خاص شفقنا-تتداعى الدول العربية إلى البحرين بشوق كبير، فالحدث الذي تحتضنه المنامة الثلاثاء ليس عاديا، أن من حيث حضور ممثلين عن العدو الصهيوني للمؤتمر، أو من حيث أهدافه التي تستهدف فلسطين وقضيتها وتسعى للإبتزاز الإقتصادي وشراء الصمت الدولي بحفنة من الأموال والمشاريع الإنمائية. هذا المؤتمر العقيم الذي لا يرى فيه الفلسطينيون أي قيمة يجابه في هذه الأيام بحركات احتجاجية شعبية وسياسية من مختلف الدول الإسلامية التي ساهمت بتعرية الأنظمة العربية والخليجية وأسقطت الأقنعة عن جميع الحكام.
وفي هذا السياق أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا لـ”شفقنا” أن هذا المؤتمر هو خطوة التفافية من خطوات تمرير صفقة القرن التي بدأت بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإيقاف المساهمة المالية إلى منظمة الاونروا، لافتا إلى تعثر وفشل الصفقة على المستوى العالمي والذي جاء نتيجة انطلاق مسيرات العودة التي هدمت المدماك الأول منها، إضافة إلى الفشل السياسي العام، المتمثل بالرفض الفلسطيني السياسي في كامل فلسطين لهذا المؤتمر التطبيعي الاقتصادي ورفضها لصفقة القرن.
وأشار عطايا إلى أن هذا التطبيع الإقتصادي يعتبر استكمالا لعملية بيع فلسطين من خلال إرضاء الفلسطينيين ببعض المشاريع الإنمائية والإنسانية مقابل إلغاء فكرة مشروع حل الدولتين، وإلغاء السيادة الفلسطينية، معتبرا أن هذه الورشة هي عملية إذابة كاملة للقضية الفلسطينية إلى جانب الضرر الذي ستلحقه أيضا ببعض دول المنطقة التي سيقع على عاتقها التوطين كالاردن ولبنان وسوريا ومصر.
وحول دلالات عدم مشاركة الوفد الفلسطيني يقول عطايا بأن المقاطعة تحرج الدول العربية أكثر، وتفرغه المؤتمر من مضمونه، وتعطي مبررا لبعض الدول التي يربطها بالعدو الصهيوني وأميركا اتفاقيات سلام وتعاون لتعترض أو تخفض من تمثيلها أو تتخذ قرار بعدم المشاركة، مثنيا على موقف لبنان المتقدم والذي تمثل بالتأكيد على رفض المشاركة في المؤتمر ورفض التوطين.
ولفت عطايا إلى أن مجرد استضافة ممثلين عن العدو الصهيوني يعتبر شكلا خطيرا من أشكال التطبيع، لأنه يحاول أن يروج للشعوب والدول الاخرى أو للغرب بأن الصهاينة وأي عربي مسلم يمكن لهما أن يتصافحا ويقيما علاقات طبيعية مع بعضهما البعض.
وفي سياق الحديث عن شكل ردود الفعل التي ستنتج عن هذا المؤتمر أكد عطايا أنه سيكون هناك فعاليات كبيرة داخل فلسطين وفي الشتات، وستعقد المؤتمرات لإظهار عملية الوحدة بوجه تمرير صفقة القرن، مشددا على أن المقاومة التي استطاعت أن ترسم معادلات لن يستطيع العدو الصهيوني أو أي سياسات أخرى في المنطقة أن تكسرها، ستبقى هي العنوان الأول والأخير في إفشال وإسقاط كل المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية، لأنها محمية بقوة وتحالف قوي بين كل قوى المقاومة في المنطقة كسوريا ولبنان وإيران.
ومن المرتقب أن تكشف الولايات المتحدة يوم الثلاثاء والأربعاء، خلال مؤتمر البحرين عن الشق الاقتصادي من خطتها للسلام بين العدو الإسرائيلي والفلسطينيين، التي لم يُكشف عن شقها السياسي بعد. وقال البيت الأبيض إنه قرر عدم دعوة حكومة العدو نظرا لعدم تواجد السلطة الفلسطينية في المؤتمر ليشارك بدلا من ذلك وفد صغير من قطاع الأعمال الإسرائيلي.
ويأتي الكشف عن الخطة بعد مناقشات استمرت عامين وتأخير في الكشف عن خطة أوسع للسلام بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين.
مهدي سعادي