خاص شفقنا- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، عزمه على ضم غور الأردن وشمال البحر الميت، إذا فاز في الانتخابات العامة المقرّرة يوم الثلاثاء المقبل. أثارت تصريحات نتنیاهو ضجة کبیرة علي مستوي الدولي والمنطقة بحیث وصفها الکثیرین بالتصریحات التوسعية والنازية في العصر الجديد واتت بردود فعل واسعة النطاق على المستوى العربي والدولي، إذ دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ لبحث تصريحات نتنياهو. كما اتصل ملك العربية السعودية بمحمود عباس مصرحاً بأنه لا قيمة لتصريحات نتنياهو ولا تحمل سوى دلالات. كما أصدرت بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا بياناً مشتركاً أعربت فيه عن قلقها البالغ من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معتبرة أن تنفيذ هذه الوعود يعدّ انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية.
وإن كانت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي النازية کما وصفها البعض لا تخدم سوى أهدافه في الحملة الانتخابية لكن علينا أن نعرف بأن الكيان الصهيوني لم ولن يتخل يوماً ما عن شعاره الاستراتيجي: حدودك يا إسرائيل-من الفرات إلى النيل، وستبذل الصهيونية كل ما بوسعها لتحقيقه. من هنا لابد من النظر إلى هذه التصريحات بجدية فإنها تمثل خطراً كبيراً على العالم الإسلامي ولابد من مواجهتها بصرامة، حتى لا يفكر قادة الكيان المحتل بالتخطيط لمثل هذه الخطط مستقبلاً.
توجه نتنياهو الخميس الماضي إلى روسيا للقاء بوتين في ظل ردود فعل عالمية على تصريحاته، طمعاً في كسب دعم بوتين للوقوف بجانبه في قضايا عدة فضلاً عن دعم الشعار النازي الذي أطلقه، ويأتي على رأسها القضية السورية وإيران. كما تسربت أخبار عن تهدید او بالاحرز التحذیر الاسرائیلي لروسیا من ایران والضرر الذي قد یصیب مسکو من جراء تطور علاقاتها بطهران. في المقابل وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي رداً سلبياً على كل القضايا التي طرحها مع بوتین، إذ صرح الرئیس الروسي بأنه يحترم وحدة الأراضي السورية ويرفض تصريحاته الأخيرة كما جاء على لسان وزارة الخارجية الروسیة بأن تنفيذ مثل هذه المشاريع يؤدي إلى التصعيد في الشرق الأوسط. فعاد نتنياهو صفر اليدين في زيارة عنوان الإخفاق.
إذا كان المثل القائل بأن المصائب لا تأتي إلا مجتمعة فأنها تجد مدلولها هنا: فقد نشرت مجلة “بوليتيكو” الأميركية، الخميس 12 سبتمبر (أيلول)، تقريراً تحدّث عن تحقيق أمني أميركي رجّح وقوف إسرائيل وراء زرع أجهزة تجسّس على الهواتف الجوالة بالقرب من البيت الأبيض وفي مواقع حسّاسة من مدينة واشنطن، لكن نتنياهو قد رفض هذه التقارير. وبدوره قال ترامب في هذا السياق: “لا أصدّق ذلك”. وكتب وزير الخارجية الإيراني في تغريده على تويتر: ضربة جديدة من الفريق باء؛ يا سيد ترامب! قد تلقى فريق (ب) ضربة أخرى، فلا يحتاج ترامب إلى عدو لأنه يمتلك صديق في فريق (ب) يفرغ الخزانة الأمريكية ويرتهن السياسية الخارجية للولايات المتحدة ويتجسس على الرئيس الأمريكي.
كلما نقترب إلى الانتخابات البرلمانية في الأراضي المحتلة المزمع إقامتها في 17 من سبتمبر الجاري، يحاول نتنياهو القيام بكل ما يمكنه ضمان الفوز في الانتخابات؛ من معاداة إيران وشن الهجوم على المواقع الإيرانية وحلفائها في العراق وسورية ولبنان وتوجيه مختلف التهم إلى إيران، وأخيرا إطلاق وعود اقل ما يقال عنها بأنها امبريالية توسعية، أسباب مختلفة كامنة وراء تلك الأنشطة؛ داخلياً يريد نتنياهو أن يكتب اسمه في تاريخ الكيان الصهيوني كونه الرئيس الوزراء الوحيد الذي بقى لأطول فترة ممكنة على سدة الحكم ومن جهة أخرى لا يريد فتح ملفات الفساد الذي تورط هو وأسرته فيها. بالعودة إلى تصريحاته فمن المؤكد أنها ترضي التيار المتطرف الديني في إسرائيل لمكانتها في مشروعهم الديني.
في ظل التحركات الإقليمية لبعض الدول العربية للتقارب مع الكيان الصهيوني العلنية منها والخفية، يمكن لإيران استغلال تلك التصريحات بذكاء سياسي، فأن الهدف من التقارب ذلك، إظهار إيران العدو الرئيس في المنطقة لجميع الدول لإخراج طهران من دائرة الأحداث، هنا يمكن لإيران وفي ظل إجراء الحوار مع المنظمات الإسلامية والدول العربية والإسلامية لفت الانتباه إلى ممارسات الكيان الصهيوني.
في ردة فعل عنيفة كتبت هآرتس حول رغبة ترامب في إجراء الحوار مع إيران: يمكن القول بان ترامب أستاذ الصفقات الكبرى وبإمكانه الاتفاق مع الإيرانيين بسرعة، فهذا الأمر يؤجج الأوضاع، إن إسرائيل تعد طهران أكبر أعداءها وتعارض أي تقارب إيراني أمريكي… صمت نتنياهو ومن حوله يأتي لرغبتهم في البقاء في القنوات الخلفية لإعادة ترامب إلى مسارهم المحدد. لكن ما أفرح إسرائيل في الأسبوع المنصرم هو تصريحات روحاني الدالة على عدم إجراء الحوار مع ترامب. كما وجه ايهود باراك نقده الشديد لنتنياهو بالقول إنه أصبح سجين سلوكيات ترامب.
النهاية