليلا مهزوما.
في مقابل كل هذا العنفوان في المشهد اليمني ، يقابله مشهد بائس مهزوز مهزوم ، هو المشهد السعودي، حيث لا معنويات ولا دافع للحرب، فقد وصل الجنود السعوديون الى قناعة انهم يحاربون في معركة خاسرة، وهوما يفسر سقوط 3 الوية، اي 12 الف جندي، في اسر القوات المسلحة اليمنية، بكامل عدتهم وعدادهم، يضاف اليهم فصيل سعودي بكامل جنوده ورتبه واعتاده.
الارض والحديد ادركتا عقم الحرب السعودية الاماراتية على الشعب اليمني، بينما ما زالت القيادتان في السعودية والامارات، تصران على الحرب، رغم كل تكاليفها المادية وخسائرها الانسانية، ومن دون اي ثقة بالنصر، فقط لارضاء غرائز الانتقام، والغرور الاجوف.
امران يدفعان بالقيادتين السعودية والاماراتية الى مواصلة هذه الحرب من دون ان تكون لها أفق واضح، الامر الاول هو امتلاكهما لثروات ضخمة يمكن ان تغذي هذه الحرب، بالاضافة الى وجود مئات الالاف من المرتزقة الذين يمكن شراء دمائهم بسعر زهيد. لكن الامر الذي نسيه او تناساه قادة السعودية والامارات، هو سمعة ومكانة بلديهما، التي اصبحتا في الحضيض، بسبب المجازر والمآسي والويلات التي يعيشها الشعب اليمني دراء القصف والحصار والتجويع والامراض.
هذه الحقيقة ادركتها كانت القوات المسلحة اليمنية جيدا، وهو ما دفعها الى استهداف النفط في السعودية مباشرة، لمضاعفة تكاليف الحرب على السعودية والامارات، بالاضافة الى منعهم قدر الإمكان عن شراء المرتزقة ليحاربوا بدلا عنهما الشعب اليمني، الامر الذي يبرر كل هذا الصراخ والعويل والبكاء، السعودي الامريكي الغربي، على النفط الذي احترق في ارامكو، بينما كنت هذه الجهات، لا ترى ولا تسمع ولا تتحدث، عما يجري من ويلات بحق الانسانية في اليمن منذ خمس سنوات.
اليوم على السعودية ان تعيد حساباتها قبل فوات الاوان، وان تدرس المبادرة اليمنية للسلام وبجدية، فلم يعد بامكانها ان تواصل سياستها الكارثية في اليمن دون ان تدفع ضريبتها اضعاف مضاعفة، لا سيما وان المبادرة اليمنية مازالت على الطاولة اليمنية.
فيروز بغدادي