خاص شفقنا-يبدو أن ناقلة النفط الإيرانية “آدريان دریا 1”، التي كانت تطاردها أمريكا، قد أفرغت حمولتها من النفط في ميناء طرطوس السوري، كما أكدت بعض المصادر الغربية وعلى رأسها الأمريكية.
رغم أن هذا الخبر لم تؤكده طهران بعد، إلا أن قصة الناقلة “ادريان دريا” التي كان اسمها “غريس 1” قبل أن تحتجزها بريطانيا في المياه الدولية في مضيق جبل طارق، قصة تحمل العديد من الرسائل لأصدقاء واعداء إيران على حد سواء.
وصول هذه الناقلة إلى سوريا، لم يكن بالامر السهل او الهين، فايران اصطدمت حتى عسكريا مع الأسطول البريطاني في الخليج الفارسي، وكاد أن يتطور الأمر إلى مواجهة بين الجانبين، عندما احتجزت إيران ناقلة نفط بريطانية في مقابل احتجاز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية، بذريعة انتهاكها للحظر الأوروبي المفروض على سوريا.
كما زادت حدة التوتر، الموجود اصلا بين إيران وأمريكا، في منطقة الخليج الفارسي، بعد أن اتضح أن بريطانيا احتجزت الناقلة الإيرانية بطلب من أمريكا، ووقف واشنطن بكل ثقلها وراء لندن في أزمة احتجاز الناقلات.
بالرغم من كل التهديدات الأمريكية والبريطانية ضد ايران، الا ان الاخيرة، نجحت في تحرير ناقلتها، دون ان تقدم اي تعهدات للجانب البريطاني، من ان سوريا لن تكون وجهتها، كما ادعت السلطات البريطانية، فالحظر المفروض على سوريا هو حظر ظالم أحادي جانب، فرضته أوروبا في إطار الحرب التي فرضها الغرب وإسرائيل والرجعية العربية ضد الشعب السوري، وليس حظرا امميا، يمكن ان تمتثل له ايران.
الملفت في قضية الناقلة الايرانية، ان ايران التي تحملت كل هذه الصعاب، وواجهت كل التهديدات، نجحت في الأخير في إيصال النفط الى الشعب السوري المحاصر من قبل الرجعية العربية وأمريكا والغرب واسرائيل، حيث اضطرت الناقلة الى الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح من اجل تفادي المرور عبر قناة السويس، بعد ان شاركت مصر في هذا الحصار الظالم.
الموقف المشرف الذي اتخذته إيران في مساعدة الشعب السوري، عبر إيصال النفط اليه، وهو في امس الحاجة اليه لإعمار ما دمرته الحرب التي فرضت عليه منذ ثماني سنوات، هو موقف سيسجله التاريخ السوري لإيران، التي لم تترك الشعب السوري وحيدا بعد ان خذله الاشقاء، الذين لم يكتفوا بمحاصرته، بل ساهموا في ذبحه وقتله وتشريده وتدمير بلاده.
التاريخ سيسجل بمداد من ذهب، من أن إيران التي كانت تعاني من حصار خانق لم يشهده التاريخ المعاصر مثيلا، لم تبخل على الشعب السوري بالمساعدة، وهي مساعدة محفوفة بالمخاطر، أوصلت إيران إلى حد الاصطدام عسكريا مع قوى عسكرية كبرى مثل أمريكا وبريطانيا.
قصة الناقلة “ادريان دريا”، هي قصة وفاء إيران لأصدقائها وحلفائها، فالشعب الإيراني لن ينسى موقف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، من الجمهورية الاسلامية الايرانية الفتية، التي تكالب عليها نفس التحالف غير المقدس الذي يتكالب اليوم على سوريا، فوقف الى جانبها إبان الحرب التي فرضها النظام الصدامي المقبور.
إيران أثبتت اليوم من خلال قصة الناقلة”ادريا دريا”، أنها وفية لاصدقائها، وهذا الوفاء تجسده إيران بالافعال لا الأقوال، وهذا الوفاء هو الذي يربط كل أعضاء محور المقاومة من دول ومنظمات وحركات وأحزاب، بعضهم الى بعض، ويجعلهم كالجسد الواحد الذي يصعب على الاعداء مهما تكالبوا ان ينالوا منه او حتى اضعافه.
فيروز بغدادي
————————–
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–