شفقنا العراق-تشهد العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات صعدة وتعز وإب والبيضاء والجوف وريمة، اليوم الثلاثاء، مسيرات مليونية بمناسبة مرور أربعة أعوام من صمود الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي الأمريكي.
واحتضن ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء حشودا مليونية، توافدت من مديريات العاصمة ومحافظة صنعاء وكذلك عدد من المحافظات المحيطة بالعاصمة.
وحمل المشاركون في المسيرات أعلام الجمهورية اليمنية ورايات الحرية وشعارات المناسبة، وصورا لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وكذلك صورا للشهداء وجرائم العدوان، ولافتات الحرية تعبر عن تضحيات وصمود الشعب اليمني في وجه العدوان.
وردد المشاركون هتافات منها “”يا أمريكا يا إسرائيل.. الموت لكم والتنكيل”، “هيهات أن نرجع هيهات.. صمودنا كالجبال”، كما علت أصوات المحتشدين بهتافات الحرية.
وبدأت الفعاليات بآيات من الذكر الحكيم والسلام الجمهوري، ثم وقف المحتشدون دقيقة حداد لقراءة سورة الفاتحة إلى أرواح الشهداء.
وألقى مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين كلمة عن العلماء، أشار فيها أن الشعب اليمني كان ولا زال مدد الدين الإسلامي، مؤكدا المبادئ التي يناضل في سبيلها اليمنيون للخروج من الوصاية الأمريكية.
وألقى الشاعر معاذ الجنيد قصيدة أشار فيها إلى أن ذكرى يوم العدوان أصبحت عيدا لدى الشعب اليمني، وأشاد بصمود الشعب اليمني وتنكيله بالمعتدين، وأن النصر حليف الشعب اليمني.
وأكد المشاركون عزمهم وتصميمهم على مواصلة الصمود ومواجهة العدوان، والانتصار لكل الدماء التي سفكت ظلما منذ بدء العدوان في ظل صمت مخز من قبل المجتمع الدولي الذي باع كل قيمه وأخلاقه ومبادئه.
كما أكدوا أن الشعب اليمني لا يزال وسيظل متمسكا بقيمه الدينية والأخلاقية والفطرية التي جعلته شعبا مميزا عن كافة الشعوب وجديرا بأن يقف الله معه وينصره.
وبعث المشاركون برسائل عدة للداخل والخارج أنه مهما كانت الظروف والمتغيرات فإنه لا مجال للمساومة في السيادة والكرامة والعزة، فقد قطع الشعب عهده للشهداء والجرحى بمواصلة دربهم ونضالهم حتى انتزاع النصر وطرد الغزاة ودحرهم من كل شبر من أرض الوطن بعون الله وقوته.
وبالتزامن مع الفعالية المركزية في ميدان السبعين بصنعاء شهدت محافظات صعدة والجوف وتعز وإب والبيضاء وريمة احتفالات جماهيرية حاشدة بمرور أربع سنوات لصمود الشعب اليمني.
من جهته استنكر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية تصريحات الناطق الرسمي باسم وزارة الإعلام السعودية التي أشار فيها إلى أن الحل السياسي مبدأ متفق عليه من قبل كافة الأطراف الاقليمية والدولية باستثناء جماعة أنصار الله.
وأكد المصدر في تصريح أن العالم بأسره يعرف حقيقة أن السعودية لم تكن يوماً مع الحل السياسي أو مع مصلحة الشعب اليمني، وأنها تدخلت عسكرياً في اليمن بذرائع واهية، ومن أجل تحقيق أهداف غير معلنة، وبعد أن كانت الأطراف السياسية قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاق سياسي.
وأشار المصدر إلى أن القوى الوطنية كانت ولاتزال متمسكة بخيار السلام العادل والمشرف، وتعاطت بإيجابية خلال جولات السلام كافة ابتداءً بمشاورات جنيف وجنيف ٢ ومروراً بمفاوضات الكويت وانتهاء بمشاورات ستوكهولم.
ولفت إلى أن الوفد الوطني قدم تنازلات كبيرة حرصاً على حقن دماء الشعب اليمني وإنهاء معاناته، في حين أن الرياض ومرتزقتها هم من كانوا ولايزالون يضعون العراقيل أمام جهود السلام ويتنصلون من الالتزامات قبل أن يجف حبر تلك الاتفاقات.
وأوضح المصدر أن الوفد الوطني قدم التنازلات بغية التوصل إلى اتفاقات ستوكهولم والبدء في تنفيذها في حين أن الطرف الآخر لايزال حتى اللحظة يعرقل تنفيذ الاتفاقات، سيما اتفاق إعادة الانتشار في الحديدة.
وذكر المصدر أن الطرف الآخر يتمسك بمواقف خارج نطاق اتفاق الحديدة ومنها الفصل إلى أجل غير محدود بين المرحلتين الأولى والثانية في حين أن ذلك مخالف للاتفاق الذي نص على أن تتم إعادة الانتشار في مرحلتين متتاليتين خلال ٢١ يوماً، كما أن ذلك يتعارض أيضاً مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إطار لجنة تنسيق إعادة الانتشار في ١٧ فبراير الماضي.
كما أكد المصدر أن تصريحات المسؤول السعودي تهدف إلى تجميل صورة بلاده لدى المجتمع الدولي من خلال الإدعاء بحرصها على الحل السياسي في اليمن، فضلا عن التغطية على عرقلة أدواتها ومماطلتهم وامتناعهم عن تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
ودعا المصدر في ختام تصريحه، السعودية إلى إعادة النظر في مواقفها تجاه اليمن وشعبه والتخلي عن خيارات العنف والحرب الوحشية التي تشنها منذ أربع سنوات، وأن تسعي نحو إقامة علاقات أخوية تقوم على مبادئ حسن الجوار والمصالح المشتركة للبلدين واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
النهایة