خاص شفقنا- كل القرائن تشير إلى أن السلطات النيجيرية تخفي أمرا خطيرا من وراء إصرارها المريب على مواصلة اعتقال العلامة الشيخ إبراهيم الزكزاكي زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا، رغم الحكم الصادر عن المحكمة بإطلاق سراحه، وتعويضه عن الخسائر التي لحقت به وبالحركة وأعضائها.
الشيء الخطير الذي تحاول تحقيقه السلطات النيجيرية من وراء كل هذا الحبس التعسفي للشيخ الزكزاكي رغم خطورة وضعه الصحي بشهادة تقارير الأطباء التي أكدت على ضرورة الإسراع بنقله إلى الخارج لتلقي العلاج، هو أن يلقي الشيخ حتفه في السجن دون ان تتحمل السلطات مسؤولية موته.
السلطات النيجيرية تخطىء لو اعتقدت ان موت الشيخ الزكزاكي في السجن سيرفع عن كاهلها مسؤولية موته، لاسيما بعد أن عرف العالم أجمع، أن الشيخ يتعرض لعملية اغتيال تدريجية في السجن، بعد أن تم الكشف عن كميات كبيرة ومميتة من الرصاص والكادميوم في دم الشيخ، بعد الهجوم الذي شنه الجيش النيجيري على حسينية بقية الله عام 2015، وأسفر الهجوم عن استشهاد اكثر من الف شخص، بذريعة مضحكة وسخيفة، وهي محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها قائد الجيش النيجيري بالقرب من الحسينية!
مخطط السلطات النيجيرية ضد حياة الشيخ الزكزاكي، بات مكشوفا لأتباع أهل البيت في نيجيريا، الأمر الذي يدفعهم دائما للاحتجاج والتظاهر من اجل اطلاق سراحه ونقله إلى الخارج لتلقي العلاج، وأسفرت هذه الاحتجاجات والتظاهرات منذ عام 2015 وحتى اليوم عن استشهاد مئات المتظاهرين العزل.
الظلم الذي يقع على اتباع اهل البيت عليهم السلام في نيجيريا، هو ظلم مضاعف، فهناك ظلم مباشر يتعرضون له من قبل القوات الامنية والجيش النيجيري، الذي يتفنن في قتلهم، دون ان يشكلوا اي تهديد امني، فالحركة الاسلامية في نيجيريا هي حركة مدنية سلمية، لا يحمل أعضاؤها حتى العصي للدفاع عن أنفسهم ضد الجرائم التي ترتكب ضدهم، واسفرت عن سقوط وجرح الآلاف منهم، والظلم غير المباشر، هو ظلم التعتيم الكامل الذي تمارسه المحافل ووسائل الاعلام العربية والاسلامية والعالمية، ازاء ما يتعرض له أتباع أهل البيت في نيجيريا، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول تواطوء هذه الجهات مع السلطات النيجيرية.
العارفون بخفايا المشهد السياسي في نيجيريا، لم يتفاجؤوا بالتجاهل الكامل للمحافل الدولية ووسائل الاعلام والصحافة العالمية، للظلم الفظيع الذي يتعرض له أتباع أهل البيت في نيجيريا، وشخص الشيخ الزكزاكي، لأن الحركة والشيخ الزكزاكي، “ارتكبا جريمة لا تغتفر”، وهي جريمة فضح الدور التدميري الذي يقوم به التحالف غير المقدس للصهيونية والوهابية في نيجيريا، وهو ما عرض أتباع أهل البيت عليهم السلام، لكل هذه الجرائم دون ن تجد لها صدى في أي مكان في العالم.
مسيرات يوم القدس العالمي التي نظمها الشيخ زكزاكي في نيجيريا، دفاعا عن الشعب الفلسطيني المظلوم، كانت من أهم أسباب الجرائم التي ترتكب بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام في نيجيريا، فهذه المسيرات، نقلت التحالف الوهابي الصهيوني إلى العلن، وهو تحالف له نفوذ داخل بعض المؤسسات الحاكمة في نيجيريا، والتي تم تحريضها على اتخاذ موقف شديد تجاه أتباع أهل البيت.
الصهيونية، وجدت في الزكزاكي خطرا يهدد نفوذها في نيجيريا، ويكشف عن وجهها القبيح أمام الرأي العام هناك، فقررت التخلص من حركته ومنه شخصيا، ولهذا السبب بالذات تم قتل أربعة أبناء من أبناء الشيخ زكزاكي في مسيرات يوم القدس العالمي ، التي قمعها الجيش النيجيري بوحشية.
الوهابية، وجدت في الشيخ الزكزاكي، خطرا كبيرا يهدد القراءة المشوهة والمنحرفة التي تقدمها الوهابية للشعب النيجيري، والتي خرجت من رحمها مجموعات مسلحة ممثل بوكو حرام، و”داعش”، فقررت أن تستخدم نفوذها داخل بعض المؤسسات النيجيرية، ومنعت لحد الآن من إطلاق سراح الشيخ الزكزاكي، كما عملت تشويه صورته وصورة الحركة الإسلامية.
اليوم وببركة دماء شهداء الحركة الإسلامية، بدأت مظلومية أتباع أهل البيت عليهم السلام في نيجيريا، تكسر الصمت والتعتيم المطبق عليها، وأخذ الرأي العام العالمي يسمح شيئا فشيئا، عما يجري في نيجيريا من فظائع ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام، فقد شهدت إيران وبريطانيا وأندونيسيا وأمريکا وباکستان والهند وقفات احتجاجية منددة بما يتعرض له الشيخ الزكزاكي، ومطالبة المحافل الدولية الضغط على السلطات النيجيرية لإطلاق سراحه، ونقله إلى الخارج لتلقي العلاج قبل فوات الآوان.
النهاية