شفقنا العراق-بدأت، اليوم السبت، مراسم تشييع جثمان الرئيس التونسي الراحل، الباجي قايد السبسي، في جنازة وطنية بحضور عدد من قادة دول العالم.
ويشارك من إيران رضا دهقاني مساعد وزير الشؤون الخارجية، ومن سويسرا نائب رئيس المجلس الفيدرالي ورئيسة الوزراء الفيدرالية للبيئة والنقل والطاقة والاتصال سيمونيتا سوماروغا.
كما يشارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشقيقه خليفة بن حمد آل ثاني وخالد بن خليفة آل ثاني رئيس الديوان الأميري.
ويمثل تركيا في المراسم فؤاد أقطاي، نائب الرئيس رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أيضا أن يشارك رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، ومن موريتانيا الشيخ محمد الشيخ سيديا الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية.
أما مصر فستكون ممثلة في اللواء محمد عرفان مساعد الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما يمثل الإمارات الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة.
ومن السعودية يحضر الأمير خالد الفيصل مستشار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز آل سعود وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء ومستشار العاهل السعودي، والأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود وزير الدولة لشؤون الطاقة، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي.
وعن الأردن يشارك في المراسم موسى المعايطة وزير التنمية السياسية والبرلمانية، ومن سلطنة عمان يحضر شهاب بن طارق آل سعيد ابن عم السلطان قابوس، وأمين عام وزير الخارجية بدر بن حمود البوسعيدي، ووزير الزراعة والثروة السّمكية حمد بن سعيد العوفي.
كما يحضر من كندا ستيفان ديون وزير الخارجية، ومن الولايات المتحدة نائب رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) جايمس سي فيشيري، ومن بريطانيا يحضر كاتب الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أندرو موريسون.
كما يمثل دول اليابان وكوريا الجنوبية وجيبوتي سفرائها في تونس، فيما يشارك غسان سلامة المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا في مراسم التأبين ممثلا عن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
وينطلق موكب الجنازة من قصر قرطاج في اتجاه مقبرة الجلاز، على بُعد نحو 25 كيلومترا، حيث يوارى الثرى إلى جانب أفراد من عائلته.
وتوفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن سن ناهز 93 عاما إثر تعرضه لوعكة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري في العاصمة
نجل السبسي يكشف عن وصية والده قبل وفاته
أكد حافظ السبسي نجل الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي في تصريح خاص للجزيرة نت على أن الرئيس الراحل ترك وصية قبل وفاته للتونسيين بأن يكونوا موحدين، وبأن البلاد أمانة في أعناقهم.
ولم يخفِ نجل الرئيس حالة الحزن والألم التي تعتريه بعد رحيل والده، وهو شعور قال إنه يشاركه فيه التونسيون بجميع أطيافهم السياسية والحزبية تاركين خلافاتهم جانبا.
وشدد حافظ السبسي على دعوة التونسيين لرص الصفوف من أجل الحفاظ على مكاسب الثورة، ومسار الانتقال الديمقراطي في البلاد الذي كان للرئيس الراحل دور في إرسائه، وتجنيب تونس سيناريوهات الفوضى والانقلابات مثل دول أخرى.
بالمقابل، عبر حافظ السبسي عن عدم قلقه على مصير الانتخابات في البلاد، خصوصا بعد دعوة الرئيس الناخبين قبل وفاته بإمضاء الأمر الرئاسي بهذا الخصوص الذي انطلقت بموجبه الأحزاب في تقديم ملفاتها استعدادا لخوض سباق الانتخابات التشريعية.
وأوضح أن جنازة وطنية تليق بمقامه ستنظم السبت المقبل في قصر الرئاسة بقرطاج، وستدعى لها شخصيات سياسية بارزة وقيادات عربية ودولية أبدت رغبتها في الحضور.
وترجل الرئيس التونسي اليوم عن عمر يناهز 93 عاما، فيما أعلنت رئاسة الحكومة الحداد سبعة أيام وتنكيس الأعلام بكافة المؤسسات الحكومية.
وتولى رئيس البرلمان محمد الناصر منصب رئاسة الجمهورية مؤقتا وفق ما يمليه دستور البلاد.
يشار إلى أن حافظ السبسي كان قد أكد في وقت سابق اليوم نقل والده مساء أمس إلى المستشفى، ووضعه في قسم الرعاية الفائقة، وعزا ذلك إلى آثار “تسمم غذائي” تعرض له مؤخرا.
وأضاف أن وضع والده ليس على ما يرام، لتعلن الرئاسة بعد ذلك ببضع ساعات وفاته.
وكان الباجي قايد السبسي نقل أواخر الشهر الماضي إلى المستشفى العسكري إثر وعكة صحية وصفت بالخطيرة، ولم تحدد الرئاسة التونسية سبب مرضه، وبعد أيام غادر المستشفى ليعود إليه لاحقا لإجراء فحوص طبية.
بعد وفاة السبسي وقبل الانتخابات؛ هل ستكون تونس بخير ؟
قبل أشهر من انتهاء ولايته في كانون الاول/ديسمبر، رحل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ليقود رحيله البلاد إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس اعلنت عن اجراء الانتخابات الرئاسية في الخامس عشر من سبتمبر/أيلول المقبل واوضحت انه أمام رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، الذى تولى مهام الرئاسة المؤقتة، ثلاثة اشهر لتنظيم الانتخابات الرئاسية.
من جهته، تعهد الرئيس المؤقت محمد الناصر بدعمِ الحوارِ بين مختلفِ مكوناتِ المجتمع وأنْ يكونَ رئيساً لجميعِ التونسيين ودعا الى توحيد الصف لتحقيق مطامح الشعب معلناً التزامَه بـتأمينِ مسارِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ طبقاً للقانون.
بدوره رئيسُ الحكومةِ التونسية يوسف الشاهد اعلن الحداد الوطني لمدة سبعة ايام، ودعا الشعبَ التونسي إلى مزيدٍ من الوحدةِ في خدمةِ المصلحةِ العليا للوطن، والالتزامِ بأحكامِ الدستورِ والالتفافِ حولَ المؤسساتِ الدستورية.
ويقول الخبراء السياسيون انه مع هشاشة المشهد السياسي في البلاد وتصاعد منسوب الخلافات الحزبية عشية صراعات انتخابية كبيرة، كان هناك تخوف من أن تربك وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي الوضع أكثر، إلا أن ردود فعل المؤسسات الدستورية والحكومية والحزبية والشعبية التونسية ارتقت إلى أهمية اللحظة التاريخية. اذ تجاوز الجميع، بمن فيهم خصوم السبسي، كل خلافاتهم وأثبتت المؤسسات الدستورية كفاءة عالية في تنفيذ مقتضيات الدستور واحترام نصوصه.
ويرى المراقبون للمشهد التونسي ان وفاة الرئيس التونسي اثبتت أن التونسيين يحمون ثورتهم وديمقراطيتهم ويميّزون بين الخلاف السياسي الآني وبين اللحظات التاريخية الكبرى التي تتعلق بالمستقبل، وسيديرون مشاكلهم باقتدار، إذا تركتهم الأيادي الخبيثة.
النهاية