شفقنا العراق-متابعات-أفرجت السلطات السعودية، عن رجل الدين الشيعي الشيخ توفيق العامر بعد أن اعتقلته في العام 2011، على خلفية إلقائه خطبا اعتبرت تحريضا على النظام، لكن المنظمات الحقوقية اعتبرت إن إدانته لم تكن تستند إلى أدنى شروط العدالة.
لم يكن يوم التاسع عشر من مايو 2019 كغيره من الأيام في الأحساء وعموم المنطقة، بعد الإفراج الشيخ توفيق العامر بعد قضائه أكثر من 8 سنوات خلف قضبان السجون.
ووصل الشيخ العامر إلى الأحساء شرقي المملكة، قادما من الرياض، بحسب ما نشرت حسابات مناصرة له.
وفي آب/ أغسطس 2014، قضت المحكمة الجزائية بالسجن ثماني سنوات على العامر، يعقبُها حظر للسفر لمدة عشر سنوات، ومنع من إلقاء الخطب الدينية.
وأدين العامر بالقدح والذم بالنظام الحاكم في السعودية، والقذف في عقيدة علماء الأمة، وإثارة الفتنة الطائفية، والدعوة إلى التغيير. وتتعلق هذه التهم بمجموعة من الخطابات العامة التي قام بإلقائها منذ 2011.
وقد اعتبرت منظمة “العفو الدولية”، في عام 2015، أن اعتقاله “بمثابة عملية اختطاف على أيدي الشرطة السرية، التي أخفت الشيخ العامر، ولم يعرف إلا عن طريق اتصال ليخبر العائلة بأن الشيخ شوهد في سجن الدمام”.
وعلى غرار معتقلي الرأي الآخرين في السعودية، تعرض العامر في سلطات سجن الدمام للتعذيب، وللمعاملة غير الإنسانية، وفق تأكيد نجله محمد للمنظمة نفسها، إذ أكد أن السلطات حرمته من الرعاية الطبية في المعتقل، ما كبده الكثير من الآلام والمضاعفات الصحية التي يعاني منها.
وبحسب نجل العامر، فقد تعرض والده مرة لهجوم من قبل جنائية داخل المعتقل منذ حوالي عامين ونصف عام، مما ترك له كسراً في الأنف والفك السفلي الذي لم يعالج، ونتيجة لذلك، أصيب بصداع مستمر وفقدان الإحساس في أربعة من أسنانه.
في مداخلة مع “مرآة الجزيرة”، يقول الناشط الحقوقي المحامي طه الحاجي، إن “الشيخ توفيق العامر خرج من السجن بعد أن أكمل مدة محكوميته التي تضاعفت، بعدما رفض أن يخرج مكسوراً مقيداً بقيود التعهدات والالتزامات بأن يبتعد عن الشأن العام ويمتنع عن صلاة الجمعة والجماعة”. يشدد المحامي الحاجي على أن الشيخ العامر خرج شاهقاً مرفوع الرأس معززاً مكرماً لم يخرج كمذنب أو مخطئ، بل إنه أصبح ملهماً للنضال والقوة ورمزاً للحقوق. وفي وقت تشهد مناطق “القطيف مضايقات أمنية من السلطات، وارتفاع في منسوب القمع والاضطهاد كسياسة قائمة في المنطقة التي يأبى أهلها الانكسار، يعتبر الحاجي أن استقبال سماحته كان ملفتاً، حيث كان أهالي الأحساء في استقباله، بوقت “كان الجميع يستبعد أن يحظى الشيخ باستقبال الأبطال كما استقبل بعد الإفراج عنه في 2011 “.
النهاية