شفقنا العراق-وسط حضور مليوني من داخل وخارج ايران تم الاحتفال بمدينة مشهد المقدسة شمال شرق البلاد بذكرى مولد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) الذي يعتبر مرقده في هذه المدينة المقدسة محطّ رحال ومزار الملايين من المسلمين سنوياً.
مشهد من الحضارة والفنِ والتاريخ، مقام باحاته لوحةٌ حية من الفن الإسلامي المنوع ووسْط أروقته إيمان تجسد على وجوه زوارِه، إنه قبر الإمامِ الثامن عليِ بنِ موسي الرضا عليه السلام يتقرب فيه الزوار الى الله ويبتهل المؤمنون فيه للخالق ويتعظ المسلمون من مناقب النبي الكريم وآله المعصومين.
وفي ذكرى مولد صاحب المقام الشريف يحتشد الزوار إحتفاء بالمناسبة في إقامة الصلوات والدعاء والزيارة واستماعِ الخطب والأناشيد.
القلب الديني والعاصمة الروحانية للبلاد هذا ما يمثله حرم الإمام الرضا بالنسبة للإيرانيين، حيث يغتنم الكثير هذه المناسبة للحضور في مدينة مشهد للمشاركة بالمناسبات البهيجة التي لا تقل شأنا عن الأعياد الوطنية الإيرانية.
وكما تشكل هذه الأيام أكبر فرصة لحضورِ السياحِ الأجانب هنا، حيث المناخ المعتدل والأسعار المناسبة والخدمات المتوفرة.
مليون ونصف المليون زائر هذا ما استضافته العتبة الرضوية خلال هذه الأيام في ذكرى مولد الإمام الرضا عليه السلام.
الحفلات الإنشادية
علن السيد مجتبي ذبيحي مسؤول مجموعة فرقة الرضوان الإنشادية التابعة لمؤسسة الإبداع الفني في العتبة الضروية المقدسة، أن الحفلات الإنشادية التي أقامتها الفرقة في ثمان نقاطٍ من الحرم الرضوي الطاهر بمناسبة عشرة الكرامة قد لاقت ترحيباً واسعاً من قبل زوار الحرم.
وذكر السيد ذبيحي أن “فرقة الرضوان الإنشادية، تقيم الحفلات الإنشادية يومياً منذ بداية عشرة الكرامة، حيث قدّم أعضاؤها الأناشيد التي تتمحور حول المضامين الرضوية، بأسلوب فن الأكابيلا، وذلك في ثمان نقاط مختلفة من المقام الرضوي الطاهر، كصحن الجمهوري الإسلامي، وصحن الغدير، وصحن الجامع الرضوي”.
وتابع ذبيحي أن “الملتقيات الإنشادية لقد أُقيمت عند أطراف الحرم الطاهر لثامن الأئمة (ع)، وعند المداخل الحيوية لمدينة مشهد، كمفترق الشهداء، وشارع “جنت”، ومنتزه “كوهسنكي”، وحديقة “ملّت”، وذلك ليستعشر المواطنين في مدينة مشهد المقدسة الحالة والجو المعنوي المرافق لأيام ذكرى ولادة الإمام الرضا (ع).”
كما لفت مسؤول فرقة الرضوان الإنشادية إلى مشاركة 20 فرقة من المحافظات المختلفة، بالإضافة إلى 30 فرقة من مدينة مشهد، في تقديم الأناشيد الخاصة بعشرة الكرامة في مشهد، وقال إن “الحفلات الإنشادية لفرق الرضوان أقيمت أيضا عند مداخل مدينة مشهد، والمطار، ومحطة القطارات، ونعمل على أن نقيم حفلات الإنشاد الرضوي عند محطتي قطار الأنفاق في ساحتي “بسيج وشريعتي” في مدينة مشهد.”
وأشار ذبيحي إلى تقديم الفرقة الإنشادية التابعة لمحافظة لورستان للأناشيد خلال مراسم صلاة الجمعة في مدينة مشهد، وأضاف “سيتم إنشاد نشيدٍ بثلاث لغات (الفارسية، والعربية، والتركية) من قبل فرقة (الرضوان) الإنشادية، وذلك ضمن البرنامج الخاص لمراسم نثر الورود بمناسبة ولادة الإمام الرضا (ع) في مشهد، بالإضافة لمراسم ليلة ميلاد هذا الإمام الهمام، وذلك في صحن (جامع رضوي) في الحرم الطاهر.”
وصرّح ذبيحي “كما تم التحضير لنشيدٍ خاصٍ آخر سيُقدّم في مراسم ليلة ميلاد ثامن الأئمة (ع)، لكي يشارك بترديده محبوا الإمام (ع) وذلك في صحن الجامع الرضوي.”
إقامة مراسم نثر الورود
أقميت مراسم نثر الورود في الحرم الرضوي الطاهر بالتزامن مع ذكرى ميلاد الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا عليه السلام، وذلك بمشاركة المواطنين في مدينة مشهد وخدّام المرقد المبارك.
المراسم التي أقيمت بمشاركة حاشدة من قبل الزوار والمواطنين للحرم الشريف، شهدت مسيرة مواكب من خدام وزوّار الحرم وهم يحملون الزهور مرددين شعارات (رضا يا رضا)، حيث توجهت الجموع سيراً على الأقدام من ساحة الشهداء بإتجاه الحرم الرضوي، لتضفي أصوات مدّاحي وذاكري أهل البيت عليه السلام جواً معنوياً على المراسم، وذلك من خلال الأشعار والمدائح التي صدحت بذكر أهل بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة والسلام.
وعند وصولهم، قام المشاركون بنثر الورود عند أعتاب حرم الإمام الرضا عليه السلام، ليقوم خدام الحرم بإستقبالهم بإشعال العود والبخور، ورش ماء الورد، وتوزيع الحلوة والمرطبات.
وبعد ذلك تجمع الزوار في رواق الإمام الخميني (ره) في الصحن الجامع الرضوي ليشاركوا هناك في المراسم التي شهدت إلقاء خطبٍ ومدائح نبوية حول المناسبة العطرة.
تبديل راية الحرم الرضوي
أقيمت مراسم بهيجة ومجيدة لتبديل راية الحرم الرضوي الطاهر في ليلة ذكرى ميلاد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، وذلك بحضور حاشد لزوار وخدّام المقام المنور لثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وقد حضر المراسم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أحمد المروي متولي العتبة الرضوية المقدسة، بالإضافة لجمع من المدراء التنفيذين والوحدات الثمانية لخدام الحرم الرضوي الطاهر، ليتم تبديل راية قبة المقام الرضوي المبارك وسط حضور حاشد لعشاق أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
وقد بدأت المراسم عند الساعة التاسعة مساءً في صحن الثورة الإسلامية وذلك بعد قراءة زيارة الإمام الرضا عليه السلام الخاصة، في جو معنوي، حيث تم تبديل الراية الخضراء للقبة الشريفة وغطاء المرقد الطاهر لثامن الأئمة عليهم السلام، وذلك ضمن مراسم منقطعة النظير.
وبالتزامن مع المراسم صدح صوت نقارات صحن الثورة الإسلامية في الحرم الرضوي الطاهر، لتعزف ألحانها تحت عنوان “لحن الملكوت”، ولتزف بشارة ذكرى الولادة الميمونة في صباح اليوم التالي، وتُقدَّم التبريكات للزوار والمواطنين وللأوطان الإسلامية أجمع.
النهاية