شفقنا العراق-الموقف العراقي لصفقة القرن سيئة الصيت والتى ولدت بأوامر أمريكية اسرائيلية وقابلها قبول عربي ذليل مهزوم، هو موقف تاريخي شامخ يفتخر به كل مواطن شريف مناهض لسياسة الكيان الصهيوني الغاصب.
والحقيقة أن الموقف العراقي هذا إنما هو مكمل لمواقف العراق الرافضة لسياسة التطبيع مع هذا الكيان المجرم، وكان الجميع يتوقع ردة فعل أمريكية صهيونية خليجية تكون كنوع من أنواع العقاب للعراق حكومة وشعبا.
وكان العدوان الصهيونى المجرم تحت مظلة ما يسمى بالتحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والذى سمح له وللاسف الشديد بالبقاء في عراقنا الحبيب خدمة للمصالح الأمريكية وخدمة للكيان الصهيونى الغاصب.
الموقف العراق يحسب على أنه استمرار لمواقف العراق الرافضة لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيونى رغم الضغوطات الأمريكية والعربية التي تحاول بشتى الطرق ثنى العراق عن هذا الموقف التاريخي الشجاع المشرف، فيما تعانى الحكومات العربية المطيعة للسياسة الأمريكية من حالات الذل والمهانة.
والحقيقة التي ربما لا يفهمها البعض ان الموقف العراقي جاء نتيجة التلاحم والتكاتف المطلق بين القوات المسلحة والحشد الشعبي المجاهد وفصائل المقاومة المضحية وهو التلاحم قد عضد الموقف الرسمى للدولة العراقية واعطى صورة واضحة المعالم من أن سلاح المقاومة إنما هو لحماية حدود الوطن وللضرب بيد من حديد على كل من يريد الاقتراب من حدود الوطن.
وان سلاح المقاومة لا يمكن أن يوجه بالخطأ وغير قابل للمساومة ولا يمكن أن يترك ارضا في ظل التهديدات المستمرة. لذلك أن العدوان الصهيونى على مناطق تواجد الحشد الشعبي في العراق كان متوقع أن يحدث في ظل الوجود الأجنبي غير القانوني في العراق عبر قواعده العسكرية في مختلف أنحاء العراق.
وليس غريبا أن تكون الحكومات العربية الذليلة مؤيدة وداعمة لهذا العدوان الصهيونى على العراق وهى التى كانت ولا زالت داعمة وممولة للجماعات الإرهابية المجرمة، حيث لا زالت تلك الدول تشعر بالخزي والعار والذل عندما ترى الموقف العراقي المجاهد الرافض لتلك الصفقة العار.
ومن هنا لابد من التذكير بأهمية حماية فصائل المقاومة والحشد الشعبي المجاهد والتركيز على دورهما الحيوي والشجاع في تعضيد هيبة الدولة وفي التصدي للعدوان الصهيونى والأمريكى وجنودهما من الجماعات الإرهابية التكفيرية وأن يصار إلى رفض حكومي لكل الأصوات النشاز التي لا تريد سوى عراق ضعيف مهزوز مسلوب الإرادة يهرول طائعا صاغرا إلى القبول بسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
إن الحرب مع داعش الإرهابي قد أثبتت أن هيئة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة قد أعطت صورة واضحة وصريحة من أن الجميع قد عملا تحت مظلة القائد العام القوات المسلحة العراقية وبكل مصداقية وشجاعة ايمانا منها من النصر على داعش لا يمكن أن يتحقق دون العمل بروح الفريق الواحد.
وحتى نرفض كل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيونى الغاصب يحتاج العراق إلى الحشد الشعبي وإلى فصائل المقاومة بكل مسمياتها ونحتاج إلى كل الخيرين من اجل موقف عراقي شجاع رافض لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
إبراهيم السراج
————————-
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–