شفقنا العراق-شهد الجانب الأيسر من مدينة الموصل احتفالات بالذكرى الثانية لاستعادة المدينة من قبضة جماعة “داعش” الوهابية، في الوقت الذي يبدو فيه الساحل الايمن مدمرا والانقاض ومخلفات المعارك ما تزال تغلق الطرق.
وذكرت صحيفة “المدى” البغدادية في تقرير ان القوات الأمنية أطلقت عملية استعادة مدينة الموصل في الـ 17 من تشرين الاول عام 2016 بمشاركة 100 الف مقاتل من القوات العراقية المشتركة والبيشمركة وبدعم من التحالف الدولي.
وأضاف التقرير ان “ائتلاف النصر” بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، أكد في بيان له أمس، ان “يوم العاشر من تموز 2017 يوم تحرير الموصل الحدباء، كان يوم انتصار العراق على داعش الارهاب والطائفية والظلام”، مبينا ان هذا النصر كان بتضحيات وارادة العراقيين بجميع طوائفهم وقومياتهم.
وأوضح الائتلاف ان”المعركة مع داعش كانت معركة كونية اريد بها تدمير العراق، وان عمق المعركة تمثل بادارة فعّالة لحرب اجندات وسيناريوهات عسكرية سياسية اقتصادية امنية مخابراتية كانت تستهدف تدمير الدولة، وقد كسب العراق رهان تحرير الدولة ووحدة شعبها ومكانتها السيادية”.
وبحسب التقرير فان “النصر العسكري الكبير وهزيمة داعش في الموصل لم تقابله خطط تأهيل اجتماعية وإعمار في المدينة الذي شاهدت كل مآس داعش، حيث أكد المجلس النرويجي للاجئين في تقرير له، ان اكثر من 300,000 نازح موصلي ما يزالون غير قادرين على العودة الى بيوتهم “.
وتابعت المنظمة النرويجية ان الذين اجبروا على مغادرة الموصل يشكلون خمس عدد النازحين في البلاد والذين يبلغ عددهم 1,6 مليون شخص، فيما وجهت الدعوة لاتخاذ اجراء بخصوص اعادة الاعمار .
وأشارت المنظمة إلى انه “خلال السنتين الماضيتين قام المجلس النرويجي للاجئين باصلاح واعادة اعمار بيوت تأوي اكثر من 5200 شخص في الموصل، وعبر برنامج المساعدة الرسمي للمنظمة في المنطقة تم دعم اكثر من 6000 شخص غير مسجل للحصول على وثائق مدنية او استعادتها، ولكن غياب الارادة السياسية والافتقار الى الموارد المالية المخصصة من الحكومة تجعل من هذه الإجراءات الروتينية عملية مطولة ومزعجة، وتعمل على عرقلة هذه العوائل من العودة واندماجها بالمجتمع في المدينة مرة اخرى”.
يذكر انه ورغم مرور سنتين على استعادة الموصل، فان القوات الامنية ما زالت تنفذ عمليات ملاحقة ضد مسلحي التنظيم المتخفين في المدينة وعلى اطرافها ايضا، حيث شهدت الموصل اكثر من تفجير خلال العامين الماضيين.
من جهته أكد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، ان الانتصار المتحقق في الموصل كان عراقيا دون اي جهد اجنبي، مشيرا الى ان تحرير الموصل كان اهم عوامل تقوية الوحدة الوطنية.
وقال العبادي في بيان “تحل علينا ذكرى العاشر من تموز 2017، ذكرى يوم النصر العظيم بتحرير الموصل الحدباء من رجس الدواعش، أعداء الله والإنسانية والسلام إننا إذ نحيي بطولات هذا الشعب وتضحيات مقاتليه الأبطال، نؤكد بهذه المناسبة”.
واضاف ان “معارك التحرير التي خضناها ضد الإرهاب كانت معارك وجودية للامة والدولة، وقد كسبنا معركة استعادة الدولة ووحدة الشعب من فم الإرهاب والاستلاب، وأجهضنا خيار اسقاط العراق”، مؤكدا أنه “لم تكن معارك التحرير معارك بندقية وحسب، بل كانت في العمق حروب إدارة فعّالة للدولة باقتصادها ومخابراتها وتوازنات سياساتها الإقليمية الدولية، وقد اثبتنا قدرة الإدارة والإرادة العراقية بكسب الحروب الشاملة المعقدة”.
واوضح ان “الإنتصار على داعش أسقط خيار الإرهاب والتوحش من أن يفترس المنطقة والعالم، وعلى المنطقة والعالم رفع القبعة للعراق وشعبه ومقاتليه، وتسديد الدين له”، مشيرا إلى ان “الإنتصار على الإرهاب كان عراقياً، ومن الحيف بيع النصر إلى الأجنبي أياً كان. لقد ساندنا العالم، وتقدمنا له بالعرفان، لكن أكدنا ونؤكد، أنَّ الدم والنصر كان عراقياً بامتياز، وأنّ مساندة العالم لنا كانت دفاعاً عن دولهم ومصالحهم أن تنهار على يد الإرهاب”.
وبين العبادي انه “بانتصارنا على الإرهاب خرجنا بدولة موحدة وشعب متماسك واقتصاد أفضل وسيادة متعافية، وكسبنا ثقة العالم بنا كدولة وإدارة سياسية قادرة على كسب الرهانات الكبرى رغم الصعوبات والمعوقات الهائلة”، مشددا على ان “كسب رهان الدولة ووحدتها وسيادتها ورفاهها رهن الوحدة الوطنية والحكم الفعّال والإدارة الكفوءة للدولة، وإنَّ المحاصصة والطائفية والفوضى وارتهان الإرادة للأجنبي أقصر الطرق لفشل الدولة، وأنَّ نجاحنا يكمن بكسب معركة الدولة الموحدة الحرة القوية”.
النهایة